واصل مئات المتظاهرين الأتراك المناهضين للحكومة اعتصامهم في ميدان تقسيم في اسطنبول على الرغم من قول حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه رجب طيب اردوغان انه سينظر في إجراء استفتاء بشأن مستقبل حديقة غازي التي أثارت الاحتجاجات. أكد ممثل للمتظاهرين الأترك لوكالة فرانس برس اليوم (الخميس 13 يونيو/ حزيران 2013) أن اقتراح رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان إجراء استفتاء حول مستقبل حديقة جيزي في اسطنبول ليس قانونيا ولا مرغوبا فيه. وقال تيفون كهرمان من حركة 'تضامن تقسيم' اكبر تنسيقية للمتظاهرين في الموقع 'هناك أصلا قرار قضائي أوقف الأشغال في الحديقة. في هذه الظروف ان اجراء مشاورة شعبية للبت في مصير الحديقة ليس قانونيا'. وأضاف 'هل نقرر تنظيم اقتراع لنعرف ما إذا كان علينا معالجة مريض بالسرطان؟'، موضحا أن حركة 'تضامن تقسيم' التي تضم 116 جمعية ستجتمع صباح اليوم للإعلان عن موقف رسمي مشترك من اقتراح اردوغان. وحاول رئيس الوزراء التركي مساء الأربعاء تهدئة الاحتجاجات المستمرة ضد حكومته منذ أسبوعين، باقتراح فكرة إجراء استفتاء حول مشروع يتعلق بساحة تقسيم و600 شجرة في حديقة جيزي المتاخمة لها. وعرض إجراء استفتاء هو التنازل الوحيد الذي قدمته السلطات علنا بعد أيام من التصريحات المتشددة لاردوغان الذي وصف المتظاهرين بأنهم 'رعاع' و'حثالة'. ولم تقدم الحكومة التركية الكثير من التفاصيل عن الاستفتاء واكتفت بالقول بأنه يمكن أن يجري في اسطنبول كلها أو في المنطقة المحيطة بتقسيم. وأدت وسائل القمع الشديد التي استخدمتها الشرطة التركية ضد احتجاج نظم قبل أسبوعين في حديقة غازي إلى موجة احتجاجات أوسع ضد اردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم جذبت تحالفا من العلمانيين والقوميين والمهنيين والنقابيين والطلبة، بعضهم لم يكن يفكر من قبل في المشاركة في أي نشاط سياسي. ووقفت شرطة مكافحة الشغب التركية الليلة الماضية على أطراف ميدان تقسيم ترقب الحشود وأخذ بعض المحتجين يغنون ويرقصون بينما وقف آخرون يصفقون لعازف بيانو وضع آلته في منتصف الميدان. كان هذا المشهد مناقضا تماما للمشهد السابق قبل 24 ساعة حين اقتحمت الشرطة ميدان تقسيم واستخدمت القنابل المسيلة للدموع واشتبكت شرطة مكافحة الشغب في معارك متواصلة مع المحتجين خلال الليل بعد اقتحام وإخلاء الساحة وتفرق الحشد في الشوارع الضيقة المحيطة. ويطالب المحتجون الحكومة بمعاقبة المسؤولين عن حملة الشرطة القمعية. (ح.ز/ ي.ب / أ.ف.ب / د.ب.أ/ رويترز)