لم تدفع أحداث سنتين من الصراع طهران إلى إيقاف استثمارها السياسي والاقتصادي في سوريا وهو الأمر الذي يؤكد أهمية دمشق فيما تسميه إيران محور المقاومة. فقد قدمت طهران دعما ماليا تجاوز السبعة مليارات دولار لدمشق لمواجهة الأزمة التي تعصف بها، ما بين خط ائتماني لتمويل السلع الغذائية وآخر لتمويل احتياجات دمشق من النفط إضافة إلى قرض ميسر، بحسب حاكم مصرف سوريا المركزي أديب ميالة. سنوات من العلاقات الوثيقة بين البلدين شهدت خلالها مشروعات لإيران في سوريا مثل محطات الكهرباء وانتاج السيارات إضافة إلى اعفاء الصادرات السورية إلى ايران من الرسوم الجمركية. وربما يفسر ترابط المصالح السورية الإيرانية سعي إيران للتأكيد على أنها مع أي حل سياسي للأزمة السورية لا يؤثر على محور المقاومة حسب قولها. ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية الايرانية تدور تساؤلات حول ما اذا كانت العلاقة بين البلدين ستتغير بتغير الرئيس الإيراني، لكن الكاتب والسفير السوري السابق في طهران الدكتور تركي صقر يؤكد لبي بي سي أن العلاقات السورية الايرانية راسخة واستراتيجية مدللا على ذلك بأن سبعة انتخابات رئاسية ايرانية جرت خلال العقود الماضية ولم تتراجع فيها العلاقات بين البلدين. وأشار صقر إلى أن دمشق لا تشعر بالقلق على العلاقات مع طهران كون السياسة الخارجية الايرانية توضع من قبل المرشد علي خامنئي وخاصة تجاه سوريا، كما أن الازمة التي تعيشها سوريا منذ سنتين أكدت متانة العلاقات بين ايران وسوريا وستكون أقوى في المستقبل بغض النظر عمن سيفوز بالرئاسة. على الجانب الآخر، ماذا سيكون موقف إيران إذا ما تغير نظام الرئيس بشار الاسد، الحليف المقرب من طهران؟ يجيب الباحث الايراني في العلاقات السورية الايرانية عصام الهلالي في حديثه لبي بي سي أنه في حال تغير النظام في سوريا فإن ايران ستبني مواقفها وسياساتها على أساس طبيعة النظام القادم ولن يكون موقفها قائم على رد الفعل . ويضيف الهلالي: صحيح أن العلاقات بين سوريا وايران استراتيجية ووطيدة جدا، لكنني لا أعتقد وعندما تتغير الظروف أن تأخذ ايران مواقف انفعالية . لكن الباحث الايراني لفت إلى نقطة هامة جدا يجب أن توضع بالحسبان حسب قوله وهي أن طهران ترسم سياستها على أن النظام الحالي الذي يترأسه الرئيس بشار الاسد لن يتغير وهي تقوم بدعمه بكل ما لديها من امكانيات وعلى جميع الأصعدة. وإضافة إلى كل ما سبق فقد رسخت المقامات الدينية في سوريا بعدا روحيا واجتماعيا للعلاقات بين البلدين. وظهر ذلك عبر كثافة الزوار الإيرانيين إلى سوريا. وتقول وزارة السياحة السورية إن عدد الزوار الايرانيين تجاوز المليوني زائر عام 2011. ومع تصاعد الصراع في سوريا والمستمر منذ اكثر من عامين تتأكد الاهمية السياسية والاستراتيجية لسوريا في أي توجهات اقليمية ايرانية ماضية ومستقبلية.