قتل 14 شخصا على الاقل اليوم الثلاثاء في انفجارين انتحاريين قرب مركز للشرطة في دمشق، بحسب الاعلام السوري، في وقت تستمر المعارك عنيفة حول مطار منغ العسكري في محافظة حلب في شمال البلاد. في لبنان، سقطت اليوم سبعة صواريخ على منطقة الهرمل في شرق لبنان التي يتمتع فيها حزب الله بنفوذ كبير، والتي بدأت منذ اسابيع تتعرض لقصف مصدره الاراضي السورية كرد، بحسب ما يقول مقاتلو المعارضة السورية، على تدخل حزب الله العسكري في القتال في سوريا الى جانب قوات النظام. وجاء في خبر لوكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) "استشهد 14 مواطنا وأصيب عدد آخر إثر تفجيرين إرهابيين انتحاريين وقعا صباح اليوم في ساحة المرجة بدمشق". وذكر مصدر فى قيادة الشرطة ان "ارهابيين انتحاريين فجرا نفسيهما قرب قسم شرطة الانضباط ما أسفر عن استشهاد 14 مواطنا وإصابة 31 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة نقلوا على إثرها إلى المشفى إضافة إلى أضرار مادية في المكان". وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان، من جهته، عن مقتل 15 شخصا، مشيرا الى ان احد التفجيرين "ناجم عن تفجير رجل نفسه داخل قسم شرطة الانضباط"، والى ان "غالبية الخسائر البشرية هم من عناصر الشرطة". وبثت قناة "الاخبارية" السورية الرسمية لقطات من مكان التفجيرين اظهرت اثار دماء امام احد المحال التجارية، واضرارا في عدد من المتاجر في الساحة التي تشتهر بمحال الحلويات الدمشقية، فيما كان اصحابها يهمون بالتنظيف وازالة اثار الحطام. وشهدت مناطق عدة في العاصمة منذ بدء النزاع في سوريا قبل اكثر من سنتين، تفجيرات انتحارية بمعظمها استهدفت مراكز حكومية او امنية، او من دون هدف محدد، واوقعت عشرات القتلى والجرحى. في حلب، قصفت القوات النظامية السورية مطار منغ العسكري بعدما حقق مقاتلو المعارضة تقدما في داخله وباتوا يسيطرون على اجزاء كبيرة منه، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الثلاثاء. الا ان مصدرا عسكريا سوريا نفى لوكالة فرانس برس "سيطرة المسلحين على اي جزء من اجزاء المطار"، مشيرا الى "تواصل الاشتباكات العنيفة لليوم الثالث على التوالي نتيجة هجوم اعداد كبيرة من المسلحين المحاصرين للمطار". ويفرض مقاتلو المعارضة منذ شباط/فبراير الماضي حصارا على هذا المطار وغيره من المطارات العسكرية في شمال سوريا، في محاولة لتحييد سلاح الطيران الذي يعد نقطة تفوق اساسية للقوات النظامية امام ضعف مستوى تسليح المقاتلين. وذكر المرصد ان "مقاتلي الكتائب قصفوا اليوم مطار الطبقة العسكري بريف الرقة بصواريخ عدة". وبعدما اعلن مصدر امني سوري الاحد ان القوات النظامية تستعد لشن حملة عسكرية لاستعادة المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في حلب، قال مصدر عسكري اليوم ان التحركات الميدانية في حلب "هي نفسها التي بدأت قبل عشرة ايام تقريبا، اي عمليات عسكرية اعتيادية". وبدأت هذه العمليات بعد سقوط مدينة القصير في محافظة حمص (وسط) بايدي قوات النظام وحزب الله اللبناني. وقال الناشط المعارض في مدينة حلب محمد الخطيب لفرانس برس عبر سكايب ان النظام "يسعى الى مهاجمة الريفين الغربي والشمالي لحلب لقطع الامدادات عن مقاتلي المعارضة في مناطق اخرى من المحافظة". وتأتي هذه التطورات غداة مقتل حوالى مئة شخص في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الاثنين، معظمهم من القوات النظامية ومسلحي المعارضة، بحسب المرصد السوري الذي يقول انه يعتمد على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل سوريا للحصول على معلوماته. في لبنان، سقطت سبعة صواريخ اليوم الثلاثاء مصدرها الاراضي السورية على مدينة الهرمل (شرق) التي تعد معقلا لحزب الله اللبناني حليف نظام الرئيس السوري بشار الاسد والقريبة من الحدود السورية، اقتصرت اضرارها على الماديات، بحسب ما افاد مصدر امني وكالة فرانس برس. ويشهد لبنان المنقسم بين موالين للنظام السوري ومعارضين له، سلسلة من الحوادث الامنية المتنقلة على خلفية النزاع السوري، اضافة الى تصعيد في الخطاب السياسي والمذهبي على خلفية مشاركة الحزب في القتال داخل سوريا. وقررت دول مجلس التعاون الخليجي مساء الاثنين اتخاذ اجراءات "ضد المنتسبين لحزب الله في اقاماتهم او معاملاتهم المالية والتجارية" على اراضيها، داعية الحكومة اللبنانية الى تحمل مسؤوليتها ازاء "سلوك الحزب وممارساته غير القانونية في سوريا والمنطقة". وكانت دول الخليج اعتبرت في ختام اجتماعها الدوري في جدة الاحد الماضي حزب الله "منظمة ارهابية". في انقرة، اعلنت السلطات توقيف "المشتبه به الرئيسي" في الهجمات الدامية التي وقعت في بلدة الريحانية على الحدود السورية في 11 ايار/مايو وقتل فيها 52 شخصا. وذكرت ان الرجل اعتقل في جنوب تركيا بينما كان يحاول الفرار الى سوريا. ونسبت تركيا الهجوم الى مجموعة تركية صغيرة من اليسار المتطرف مرتبطة باستخبارات النظام السوري، وهو ما نفته دمشق. دبلوماسيا، اعلنت واشنطن ارجاء زيارة وزير خارجيتها جون كيري التي كانت مقررة هذا الاسبوع الى الشرق الاوسط، ليكون في امكان الوزير المشاركة في اجتماعات داخل الادارة الاميركية حول سوريا، في وقت يستمر الجدل داخل الكونغرس الاميركي حول تسليح المعارضة السورية.