قتل تسعة عناصر من القوات النظامية السورية الاحد في تفجير انتحاري في دمشق، فيما تستمر العمليات العسكرية في محافظة حمص في وسط البلاد، في وقت توقعت فرنسا ارجاء المؤتمر الدولي المقترح لايجاد تسوية للازمة السورية الى تموز/يوليو المقبل. في لبنان، وفي استمرار تداعيات النزاع السوري، سقط صاروخان الاحد على منطقة حدودية مصدرهما الاراضي السورية. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم عن مقتل "تسعة من عناصر القوات النظامية اثر تفجير رجل سيارة مفخخة بالقرب من قسم الشرطة في حي جوبر" في شرق العاصمة. واشارت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) من جهتها الى ان "ارهابيا انتحاريا فجر صباح اليوم سيارة مفخخة في حي جوبر ما أدى الى اصابة عشرة مواطنين بجروح، اصابات خمسة منهم خطرة". وقالت الوكالة "أعقب التفجير الارهابي اشتباك بين وحدة من جيشنا الباسل ومجموعة ارهابية اسفر عن القضاء على عدد من الارهابيين". وشهد حي جوبر معارك الاحد بين الجيش السوري ومسلحي المعارضة، بحسب المرصد. ومنذ اشهر، تدور اشتباكات في هذا الحي الذي يستهدف باستمرار بغارات جوية وقصف بقذائف الهاون. في محافظة حمص في وسط البلاد، نفذ الجيش السوري الاحد سلسلة غارات على مدينة القصير التي كان احكم الطوق عليها مدعوما من حزب الله اللبناني خلال الايام الماضية. واستهدفت الغارات خصوصا الاحياء الشمالية في المدينة وبعض البساتين وقسما من قرية الضبعة شمال المدينة لا تزال بين ايدي المعارضة المسلحة. كما اشار المرصد الى استمرار تدفق التعزيزات العسكرية لقوات النظام الى القصير. من جهة ثانية، قتل 28 مقاتلا من المعارضة السورية الليلة الماضية في معركة في ريف حمص الشمالي، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان مقاتلي المعارضة حاولوا التقدم في اتجاه قرية كفرنان الواقعة بين مدينة تلبيسة التي يسيطرون عليها ومنطقة الحولة التي يتواجد في اجزاء كبيرة منها ايضا المعارضون. الا انهم "تعرضوا لكمائن من جانب قوات النظام تسببت بمقتل ما لا يقل عن 28 منهم". كما اشار المرصد الى هجوم نفذه مقاتلو المعارضة على حاجز الملوك التابع للقوات النظامية عند طرف مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي ايضا، ما تسبب بمقتل ستة عناصر من الحاجز على الاقل. ورجح عبد الرحمن ان يكون مقاتلو المعارضة يحاولون عبر "فتح هذه المعارك في ريف حمص الشمالي تخفيف الضغط على مدينة القصير الواقعة في ريف حمص الجنوبي". في نيويورك، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون المتقاتلين في القصير الى تحييد المدنيين وافساح المجال امامهم لمغادرة المدينة، وفق ما اعلن السبت المتحدث باسمه مارتن نيسيركي. ووجهت المفوضة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي ومديرة العمليات الانسانية في الاممالمتحدة فاليري آموس نداء مشتركا لتجنيب السكان المدنيين ويلات الحرب في القصير ووقف المعارك لاجلاء الجرحى، مشيرتين الى ان "هناك نحو 1500 جريح قد يكونون بحاجة الى عناية طبية عاجلة" في المدينة. واوضح البيان ان نحو عشرة الاف شخص فروا من القصير الى قريتين مجاورتين، هم ايضا بحاجة لمساعدة عاجلة. وتتعرض القصير لهجوم من الجيش النظامي السوري يسانده مقاتلو حزب الله اللبناني منذ 19 ايار/مايو. وكان الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية اعلن السبت ان تنحي الرئيس بشار الاسد ووقف العمليات العسكرية "لقوات النظام وحزب الله وايران" هي شروطه للمشاركة في المؤتمر الدولي المقترح من موسكو وواشنطن من اجل ايجاد تسوية للازمة السورية. واعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاحد ان المؤتمر الدولي حول سوريا الذي وصفه ب"مؤتمر الفرصة الاخيرة" قد يعقد في تموز/يوليو المقبل، مشيرا الى ان الوقت "قصير جدا" لكي يتسنى عقده في حزيران/يونيو، كما اعلن سابقا. واعطى النظام السوري "موافقة مبدئية" على المشاركة في المؤتمر. ومن المقرر عقد اجتماع تمهيدي للمؤتمر الاربعاء في جنيف سيضم ممثلين عن الولاياتالمتحدة وروسيا والاممالمتحدة. في تداعيات النزاع السوري على لبنان المجاور، سقط صاروخان مصدرهما الاراضي السورية الاحد على جرود منطقة الهرمل الحدودية مع سوريا. وكانت صواريخ اخرى سقطت السبت على بلدات في قضاء بعلبك المجاور للهرمل. وتعتبر المنطقة معقلا لحزب الله. ويقول الجيش السوري الحر انه يطلق الصواريخ ردا على تدخل الحزب العسكري في سوريا. ووقع ليلا اشتباك بين مجموعة من حزب الله قدمت من منطقة بعلبك واخرى من الجيش السوري الحر في منطقة سورية حدودية محاذية لجرود بعلبك وتقع في ريف دمشق، بحسب ما افاد مصدر امني لبناني. وقتل عنصر من حزب الله وعدد من المقاتلين المعارضين في الاشتباك. على صعيد آخر، وجه البابا فرنسيس الاول الاحد نداء ملحا للمسؤولين عن احتجاز رهائن في سوريا لكي يبدوا حسا "بالانسانية" ويفرجوا عنهم، معربا في الوقت نفسه عن "قلقه الشديد" ازاء استمرار النزاع في سوريا منذ اكثر من سنتين. وخطف مطران حلب للروم الارثوذكس بولس يازجي ومطران حلب للسريان الارثوذكس يوحنا ابراهيم في الثاني والعشرين من نيسان/ابريل الماضي، ولم يعرف شيء عن مصيرهما. كما تسجل يوميا في سوريا عمليات خطف عدة تشمل صحافيين غربيين واشخاصا عاديين لاسباب سياسية او مذهبية او لمجرد طلب فدية.