اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة ان حلف شمال الاطلسي سينظم في 2014 قمة ستخصص "للفصل الاخير" من العمليات العسكرية في افغانستان. وكشف اوباما هذه المعلومات بينما كان يقف الى جانبه الامين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن بعد لقاء بينهما في المكتب البيضوي في البيت الابيض. وقال الرئيس الاميركي انه ناقش مع راسموسن "اجراءات يمكننا ان نتخذها بعد العام 2014 لتبقى القوات الافغانية فاعلة وتتمكن من السيطرة على حدودها وليضمن عناصر الحلف الاطلسي انه لن يتم استخدام افغانستان مستقبلا كقاعدة للارهابيين". واضاف "توافقنا على انه لتسهيل هذه العملية، سيكون مفيدا ان ننظم قمة جديدة للحلف الاطلسي العام المقبل"، لافتا الى انه لم يتم حتى الان اختيار البلد الذي سيستضيف القمة لكن راسموسن سيعمل على ذلك. وتابع اوباما ان هذه القمة "ستعبر عن المرحلة النهائية في عملياتنا (القتالية) في افغانستان"، قبل الانتقال الى مرحلة اخرى تقوم على تدريب قوات الامن الافغانية. من جهته، وصف راسموسن العام 2014 بانه "مرحلة مهمة". وقال ان "هدفنا" هو ان تكون "افغانستان قادرة على تولي امورها بنفسها لكنها لن تكون وحيدة". واضاف "نحن مستعدون لشراكة طويلة الامد مع الافغان". وحدد الحلف الاطلسي نهاية 2014 موعدا لانهاء انسحاب قوته الدولية (ايساف) من افغانستان والتي تضم نحو مئة الف جندي. لكن واشنطن اعلنت نيتها ابقاء جنود اميركيين بعد هذا الموعد شرط ان توافق كابول على منحهم حصانة قضائية. وتساهم دول عدة في الحلف الاطلسي حاليا في تدريب القوات الافغانية. لكن يفترض ان يوقع كل بلد معني بالامر "اتفاقا ثنائيا" مع كابول حول تفاصيل وجود قواته ما بعد العام 2014، بحسب الرئيس الافغاني حميد كرزاي. وتقاتل القوة الدولية التابعة للحلف منذ اكثر من عشرة اعوام الى جانب القوات الافغانية، متمردي طالبان. وسيشهد العام 2014 ايضا انتخابات رئاسية في افغانستان لاختيار خلف لكرزاي الذي لا يستطيع الترشح لولاية اخرى. وفي الوقت نفسه، قال القائد السابق لقوات الحلف في افغانستان جون الن في تقرير نشر الجمعة ان الولاياتالمتحدة قد تحتاج للابقاء على عدد من جنودها في افغانستان اكبر مما كان مقررا بعد 2014 لمساعدة هذا البلد في بناء جيشه. ووضع التقرير الن وميشال فلورنوي التي تشغل ثالث منصب في وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) والمحلل في معهد بروكينغز مايكل اوهانلون. وقبل ان يغادر منصبه في شباط/فبراير الماضي، اوصى الجنرال المتقاعد جون آلن الذي قاد قوات الحلف الاطلسي في افغانستان لاكثر من عام ونصف العام الى الابقاء على 13 الفا و600 عسكري في افغانستان بعد الانسحاب. وتجري ادارة اوباما حاليا مفاوضات لابرام اتفاقية امنية طويلة الامد مع الحكومة الافغانية ولم تعلن عدد القوات الذي تريد ابقاءه في افغانستان بعد 2014. وقال التقرير "في النهاية، ولعامين او ثلاثة بعد 2014، قد تحتاج الولاياتالمتحدة الى كتيبة اضافية تضم الاف العناصر لمساعدة الافغان في بناء قوتهم الجوية وقواتهم للعمليات الخاصة وفي عدد من القطاعات الاخرى الطبية والاستخباراتية و(في مجال) نزع الالغام". وحض التقرير البيت الابيض على ان يعلن "في اسرع وقت" عدد الجنود الذين ينوي ابقاءهم في افغانستان بعد 2014 لتهدئة مخاوف بعض الافغان القلقين من انسحاب كامل للولايات المتحدة من بلدهم. وصرح اوهانلون للصحافيين ان "قوة موقتة لسنتين يجب ان تضاف الى ما تصفونه بالقوة القائمة اصلا". واضاف انه اذا احتاجت القوات الافغانية مساعدة موقتة من قبل القوة الجوية او عمليات اجلاء طبية او غيرها، فيمكن لهذه القوة "ملء الفراغ" ريثما يسرع الافغان في تولي مهامهم. وتابع "نظريا يمكن نشر قوة اكبر مما قررتم لفترة قصيرة". واكد الن ان هذه الفكرة ليست جديدة للعسكريين مشيرا الى ان هناك قوة في افغانستان مكلفة اغلاق القواعد ولا تشملها الارقام المتعلقة باللقوات القتالية المنتشرة في هذا البلد. واضاف "انها قوة غير مسجلة في السجلات ولا تفعل اي شىء يوميا سوى اغلاق القواعد". ودعا التقرير البيت الابيض الى اعلان قراره بشأن حجم القوات "في اسرع وقت ممكن" لتهدئة المخاوف لدى الحلفاء الافغان من الانسحاب الاميركي. وقال ان "توضيح الالتزام الاميركي سيطمئن الافغان وسيهدىء مخاوفهم التاريخية من التخلي عنهم". وتابع ان خطوة من هذا النوع "ستقنع حلفاءنا في الحلف الاطلسي بالبقاء بعض الوقت وأداء قسطهم" من العمل. اما فلورنوي التي كانت مساعدة وزير الدفاع للسياسة واستقالت من منصبها العام الماضي، فاكدت انها تنتظر من الادارة الاميركية كشف خططها قريبا. وقالت "حسبما سمعت، سيحدث ذلك قريبا على ما يبدو".