تسبب دانييل براندز في مشاكل لرفائيل نادال في بداية مشواره للدفاع عن اللقب حين اقترب البطل الاسباني من الخروج مبكرا جدا من بطولة فرنسا المفتوحة للتنس حيث يسعى للتتويج للمرة الثامنة يوم الاثنين. ووصل نادال الى الدور الثاني لكن انتصاره بنتيجة 4-6 و7-6 و6-4 و6-3 على الألماني الموهوب الذي لم يسبق له الفوز بأي مباراة في الأدوار الرئيسية لبطولة فرنسا تأثر بالخطر الذي لاحق اللاعب الحاصل على 11 لقبا في البطولات الأربع الكبرى. في المقابل لم تواجه بطلة السيدات الروسية ماريا شارابوفا أي قلق في الدور الأول باستثناء الاضطرار لتغيير الملعب لكنها رغم ذلك انتصرت بسهولة بواقع 6-2 و6-1 على التايوانية هسيه سو وي. ولو أن معاناة نادال المرشح الأبرز للفوز بلقب الرجال سببت قلقا مبكرا للمشجعين فإن الفرنسيين تابعوا لاعبهم المفضل جايل مونفيس يتغلب بصعوبة على المصنف الخامس توماس برديتش في أجواء مشمسة بغرب باريس. وأثار مونفيس الذي وصل لقبل النهائي هنا في 2008 لكن مسيرته تأثرت كثيرا بسبب إصابة في الركبة حماس الجمهور لأكثر من أربع ساعات ليفوز 7-6 و6-4 و6-7 و6-7 و7-5 ليصبح برديتش أبرز مصنف يودع البطولة حتى الآن. وبدأت البطلة السابقة الصينية لي نا مشوارها بالفوز 6-3 و6-4 في الدور الأول على الاسبانية انابل مدينا جاريجوس. ولم يخسر نادال سوى مرة واحدة في 53 مباراة خاضها في بطولة فرنسا وبدأ اليوم المشوار سعيا لأن يصبح أول رجل في التاريخ يفوز بلقب نفس البطولة الكبرى ثماني مرات. وبفوزه بخمسة ألقاب على الملاعب الرملية منذ عودته للمنافسات في أعقاب الغياب لسبعة أشهر بسبب إصابة في الركبة وبالنظر لنتائج براندز في باريس كان المتوقع أن يصبح اللقاء الأول بينهما مناسبة عادية للاحتفال بالنسبة لنادال البالغ من العمر 26 عاما. وبالفعل حين بدأت المباراة ظهر نادال متحمسا بسروال قصير برتقالي اللون وفاز بالنقطة الأولى بضربة أمامية جميلة. وبعدها بدأ الأمر يتعقد قليلا بالنسبة للمصنف الأول في العالم سابقا في أولى البطولات الأربع الكبرى التي يخوضها منذ خسارته في الدور الثاني لبطولة ويمبلدون العام الماضي. لكنه نجا من الهزيمة واعترف بعد التأهل للدور الثاني إنه اضطر لبذل جهد كبير. وقال نادال للصحفيين "أحيانا تشعر أنك تسدد ضربات سيئة وفي كل مرة ترتد الكرة كالقنبلة. لكني وجدت الحل في الوقت المناسب." وأضاف "لقد قدم هو (براندز) مباراة رائعة." وبدا نادال متوترا وعانى للتأقلم مع الضربات القوية لمنافسه المصنف 59 وارتكب خطأ مزدوجا ليخسر الإرسال والنتيجة التعادل 4-4 في المجموعة الأولى واستغل اللاعب الألماني الفرصة وفاز بالمجموعة بضربة أمامية صاروخية. وكانت تلك هي المرة الأولى التي يخسر فيها نادال مجموعة في الدور الأول ببطولة فرنسا المفتوحة. وواصل براندز السيطرة على اللعب دون النظر لسمعة نادال وبدا قريبا من تكرار انتصار السويدي روبن سودرلينج على نادال في باريس في 2009 حين أنقذ نقطة لخسارة المجموعة الثانية قبل أن يفرض على نادال شوطا فاصلا. وبينما حاول الجمهور استيعاب ما يحدث أطلق براندز ضربتين هائلتين ليتقدم 3-صفر ويقرع أجراس الإنذار بقوة في معسكر نادال. لكنه أهدر بعد ذلك ضربة خلفية ردتها الشبكة ليقلص نادال الفارق إلى 3-2 واستشعر اللاعب الاسباني الفرصة السانحة ليحسم لمصلحته الشوط الفاصل. وقال نادال إن الفوز بالشوط الفاصل كان مثل الأكسوجين بالنسبة له وبعد كسر إرسال براندز القوي للمرة الأولى في الشوط الأول من المجموعة الثالثة نجح في السيطرة على المباراة رغم أنه بهذا المستوى سيسيل لعاب منافسيه الطامحين لإخراجه من البطولة. ولم يفشل مونفيس أبدا في إمتاع الجمهور الفرنسي وأثارت ملابسه المزركشة متعددة الألوان الدهشة وبعض الضحكات حين دخل إلى الملعب لمواجهة برديتش. لكن لم يكن في أدائه أي مزاح إذ قاوم انتفاضة برديتش ليحقق الفوز الكبير. وقال اللاعب الفرنسي البالغ من العمر 27 عاما والذي تراجع ترتيبه للمركز 81 في العالم للجمهور "أشكركم. لقد كنتم رائعين." وانضم مونفيس في الدور الثاني إلى مواطنه جو ويلفريد تسونجا الذي تغلب على السلوفيني الياج بيديني 6-2 و6-2 و6-3. ولم يظهر على شارابوفا التي لعبت في ملعب سوزان لنجلن بسبب امتداد مباراة مونفيس لوقت طويل أي أثر للإصابة التي دفعتها للانسحاب من بطولة إيطاليا المفتوحة لتحقق الفوز بسهولة على منافستها التايوانية. وقالت شارابوفا "أردت الحضور إلى باريس وأن أحاول فقط استعادة الطاقة والحماس لأني حين بدأت أشعر بالألم كنت أجد صعوبة في الدخول للملعب." وسحقت البولندية انيسكا رادفانسكا المصنفة الرابعة منافتسها الاسرائيلية شاحار بير 6-1 و6-1 بينما تجاوزت المصنفة الأولى في العالم سابقا الدنمركية كارولين وزنياكي عقبة البريطانية الشابة لورا روبسون. من مارتن هيرمان (إعداد سامح البرديسي للنشرة العربية - تحرير عماد عبد الله)