اعلن المشاركون في مؤتمر مجموعة "اصدقاء سوريا" في عمان ان الرئيس السوري بشار الاسد لن يكون له اي دور مستقبلا في سوريا واعدين بتكثيف دعمهم للمعارضة السورية حتى تشكيل حكومة انتقالية. واتفقت الدول ال11 المشاركة في اجتماع "اصدقاء سوريا" وبينها الولاياتالمتحدة في بيان مشترك صدر بعد خمس ساعات من المناقشات على انه "لا يمكن ان يكون لبشار الاسد ونظامه ومساعديه المقربين والذين تلطخت ايديهم بدماء السوريين، اي دور في مستقبل سوريا". واضاف البيان ان "الوزراء اشاروا ايضا انه بانتظار ان يسفر مؤتمر جنيف (مؤتمر جنيف 2 الدولي لتسوية الازمة في سوريا المقرر في حزيران/يونيو) عن تشكيل حكومة انتقالية، سوف يكثفون دعمهم للمعارضة وسيتخذون كل الاجراءات الاخرى الضرورية". كما اكد الوزراء حق الشعب السوري في الدفاع عن نفسه مبدين التزامهم بتقديم مساعدات اضافية لتعزيز دور المجلس العسكري الاعلى للمعارضة. وشارك في الاجتماع وزراء خارجية كل من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا وتركيا ومصر وقطر والسعودية والامارات اضافة الى الاردن، كما حضر ممثلون عن الائتلاف الوطني السوري للمعارضة حيث عرضوا على المشاركين الاوضاع داخل سوريا. واكد المجتمعون على ان حجر الاساس للحل السياسي يقوم على تشكيل حكومة انتقالية خلال اطار زمني يتم الاتفاق عليه لمرحلة انتقالية محددة، مؤكدين ان الهدف النهائي يجب ان يضمن تبني دستور سوري جديد يضمن حقوقا متساوية لجميع المواطنين". كذلك ابدى الوزراء "دعمهم للمشاركة في مؤتمر +جنيف 2+ من اجل التطبيق الكامل لمقررات مؤتمر جنيف 1 لوضع حد لنزيف الدم والاستجابة للمطالب الشرعية للشعب السوري وحفظ وحدة الاراضي السورية ودعم الوحدة الوطنية بين جميع مكونات الشعب السوري" مشددين على "الدور المحوري لمجلس الامن الدولي في تحقيق هذه الجهود". واكد الوزراء دعمهم للائتلاف الوطني السوري مشددين على الدور المركزي والقيادي للائتلاف في وفد المعارضة المرشح للمشاركة في المؤتمر الدولي حول سوريا جنيف 2. وندد الوزراء ب"التطرف المتنامي بين طرفي الصراع والعناصر الارهابية في سوريا" محذرين من ان ذلك "يزيد المخاوف على مستقبل سوريا ويهدد امن دول الجوار كما يهدد بزعزعة الاستقرار في المنطقة برمتها والعالم". كما دان الوزراء "تدخل مقاتلين اجانب في القتال الدائر في سوريا نيابة عن النظام السوري" مشيرين في هذا الاطار الى "العمليات التي يقوم بها حزب الله اللبناني في القصير ومناطق اخرى" كما دعوا الى "الانسحاب الكامل لحزب الله والمقاتلين من ايران وغيرهم من المقاتلين الاجانب المتحالفين مع النظام من الاراضي السورية". وتتعرض مدينة القصير الواقعة في محافظة حمص في وسط سوريا منذ ايام لهجمات متكررة من قوات النظام مدعومة من حزب الله اللبناني. وعبر الوزراء عن "قلقهم الشديد نتيجة العدد المتزايد من التقارير والمؤشرات القوية حول استخدام الاسلحة الكيميائية من قبل النظام السوري" حيث شددوا على "اهمية تمكين الاممالمتحدة من اجراء تحقيق شامل حول استخدام مثل هذا السلاح" محذرين من ان "العواقب ستكون وخيمة في حال ثبوت هذه التقارير". وعلى صعيد اخر ابدى الوزراء "قلقهم العميق حول تدهور الوضع الانساني في سوريا وما ينتج عن ذلك من تهديد للاستقرار والامن في الدول المجاورة التي تستضيف اللاجئين السوريين"، داعين الى تعزيز العمليات الانسانية عبر الحدود. وقبيل افتتاح اجتماع اصدقاء سوريا، دعا وزير الخارجية الاميركي جون كيري الرئيس الاسد الى "الالتزام من اجل السلام" محذرا من انه "في حال .. لم يشأ نظام الاسد ان يتفاوض بحسن نية .. فسوف نبحث ايضا دعمنا المتواصل والمتزايد للمعارضة لتمكينها من مواصلة الكفاح من أجل بلادها". كما دعت قطر وبريطانيا الى رحيل الاسد وقال وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم ان "بشار الاسد يواصل قتل شعبه بمساعدة خارجية واستعمل اسلحة محرمة" مضيفا "لقد دمرت سوريا كليا وكل هذا كي يبقى النظام قائما". واكد للمعارضة السورية التي تمثلت برئيسها بالوكالة جورج صبرة "نحن معكم وسوف نبقى معكم". من جهته ربط وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أي حل للنزاع الدامي في سوريا برحيل الاسد عن السلطة. وتعقيبا على مشاركة حزب الله في المعارك في القصير اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان فرنسا ستقترح ادراج الجناح العسكري للحزب على لائحة الاتحاد الاوروبي للمجموعات الارهابية بسبب دعمه لنظام دمشق. ويبدأ الائتلاف الوطني السوري الخميس في اسطنبول اجتماعا يستمر ثلاثة ايام لمناقشة مشاركته في مؤتمر "جنيف 2" في وقت تخضع المعارضة السورية لضغوط من مؤيديها الغربيين والعرب لحضها على الجلوس الى طاولة المفاوضات مع ممثلي النظام.