انطاكيا (رويترز) - خرج مئات المحتجين الى شوارع مدينة انطاكيا التركية يوم الاحد بعد يوم من تفجيرات قنابل قتلت حوالي 50 شخصا في بلدة قريبة مع امتداد آثار الحرب الاهلية في سوريا عبر الحدود. وشارك مئات من المتظاهرين أغلبهم يساريون وقوميون في مسيرة في وسط المدينة التي لا تبعد أكثر من 50 كيلومترا عن الحدود مع سوريا وحملوا لافتات وهتفوا بشعارات مناهضة للحكومة وسط تشجيع من المارة. وجاءت الاحتجاجات بعد انفجار سيارتين ملغومتين يوم السبت في وسط مدينة ريحانلي التي لا تبعد اكثر من نصف ساعة وتمثل احدث نقطة يمتد اليها لهيب العنف من سوريا مما أسفر عن مقتل 46 شخصا وإصابة العشرات. وألقت انقرة باللوم على مقاتلين مؤيدين للرئيس السوري بشار الاسد عن الهجمات وقالت انها لن تمر دون رد. لكن كثيرين في اقليم هاتاي الحدودي الذي يموج بجماعات دينية وعرقية وطائفية يشترك بعضها في المذهب مع الطائفة العلوية التي ينتمي لها الاسد القوا باللوم عن امتداد إراقة الدماء الى أراضي تركيا على حكومتهم وعلى سياستها بشأن سوريا. واستقبلت تركيا اكثر من 400 الف لاجيء سوري استقر كثيرون منهم في هاتاي وألقت بثقلها وراء المعارضة المسلحة التي تقاتل للاطاحة بالاسد لكنها نفت امداد المعارضين بأسلحة. ويمكن للمقاتلين المرور جيئة وذهابا عبر الحدود دون معارضة فعلية مما يثير قلق كثيرين على الجانب التركي من الحدود الذين يقولون ان المزيد من الجماعات المتطرفة تنضم لصفوف المعارضة. وكتب على لافتة رفعها المحتجون "لدينا رسالة لشعبنا: سنخلص مدينتنا من القتلة الجهاديين." وكتب على أخرى "ارفعوا أيديكم عن سوريا" مع صورة لرئيس الوزراء التركي طيب اردوغان والرئيس الامريكي باراك اوباما يرتديان خوذات عسكرية في حين تتصدر طائرة مقاتلة اللافتة. وهتف رجل في الحشد قائلا "ليست لدينا مشكلة مع اللاجئين السوريين الذين جاءوا طلبا للمأوى لكننا ضد (وجود) الجهاديين والقتلة في شوارعنا." ورد الحشد هاتفين "أهل ريحانلي ليسوا وحدهم." وتعالت الهتافات التي تطالب اردوغان بالاستقالة. وحاول آخرون دحض الإشارات الى ان آراءهم ترتكز على أسس دينية أو طائفية. ووقف رجل صامتا وقد أمسك بلافتة صغيرة كتب عليها "العلويون يقفون مع أشقائهم السنيين" في إشارة الى التفجيرات في ريحانلي وهي بلدة يغلب عليها السنة. ووقف صبي الى جواره وقد رسم على لافتة هلالا ونجمة داوود وصليبا في إشارة الى الاسلام واليهودية والمسيحية وكتب عليها "هذه الوحدة لا يمكن ان تنكسر." (اعداد عماد عمر للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)