بغداد (رويترز) - قال مسعفون ومصادر من الشرطة إن 23 شخصا على الأقل قتلوا في العراق يوم الاثنين في انفجار سيارات ملغومة في مناطق شيعية وفي هجمات نفذها مسلحون مما رفع عدد القتلى خلال أسبوع الى نحو 200 قتيل مع اشتداد العنف الطائفي في البلاد. وزادت الاشتباكات في العراق وبلغ التوتر الطائفي أعلى مستوياته منذ انسحاب القوات الأمريكية من البلاد قبل أكثر من عام مع تأثر العلاقة بين الشيعة والسُنة بالحرب الأهلية في سوريا. وبدأت موجة إراقة الدماء الأخيرة باقتحام قوات الامن لمخيم اعتصام سُني قرب كركوك يوم الثلاثاء الماضي الامر الذي أدى إلى اشتباكات سرعان ما امتدت الى مناطق سنية أخرى منها محافظة الأنبار الواقعة في غرب العراق على حدود سوريا والأردن. وقالت وزارة الداخلية العراقية ان العراق قرر يوم الاثنين إغلاق معبر على الحدود مع الأردن بدءا من يوم الثلاثاء ولمدة يومين "لأسباب تنظيمية". ولم تكشف عن مزيد من التفاصيل. وهذه هي المرة الثانية هذا العام التي تغلق فيها السلطات منفذ طريبيل الحدودي في الأنبار حيث يحتج السنة على الحكومة التي يقودها الشيعة منذ ديسمبر كانون الأول. وخفت حدة المظاهرات في الشهر الأخير لكن مداهمة الجيش لمخيم اعتصام في الحويجة قرب كركوك على بعد 170 كيلومترا شمالي بغداد أغضبت السنة ومنحت المسلحين فيما يبدو قوة دافعة جديدة. وفي وقت مبكر يوم الاثنين قتل ما لا يقل عن تسعة أشخاص وأصيب 40 في انفجار سيارتين ملغومتين في العمارة على بعد 300 كيلومتر جنوب شرقي بغداد. ووقع الانفجار الاول في العمارة في سوق يتجمع فيها الناس لتناول الافطار أما الانفجار الثاني فوقع في منطقة يتجمع فيها عمال اليومية بحثا عن عمل. وقالت الشرطة ان سيارة ملغومة ثالثة انفجرت في سوق في الديوانية على بعد 150 كيلومترا جنوبي بغداد الامر الذي أدى إلى مقتل شخصين. وقال شاهد عيان يدعى ودي جاسم "كنت أستعد للذهاب للعمل حين هز انفجار قوي منزلي وهشم زجاج النوافذ. جريت الى الخارج كان الانفجار قريبا من منزلي وكانت الجثث في كل مكان." وانفجرت قنبلة في سيارة متوقفة قرب سوق مزدحمة في كربلاء مما أدى الى مقتل ثلاثة أشخاص على الاقل. وقتل ستة أشخاص في انفجار آخر قرب مكان يصلي فيه الشيعة في المحمودية على بعد نحو 30 كيلومترا جنوبي بغداد. ولم تعلن اي جهة على الفور مسؤوليتها عن الهجمات لكن تفجيرات السيارات الملغومة والتفجيرات الانتحارية من الأساليب المعهودة لجناح القاعدة في العراق الذي يطلق على نفسه اسم دولة العراق الاسلامية. ولا يزال العنف دون المستويات العالية التي بلعها في عامي 2006 و2007 لكن تقديرات أولية لجماعة ترصد أعداد القتلى في العراق تشير الى مقتل زهاء 1494 شخصا حتى الآن هذا العام. وفي الموصل على بعد 390 كيلومترا شمالي بغداد قالت مصادر عسكرية إن مسلحين اشتبكوا مع الجيش في وقت مبكر يوم الاثنين مما أسفر عن مقتل جنديين وإصابة ثلاثة آخرين. وقالت الشرطة إن قناصا قتل جنديا وأصاب آخر اثناء قيامهما بدورية بمنطقة المدائن في شرق بغداد. واقترح رئيس البرلمان اسامة النجيفي وهو سني مبادرة لتفادي شبح الحرب الاهلية والصراع الطائفي داعيا رئيس الوزراء نوري المالكي وحكومته التي يقودها الشيعة الى الاستقالة الى جانب حل البرلمان والإعداد لانتخابات برلمانية مبكرة.