صادق البرلمان الصربي الجمعة على اتفاق تطبيع العلاقات بين صربيا وكوسوفو الذي كان وقعه بالاحرف الاولى في 19 نيسان/ابريل ببروكسل رئيسا وزراء الدولتين برعاية الاتحاد الاوروبي. ونال الاتفاق الذي ندد به المتشددون القوميون الصرب وصرب كوسوفو، اغلبية كبيرة من الاصوات في البرلمان. وصوت 173 نائبا (من 203) مع الاتفاق مقابل معارضة 24 وامتناع 6 نواب عن التصويت. ودعي البرلمان الصربي الى تقديم دعمه للاتفاق وليس الى التصويت على محتواه. وكافأت المفوضية الاوروبية الاثنين ابرام هذا الاتفاق من خلال توصية لفتح مفاوضات مع صربيا للانضمام للاتحاد الاوروبي. وقال رئيس الوزراء الصربي ايفيكا داجيتش مخاطبا النواب ان صربيا "لا تملك كوسوفو منذ زمن بعيد"، مضيفا انه "لا بد ان يعمل احد ما على انجاز هذه المهمة" المتمثلة في ابرام اتفاق مع سلطات كوسوفو ذي الغالبية الالبانية "لوضع حد للماضي والبؤس والهزائم". واضاف "يمكننا ان نجعل من صربيا بلدا مزدهرا فقط اذا كانت لدينا الشجاعة (...) ولدينا رؤية". بيد انه اكد ان الاتفاق لا يعني "باي حال الاعتراف باستقلال كوسوفو". واضاف متسائلا "نعم كان بامكاننا رفض الاتفاق لنصبح كوريا شمالية اوروبا. لكن ماذا كان سيكون مصير صربيا حينها؟". وتعارض صربيا بشدة استقلال كوسوفو الذي اعلن في شباط/فبراير 2008 واعترفت به حتى الان 96 دولة من الدول الاعضاء في الاممالمتحدة (193) بينها الولاياتالمتحدة و22 من الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي ال27. واشار نواب الحزب الديموقراطي لصربيا (قومي مناهض للاتحاد الاوروبي) الذي يملك 21 نائبا، الى مطالب صرب شمال كوسوفو. ويطالب هؤلاء بان تنظم صربيا استفتاء حول اتفاق بروكسل الذي يتضمن ضمن بنوده درجة الحكم الذاتي لصرب كوسوفو البالغ عددهم 40 الفا. وصرب شمال كوسوفو يشكلون اغلبية في هذه المنطقة المحاذية لصربيا وهم عمليا خارج سيطرة سلطات بريشتينا ويريدون ان يبقوا ضمن صربيا. وقال رئيس الوزراء ان حكومته لا تعارض مثل هذا الاستفتاء شرط ان يقبل صرب شمال كوسوفو نتائجه وان يشاركوا في تطبيق الاتفاق مع سلطات كوسوفو اذا نال دعم اغلبية مواطني صربيا. وبحسب استطلاع انجزه معهد محلي فان 57 بالمئة من الصرب يؤيدون الاتفاق مع سلطات كوسوفو اذا ما اجري استفتاء حاليا مقابل 29 بالمئة يعارضونه. واعتبر المفوض الاوروبي لشؤون التوسيع ستيفن فولي الذي يزور بلغراد انه يعود لسلطات صربيا ان "تختار الطريق الذي يجب اتباعه" لضمان ان يكون تطبيق الاتفاق "مستمرا". وتجمع نحو 200 متظاهر من القوميين المتشددين امام البرلمان للاحتجاج على ابرام اتفاق بروكسل. ورفع هؤلاء المحتجون الذين انتشر حولهم عدد كبير من عناصر الشرطة، صور رئيس صربيا ورئيس الوزراء ونائبه وقد كتبوا عليها عبارة "خائن" وهتفوا "لقد خنتم كوسوفو". وتحت ضغط بروكسل كان رئيس وزراء صربيا ونظيره الكوسوفي هاشم تاجي وقعا بالاحرف الاولى الجمعة الماضي اتفاقا مبدئيا بهدف تطبيع علاقاتهما. وهذا الاختراق فتح الباب امام تقارب مع الاتحاد الاوروبي بعد اشهر من المفاوضات الصعبة بقيادة وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين اشتون.