طغت الأوضاع في سوريا بشكل عام على صفحات الصحف البريطانية التي ركز معظمها على تزايد الأدلة المزعومة التي تشير إلى احتمال استخدام أسلحة كيمياوية ضد المدنيين. نبدأ جولتنا مع الكاتب ريتشارد سبنسر في صحيفة ديلي تليغراف الذي كتب مقالا تحت عنوان ماذا ينتظر أوباما ليتدخل في سوريا . وقالت الصحيفة إنه مع تزايد احتمالات استخدام أسلحة دمار شامل بما في ذلك غاز الأعصاب السام (السارين) في سوريا أصبح الأمر أكثر تعقيدا حيث أصبح أشبه ما يكون بالوضع إبان الغزو الامريكي للعراق بزعم وجود أسلحة نووية، الأمر الذي لم يمكن اثباته أبدا وانتهى بمآساة يعيشها العراق إلى الآن ويعاني من فاتورتها المادية والبشرية كل من بريطانيا والولاياتالمتحدة. ورجحت الصحيفة أن يخيم شبح العراق على أي قرار يتعلق بالتدخل العسكري في سوريا. وذلك، والكلام مازال للصحيفة، رغم أن الأدلة المزعومة حول استخدام أسلحة كيمياوية التي ادعت اسرائيل أو بريطانيا أو حتى الولاياتالمتحدةالامريكية امتلاكها أو التحقيق فيها ظهرت جنبا إلى جنب مع صور انتشرت الكترونيا لرجال وسيدات من حلب يتم اسعافهم في أعراض تشبه تلك التي يعاني منها من يتعرض لمثل هذا النوع من الأسلحة. وتتساءل الصحيفة هل سيمثل تخطي الأوضاع في سوريا للخطوط الحمراء نقطة تحول في الموقف الأمريكي أم أنه سيكون من الصعب على الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي اعيد انتخابه بناء على وعود تتعلق بسحب قوات بلاده من ساحات الحرب، اقناع شعبه المتعب بفتح جبهة حرب جديدة في الشرق الاوسط؟ من صحيفة الاندبندنت نقرأ تقريرا لروبرت فيسك الذي يقص تجربته خلال الوقت الذي أمضاه مع من يرى العالم أنهم الأشرار أو عناصر الجيش النظامي السوري في منطقة جبلية حدودية يتم فيها مراقبة عمليات انتزاع مدن من أيدي المعارضة المسلحة في ضواحي دمشق. يقول فيسك إن الجنود، الذين طلبوا عدم كتابة اسمائهم كاملة أو تصوير وجوههم حتى لا يتم التنكيل بهم أو بأسرهم مثلهم في ذلك مثل عناصر المعارضة، بدوا له هذه المرة أكثر ثقة بأنفسهم وبلا رحمة وتحدوهم الدوافع السياسية مع تمكنهم من السيطرة على مناطق كانت سقطت في أيدي المعارضة. ونقل الكاتب البريطاني عن (محمد) العقيد بالجيش النظامي أن الانضمام للجيش السوري كان دوما بدافع محاربة إسرائيل واستعادة هضبة الجولان أما الآن فالحرب هي ضد الأدوات التي تنفذ أجندات اسرائيل والسعودية وقطر في سوريا وبالتالي هي أيضا في سبيل تحرير الجولان. وأضاف فيسك أن الجنود أقروا بأن الخسائر البشرية، أو من سموهم ب الشهداء في صفوفهم كبيرة لكنهم شددوا على أن من يموت من بينهم ذهب في سبيل الواجب على جبهة القتال ولم يمت مختبئا في خندق. وأكد فيسك على استنكار الجنود لمزاعم استخدام اسلحة دمار شامل حيث تساءل أحد قادة الجيش لماذا سنستخدم هذه الأسلحة بينما نستخدم طائرات حربية وتستخدم المعارضة قذائف قادرة على التدمير. عرض جوناثان فريدلاند في صحيفة الغارديان لرؤية غير تقليدية للصراع الاسرائيلي-الفلسطيني حيث قال إن التشدد قد يكون مفتاح حل الأزمة على غير المتوقع. يقول الكاتب إنه من المعروف أن البعد الديني هو أكثر العناصر التي تضفى تعقيدا على الأوضاع حيث تظل القضية قابلة للحل إذا تعلقت بأراض وعقارات أما عندما تحول لحرب مقدسة عندها فقط يتحول الوضع إلى كارثة. لكن المشهد الذي فرضته الانتخابات الاسرائيلية الأخيرة جعلت من أحزاب يهودية متشددة مثل حزبي يهدوت هتوراة و شاس جنبا إلى جنب في ائتلاف مع اليسار من أحزاب العمل ونشطاء الحقوق المدنية والعرب في اسرائيل لمعارضة اليمين الحاكم وهو الوضع الذي يعد شاذا عما هو مألوف. ويتوقع فريدلاند أنه مع سيطرة الأحزاب المتشددة على نحو 20 مقعد بالكنيست الاسرائيلي فإن أي جمود في المشهد بين الحمائم والصقور سيجعل أصوات الأحزاب الدينية المتشددة هي الفاصل حيث أنه من الأرجح أنهم سيميلون لليسار الذي يسعى لتنفيذ حل الدولتين.