بيروت (رويترز) - برز إسم الوزير اللبناني السابق تمام سلام سليل إحدى العائلات السنية العريقة يوم الخميس ليكون رئيس الوزراء الجديد المحتمل بعد ما رشحته قوى 14 اذار. ويواجه لبنان انتخابات برلمانية في يونيو حزيران لكنه انزلق الى مرحلة من الغموض السياسي منذ اسبوعين بعد استقالة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي بعد نزاع بشأن قانون الانتخابات والتمديد لمسؤول أمني كبير في منصبه. وقال ميقاتي -الذي دعا الى تشكيل حكومة انقاذ وطني لضمان الاستقرار في بلد هزه الصراع الدائر في سوريا- يوم الخميس انه لن يطرح اسمه مرة اخرى لانه لا يمكنه ان يحصل على تأييد توافقي. وسلام ابن رئيس وزراء سابق. وهو مسلم سني مثل كل رؤساء الوزراء في لبنان بموجب نظام اقتسام السلطة السائد. وخدم جده في عهد الامبراطورية العثمانية والانتداب الفرنسي. وحصل على تأييد قوى 14 اذار التي لها 60 مقعدا في البرلمان المكون من 128 نائبا في اجتماع عقد بوسط بيروت بعد زيارة خاطفة للسعودية لاجراء محادثات مع زعيم الحركة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري. وتتألف قوى 14 اذار من احزاب سنية ومسيحية دعت -بتأييد امريكي واوروبي- سوريا لانهاء وجودها العسكري الذي استمر نحو ثلاثة عقود في لبنان عام 2005 . وبعد وقت قصير من اعلان قوى 14 اذار فاز سلام بتأييد زعيم الدروز وليد جنبلاط الذي تشكل المقاعد السبعة التي تشغلها طائفته ميزان القوة في البرلمان. وقال جنبلاط لتلفزيون إل.بي.سي. ان تمام سلام هو ابن عائلة تاريخية ومعتدلة وانه يأمل في ان يلقى استقبالا ايجابيا من كل الاطراف. وأضاف انه لن يؤيد حكومة يشكلها فريق واحد. وفي مؤشر على تغير النفوذ في لبنان الذي كان ساسته يعيشون تحت تأثير دمشق بعد فترة طويلة من سحب الرئيس السوري بشار الاسد جيشه منذ ثماني سنوات قال جنبلاط انه وحليف سياسي عقدا محادثات مع أمير سعودي ومع الحريري في الرياض قبل التوصل الى القرار. والكتلة السياسية الرئيسية الاخرى هي قوى الثامن من اذار التي هيمنت على حكومة ميقاتي وتتألف من حزب الله وحركة امل الشيعيين وحلفائهما المسيحيين الرئيسيين ومن بينهم التيار الوطني الحر الذي يتزعمه ميشال عون. وقالت مصادر في قوى الثامن من اذار ان التحالف لم يقرر بعد ان كان سيؤيد سلام لكنه قال انه وحده لا يمكنه عرقلة ترشيحه. ويجري الرئيس اللبناني ميشال سليمان مشاورات رسمية يومي الجمعة والسبت قبل ترشيح رئيس للوزراء لتشكيل الحكومة الجديدة. وقالت مصادر سياسية انه اذا تم ترشيح سلام فانه سيرأس حكومة محايدة تكلف بالتحضير للانتخابات ولا يتوقع ان يرشح نفسه في الانتخابات. ومن المرجح تأجيل الانتخابات المقرر لها اوائل يونيو حزيران بعد نزاعات بشأن النظام الانتخابي وما إذا كان الفائز يحصد كل الاصوات او اعتماد نظام التمثيل النسبي او اعتماد نظام يكون مزيجا من الاثنين. وهذه النزاعات تزيد من التوتر في بلد يسعى الى التعامل مع أكثر من 400 الف لاجيء سوري أي ما يعادل عشرة في المئة من تعداد سكانه ومعارك شوارع في مدينة طرابلس الشمالية واعمال عنف في مناطق حدودية وعجز متزايد في الميزانية. وتبنى ميقاتي سياسة عدم الانخراط في الازمة السورية وسعى لابعاد بلاده عن الاضطرابات. ويؤيد حزب الله المدعوم من ايران وحلفاؤه الاسد بينما تؤيد معظم قوى السنة المعارضين الذين يقاتلون للاطاحة بالأسد. وتولى سلام المولود عام 1945 وزارة الثقافة في الفترة من 2008 الى 2009 . (إعداد رفقي فخري للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)