الامم المتحدة (رويترز) - قالت مصادر دبلوماسية في الاممالمتحدة يوم الاربعاء ان المنظمة الدولية تأمل في ان ينتشر فريق تحقيق في مزاعم استخدام اسلحة كيماوية في الحرب الاهلية في سوريا في موعد لا يتجاوز الاسبوع المقبل. وعين الامين العام للامم المتحدة بان جي مون يوم الثلاثاء العالم السويدي اكه سلستروم رئيسا لفريق المنظمة الدولية. وقالت الاممالمتحدة الاسبوع الماضي انها ستحقق في مزاعم سوريا أن المعارضة استخدمت اسلحة كيماوية في هجوم قرب حلب لكن الدول الغربية طلبت التحقيق كذلك في زعم المعارضة أن القوات الحكومية هي التي استخدمت الأسلحة الكيماوية في هذا الحادث وفي حادثين آخرين. وقالت عدة مصادر دبلوماسية في الاممالمتحدة شريطة عدم الكشف عن أسمائها ان بان يأمل ان يصل الفريق الى سوريا الاسبوع المقبل رغم احتمال تعذر ذلك لانه ينبغي تجميع الخبراء واعتمادهم وتحديد التكليفات التي سيعملون بموجبها. وقال مسؤول في الاممالمتحدة لرويترز مشترطا عدم الكشف عن اسمه "ايا كان وقت وصولهم سيكون هو اقرب موعد ممكن." وقال المتحدث باسم الاممالمتحدة مارتن نسيركي ان سوريا وافقت على سلستروم رئيسا لفريق التحقيق وان العمل لا يزال جاريا بشأن المسائل المتعلقة بالنقل والامداد وتكوين الفريق. وقال دبلوماسي غربي "نحن نأمل بالطبع الا تراوغ سوريا وتمنع الفريق من الوصول الى كل المواقع التي زعم استخدام أسلحة كيماوية فيها." واضاف نسيركي ان الاممالمتحدة ما زالت تتحدث مع سوريا بشأن وصول الفريق. وتابع "من الواضح ان القيام بهذا العمل يحتاج الى الوصول دون قيود وهذا سبب تأكيد الامين العام لذلك في اتصالاته (مع سوريا)." وقال السفير السوري بشار الجعفري لرويترز ان دمشق وعدت بتقديم المساعدة لبعثة سلستروم. واضاف الجعفري انه سيجري التفاوض على الامور الفنية في دمشق خلال الاتفاق على مذكرة التفاهم مثلما حدث مع مهمة الجنرال (روبرت) مود الذي قاد بعثة للامم المتحدة العام الماضي لمراقبة وقف لاطلاق النار لم يصمد. وقالت مصادر بالاممالمتحدة ان فريق التفتيش سيتألف من نحو ثمانية او عشرة خبراء اختارت اغلبهم منظمة حظر الاسلحة الكيماوية في لاهاي. وستدعم منظمة الصحة العالمية الفريق ايضا. وتشرف منظمة حظر الاسلحة الكيماوية على تنفيذ اتفاقية حظر الاسلحة الكيماوية التي لم توقع عليها سوريا. وقالت روسيا في وقت سابق هذا الاسبوع ان الفريق ينبغي أن يتضمن خبراء من روسيا والصين لكن دبلوماسيين قالوا ان الفريق لن يضم اي عضو من الدول الدائمة العضوية في الاممالمتحدة وهي بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة لكن من المتوقع استقدام الخبراء من الدول الاسكندينافية ومن امريكا اللاتينية واسيا. واضافوا ان فريق التفتيش سيقيم في بيروت وستقتصر مهمته على التحقق من استخدام اسلحة كيماوية دون تحديد الطرف الذي استخدمها. وقالت المصادر ان هذا يستهدف ضمان حيادية البعثة. واذا عزز تحقيق ما مصداقية مزاعم المعارضة أن الحكومة استخدمت اسلحة كيماوية فسيمثل ضربة اخرى لجهود الاسد للاحتفاظ بالسلطة. واذا اتضح ان المعارضة استخدمتها فسيزيد ذلك تردد الدول في دعمها بالمال والسلاح. وقال بان يوم الخميس ان التحقيق سيركز في بادئ الامر على حادث حلب الذي يتهم كل جانب الاخر بأنه أطلق خلاله صاروخا محملا بمواد كيماوية الامر الذي اسفر عن مقتل 26 شخصا. لكنه ابلغ المجلس انه يعتزم توسيع التحقيق. وقال بان في خطاب الى مجلس الامن يوم الجمعة انه طلب من بريطانيا وفرنسا وسوريا مزيدا من المعلومات عن الهجومين الكيماويين الاخرين اللذين زعم المعارضون وقوعهما "بغية التحقق من اي استخدام مزعوم لاسلحة كيماوية في سوريا". ويقول مسؤولون امريكيون واوروبيون انه لا يوجد دليل قاطع على وقوع هجوم بأسلحة كيماوية لكن هناك دلائل على استخدام مثل هذه الاسلحة بشكل متكرر في سوريا. وقال السفير البريطاني في الاممالمتحدة مارك ليال جرانت للصحفيين امس انه قدم "مزيدا من المعلومات" بشأن هذه الهجمات الى مكتب بان استجابة لطلبه. وقال دبلوماسيون ومسؤولون في الاممالمتحدة انهم يأملون ان يكون لفريق التفتيش الكيماوي "تأثير رادع" يمنع الجميع من التفكير في استخدام مثل هذه الاسلحة في سوريا. واذا تأكد ذلك فستكون هذه هي المرة الاولى التي تستخدم فيها مثل هذه الاسلحة في الصراع المستمر منذ عامين في سوريا والذي تقول الاممالمتحدة انه اودى بحياة 70 الف شخص. من لويس شاربونو