اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الخميس ان المنظمة الدولية ستحقق في المعلومات بشأن استخدام سلاح كيميائي في سوريا، في يوم حقق مقاتلو المعارضة تقدما في الجزء السوري منذ هضبة الجولان. في غضون ذلك، اعتبر الرئيس السوري بشار الاسد ان النزاع المستمر في بلاده منذ عامين هو "معركة ارادة وصمود"، بينما سلمت دمشقبيروت موقوفا لبنانيا كان ضمن مجموعة تعرضت لكمين في تشرين الثاني/الماضي لدى تسللها الى منطقة تلكلخ في حمص وسط سوريا. في نيويورك، قال بان للصحافيين "قررت ان تجري الاممالمتحدة تحقيقا حول استخدام محتمل لاسلحة كيميائية في سوريا"، موضحا ان التحقيق الذي سيبدأ "ما ان يصبح ذلك ممكنا عمليا" وسيتعلق "بحوادث محددة ابلغت بها من قبل الحكومة السورية". ويأتي التجاوب الاممي غداة طلب دمشق رسميا من المنظمة تشكيل "بعثة فنية متخصصة ومستقلة ومحايدة" للتحقيق في سقوط صاروخ يحمل مواد كيميائية في خان العسل بمحافظة حلب (شمال). وتبادل طرفا النزاع الاتهام بالمسؤولية عن الحادث الذي ادى الى مقتل 31 شخصا. وفي حين دعمت موسكو وطهران الحليفتان للنظام السوري موقف دمشق، ردت الدول الغربية بالحديث عن عدم وجود ادلة لاتهام مماثل. وطالبت فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة بدورها من بان امس ارسال بعثة للتحقيق "في مجمل الاراضي (السورية) لتسليط الضوء على جميع الادعاءات" من دمشق والمعارضة. وعلى مقربة من مناطق وجود قوات الاممالمتحدة لفض الاشتباك في الجولان، حقق مقاتلو المعارضة في الساعات الاخيرة تقدما في هذه الهضبة التي تحتل اسرائيل اجزاء واسعة منها، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "يبدو ان مقاتلي المعارضة يشنون هجوما متزامنا في مناطق عدة من الجولان"، سيطروا خلاله "على عدة بلدات وقرى في محافظة القنيطرة"، بينما تدور اشتباكات عنيفة منذ الصباح في مناطق سحم ووادي اليرموك في محافظة درعا (جنوب). وكان المرصد افاد ليل الاربعاء عن سيطرة مقاتلين معارضين على "منطقتي مشاتي الخضر ودوار بلدة خان ارنبة وعلى سريتين للهاون" في محافظة القنيطرة اثر اشتباكات عنيفة. كذلك، تحدث عن اشتباكات "في محيط كتيبة المدفعية وحاجز اوفانيا بين بلدتي خان ارنبا وجباتا الخشب، يرافقها قصف متبادل في منطقة التل الاحمر". وفي ريف درعا، قال المرصد ان المقاتلين "سيطروا على مبنى نادي الضباط في قرية جلين إثر انسحاب القوات النظامية منه"، في حين تتعرض "بلدات وقرى سحم الجولان وتسيل والشجرة ونافعة وجملة للقصف بالطيران الحربي وقذائف المدفعية". كذلك تشهد المنطقة "اشتباكات بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في المنطقة ومعلومات عن محاصرة حاجز العلان العسكري"، بحسب المرصد. وقال مصدر امني سوري لفرانس برس الخميس ان "ما بين الفين و2500 مقاتل دخلوا الى جنوب سوريا قادمين من الاردن"، مشيرا الى ان هؤلاء "مدربون ومسلحون في شكل جيد". ويأتي هذا التقدم بعد يومين من استيلاء المقاتلين على مركز للهجانة قريب من الحدود الاردنية وعلى مركز كتيبة دبابات في ريف درعا في جنوب البلاد. وذكرت مجلة "دير شبيغل" الالمانية في الحادي عشر من الشهر الجاري ان قوات اميركية خاصة تقوم سرا بتدريب مقاتلين سوريين معارضين في الاردن. واشارت الى ان العدد الاولي هو 200 مقاتل، مع هدف بتدريب 1200 منهم. وادت اعمال العنف الاربعاء الى مقتل 169 شخصا، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في مختلف مناطق سوريا. واودى النزاع الذي دخل قبل ايام عامه الثالث، بنحو 70 الف شخص. وفي تصريحات نشرتها وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا)، اعتبر الرئيس الاسد ان "سوريا اليوم كلها جريحة (...) ومع ذلك فان كل الذي يحصل بنا لا يمكن ان يجعلنا ضعفاء، والمعركة هي معركة ارادة وصمود". وكان الاسد يتحدث خلال قيامه الثلاثاء بزيارة مفاجئة الى المركز التربوي للفنون التشكيلية الواقع في حي التجارة، حيث شارك في حفل تكريم لمناسبة عيد المعلم، اقيم للاهالي الذين فقدوا اولادهم على مقاعد الدراسة. واعتبر ان "استهداف المدرسين من قبل الارهابيين واستشهادهم يؤكد ان معركة السوريين بالدرجة الاولى هي ضد الجهل، فهم استشهدوا خلال نشرهم للعلم والثقافة". ويعود الظهور العلني الاخير للرئيس الاسد الى 24 كانون الثاني/يناير الماضي خلال مشاركته في صلاة ذكرى المولد النبوي في مسجد الافرم في شمال دمشق. واليوم، افاد التلفزيون الرسمي ان "قوى الامن السورية سلمت الجهات اللبنانية الموقوف حسان سرور الذي القي القبض عليه خلال كمين محكم وقت فيه مجموعات ارهابية حاولت التسلل من الاراضي اللبنانية الى سوريا في تلكلخ". من جهتها، اعلنت المديرية العامة للامن العام اللبناني انها تسلمت سرور ونقلته الى لبنان حيث تعمل "على استكمال الاجراءات الادارية والقانونية لاقفال ما تبقى من هذا الملف تحت اشراف القضاء المختص". ويعد سرور الناجي الوحيد من مجموعة من المقاتلين الاسلاميين وقعت في كمين نصبته القوات النظامية السورية نهاية تشرين الثاني/نوفمبر. وبث التلفزيون السوري لقطات لسرور ذي اللحية الكثة والشعر الاسود الطويل المربوط، وهو يدلي بتصريحات قال فيها ان افراد المجموعة اتوا "لنقاتل الجيش السوري". وكان السلطات السورية سلمت في الفترة الماضية وعلى دفعات، جثث 11 شخصا بينهم فلسطيني، ليتم دفنهم في مدينة طرابلس في شمال لبنان، والتي شهدت مرارا توترات على خلفية النزاع السوري بين منطقتي جبل محسن العلوية المؤيدة للاسد، وباب التبانة السنية المتعاطفة مع المعارضة.