تفكر الدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي ان تبقي ما بين 8 و 12 الف جندي في افغانستان بعد 2014 في اطار مهمة جديدة تهدف الى تدريب وتقديم الاستشارات للجيش الافغاني لكن بدون اية مشاركة في المعارك. والتحضير لهذه المهمة المستقبلية كان الموضوع الرئيسي للمحادثات بين وزراء دفاع الدول الاعضاء ال28 في الحلف يومي الخميس والجمعة في بروكسل. واعلن الامين العام لحلف شمال الاطلسي ان "تقدما" احرز لوضع الخطوط العريضة لهذه المهمة التي ستكون مختلفة جدا عن التدخل الذي قامت به الولاياتالمتحدة وقرابة 50 دولة اخرى منذ 2001. واضاف ان الهدف هو "تدريب وتقديم النصح ومساعدة" القوات الامنية الافغانية، من الشرطة والجيش، اعتبارا من 1 كانون الثاني/يناير 2015. واوضح راسموسن ان القرارات ستتخذ "في الاشهر المقبلة" بخصوص عدد الجنود اللازمين لهذه المهمة. واعلن عدة مسؤولين بينهم الناطق باسم البنتاغون جورج ليتل ووزير الدفاع الافغاني بسم الله محمدي الموجود في بروكسل ايضا ان المحادثات تتناول حاليا عددا يتراوح بين "ثمانية الاف و12 الف عنصر". لكن وزير الدفاع الالماني توماس دي ميزيير اثار بعض الالتباس بعدما اشار الى ان هذه الارقام هي للقوات الاميركية فقط وليس لكل الدول المساهمة. وقال وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا "هذه المعلومات ليست صحيحة". وبانيتا يغادر منصبه قريبا لكي يحل محله تشاك هيغل والذي لا يزال مجلس الشيوخ يعرقل تعيينه. من جهته قال الناطق باسم البنتاغون جورج ليتل ان الرئيس الاميركي باراك اوباما "يبحث الخيارات ولم يتخذ قرارا بعد حول حجم التواجد الاميركي المحتمل بعد 2014" في افغانستان. وبحسب الصحافة الاميركية فان عدد الجنود الاميركيين يمكن ان يبلغ ما بين ثلاثة وتسعة الاف عنصر. وقسم منهم، بينهم القوات الخاصة، يمكن ان ينتشروا خارج اطار حلف الاطلسي، ضمن الاتفاقية الامنية الثنائية التي يجري التفاوض حولها حاليا بين واشنطن وكابول. ويرتقب ان تكون الولاياتالمتحدة اكبر مساهم في بعثة حلف شمال الاطلسي المقبلة، من حيث عدد العناصر والتمويل. ومسالة المشاركة تبين انها حساسة سياسيا في عدد كبير من الدول حيث لا تحظى الحرب في افغانستان بتاييد شعبي وحيث تلقي الاقتطاعات في الموازنة بثقلها على المهمات الدفاعية. والكلفة قد تكون اعلى من المتوقع اذا عاد حلف شمال الاطلسي، كما يفكر، عن مشروع الخفض التدريجي لعديد القوات الافغانية اعتبارا من 2015. واعلن بانيتا الجمعة ان احتمال ابقاء العدد على مستواه المرتفع الحالي اي 352 الفا حتى نهاية 2018 "يدرس جديا". لكن دول حلف الاطلسي اعطت موافقتها السنة الماضية على خفض تدريجي الى 228 الفا و500 عنصر بهدف عدم اثقال ميزانية هذه القوات التي قرر الحلفاء تمويلها بعد 2014. وهذه الميزانية تم تقديرها في 2012 عند 4,1 مليار دولار سنويا اعتبارا من العام 2015. ومستقبل افغانستان يمكن ان يبحث من قبل قادة الدول ال28 الاعضاء في الاطلسي في مناسبة "قمة مصغرة" يجري بحث انعقادها حاليا ويمكن ان تنظم في بروكسل في حزيران/يونيو في مناسبة مجيء الرئيس الاميركي الى اوروبا لحضور قمة مجموعة الثماني التي ستعقد في ايرلندا الشمالية بحسب مصادر دبلوماسية.