نددت واشنطن بالدعم العسكري الذي تقدمه روسياوايران الى النظام السوري، وذلك عشية اجتماع اميركي روسي يعقد غدا السبت في ميونيخ على هامش مؤتمر دولي حول الامن يتناول الازمة السورية المستمرة من اكثر من 22 شهرا من دون افق للحل. في الوقت نفسه، تستمر التكهنات حول الغارة الاسرائيلية قرب دمشق التي وقعت الاربعاء، وسط خشية من تمدد النزاع السوري في المنطقة. وسيجري نائب الرئيس الاميركي جو بايدن السبت محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في المانيا. كما سيلتقي الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي ورئيس الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية احمد معاذ الخطيب الذي اعلن اخيرا استعدادا مشروطا للحوار مع ممثلين عن النظام السوري، ك"مبادرة حسن نية". واكدت الهيئة السياسية للائتلاف بعد هذا الاعلان المفاجىء، وفي ما يشكل فتح كوة صغيرة في النزاع المسدود الافق، ان اي حوار حول النزاع السوري "لن يكون الا على رحيل النظام". كما اعلن الائتلاف "ترحيبه بأي حل سياسي او جهد دولي يؤدي" الى رحيل النظام "بكل مرتكزاته واركانه". ويعكس هذا الموقف بعض الليونة، لا سيما ان المعارضة اكدت مرارا في الماضي رفضها اي حوار قبل رحيل الرئيس السوري بشار الاسد. كما يعكس هذا الموقف، بحسب خبراء، الضغط الشديد الذي تتعرض له المعارضة للموافقة على حل سياسي لنزاع تسبب حتى الآن بمقتل اكثر من ستين الف شخص، بحسب الاممالمتحدة. ورحب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ونظيره الاردني ناصر جودة الجمعة في باريس بطرح المعارضة. وقال فابيوس في مؤتمر صحافي مشترك مع جودة "انه اقتراح جدير بالتقدير الكبير"، واصفا الخطيب بانه "رجل صاحب عزيمة"، مضيفا "لدينا تقدير كبير للمواقف التي يتخذها الائتلاف (...) لهذا السبب ندعم الائتلاف تماما". واكد جودة وجوب "العمل من اجل حل سياسي في سوريا"، مشيدا ب"الموقف المنفتح" الذي ابداه الخطيب. وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون حذرت كلا من ايرانوروسيا من الاستمرار في دعم نظام الرئيس السوري بشار الاسد عسكريا وماليا. وقالت كلينتون لمجموعة من الصحافيين ان الايرانيين "ارسلوا المزيد من الرجال لمساعدة الاسد ولدعم قواته المسلحة"، وان "الروس يواصلون تقديم المساعدة المالية والعسكرية" للنظام السوري. وعبرت عن قلق بلادها من احتمال ازدياد هذا الدعم. وجاء ذلك غداة تنديد موسكو وطهران بالغارة الاسرائيلية على مركز عسكري للبحوث العلمية قرب دمشق، بحسب ما ذكر الجيش السوري، في حين افادت تقارير اخرى عن استهداف الغارة لموكب كان يتجه من سوريا الى لبنان. واكدت وزارة الخارجية السورية بعد الغارة "على حق سوريا في الدفاع عن نفسها وارضها وسيادتها". اما اسرائيل فقد التزمت الصمت على الصعيد الرسمي، في حين حذرت وسائل اعلام اسرائيلية الجمعة من ان الغارة الاسرائيلية على الاراضي السورية فجر الاربعاء قد تؤدي الى سلسلة ردود فعل ضد اسرائيل، مشيرة الى ان القوات الاسرائيلية في حالة تاهب قصوى في شمال البلاد الحدودي مع لبنان وسوريا. وكتبت صحيفة هآرتس اليسارية "قد يتم اعتبار ضبط النفس الكامل على المدى الطويل لتصرفات اسرائيل كضعف من حزب الله، ولهذا يجب ان نتوقع شكلا من اشكال الرد حتى لو لم يكن ذلك على الفور وليس بالضرورة ان يكون هجوما صاروخيا واسع النطاق على اسرائيل". وقالت صحيفة يديعوت احرونوت ان "قافلة حزب الله التي تعرضت بحسب تقارير اجنبية لهجوم جوي في طريقها من سوريا الى سهل البقاع في لبنان وكانت محملة بالاسلحة لن تكون الاخيرة"، مضيفة "قد يبدو من وجهة نظر متشائمة باننا في طريقنا الى مواجهة عسكرية على واحدة على الاقل من الجبهتين الشماليتين". ميدانيا، قتل 84 شخصا الجمعة في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل سوريا. ووقعت، بحسب المرصد، اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في حي جوبر في شرق دمشق، تلت اشتباكات قرب مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب العاصمة. كما استمرت العمليات العسكرية الواسعة في ريف دمشق التي بدات منذ اكثر من 75 يوما. في مدينة دير الزور (شرق)، نفذ الطيران الحربي السوري غارات جوية عدة على حي العرضي ما ادى الى سقوط جرحى وتهدم في بعض المنازل، بحسب المرصد الذي اشار الى سيطرة المقاتلين المعارضين على مبنى الخدمات الفنية الذي كان تحت سيطرة القوات النظامية بعد اشتباكات عنيفة بين الطرفين. وتدور منذ ايام معارك ضارية في دير الزور الاستراتيجية القريبة من آبار النفط والغاز والتي يحاول المقاتلون المعارضون السيطرة عليها لتكون اول مدينة كبرى تسقط بين ايديهم. وخرج بعد صلاة الجمعة متظاهرون معارضون للنظام السوري في تظاهرات عديدة تحت شعار "المجتمع الدولي شريك الاسد في مجازره"، في اشارة الى مجزرة حلب التي كشف عنها هذا الاسبوع، وذهب ضحيتها حوالى ثمانين شخصا عثر عليهم في مجرى نهر قويق في المدينة الواقعة في شمال البلاد وتبادل النظام والمعارضة السورية الاتهامات بقتل هؤلاء الاشخاص، وغالبيتهم من الشبان الذين قتلوا برصاصات في الراس. وقالت المعارضة ان الصمت الدولي على انتهاكات النظام يشجعه على "المضي في مجازره". وذكرت وكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) الجمعة ان الحرب في سوريا ادت الى تهجير 250 الفا من اصل 500 الف فلسطيني يعيشون في هذا البلد، فيما لجأ عشرون الفا الى لبنان وحوالى 3500 الى الاردن.