اعلنت باريس عن تعزيز قواتها في مالي بحوالى 1400 عسكري ومروحيات قتال غداة مواجهات بين القوات الفرنسية والمالية ليل الاربعاء الخميس مع متمردين اسلاميين مسلحين قرب كونا وسط البلاد، في سعيها الى صد تقدم التمرد الاسلامي الذي سيطر على شمال البلاد وهدد العاصمة. في هذه الاثناء افاد مصدر اسلامي عن مقتل 34 رهينة و15 من الخاطفين الخميس في عملية للجيش الجزائري على منشأة لاستخراج الغاز في شرق وسط الجزائر حيث تحتجز مجموعة مرتبطة بالقاعدة مئات الرهائن مطالبة بوقف العملية الفرنسية في مالي. واعلن وزير الدفاع الفرنسي جان-ايف لو دريان عن تعزيز قوات بلاده في مالي بعد اسبوع على بدء عملياتها ليصبح عديدها 1400 رجل. وقال على هامش زيارة في ضاحية باريس "هذا الصباح هناك 1400 عسكري فرنسي على الاراضي المالية". وتابع "وقعت معارك بالامس (الاربعاء) في البر وفي الجو. وجرت معارك هذه الليلة وما زالت تجري حاليا". وادلى بتصريحاته قبل توجهه الى برلين حيث ينتظر وصوله بعد ظهر الخميس للقاء نظيره الالماني توماس دي ميزيير لبحث الملف المالي. وتواجهت القوات الفرنسية والمالية مجددا مع مسلحين اسلاميين في كونا التي ادت سيطرتهم عليها في 10 كانون الثاني/يناير الى شن الغارات الجوية الفرنسية الاولى قبل تدخل ميداني. واكد اسلامي مسلح اتصلت به فرانس برس ان المعارك للسيطرة على المدينة "لم تنته". ويتعذر على مراقبين مستقلين الوصول الى المنطقة. وافاد مصدر امني مالي ان عددا من احياء ديابالي (غرب) التي شهدت الاربعاء معارك بين القوات الخاصة الفرنسية واسلاميين ما زال خاضعا للجهاديين. وسيطر الاسلاميون الاثنين على ديابالي التي تقع على بعد 400 كلم شمال باماكو، وهم ينتمون الى كتيبة بقيادة الجزائري ابو زيد احد قائدة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. وتعرضت البلدة لغارات الطيران الفرنسي لكن الاسلاميين لم ينسحبوا منها بالكامل. وافاد شهود انهم يحاولون التواري ويستخدمون السكان دروعا بشرية. وقال الضابط المالي شيكني كوناتي "منذ هجوم الفرنسيين علمنا انهم حلقوا لحاهم واطالوا سراويلهم وبدأوا يتخفون ويحاولون التواري بين السكان". في باماكو ينتظر الخميس وصول فرقة اولى نيجيرية تابعة لقوة التدخل الافريقية الغربية. ويتوقع نشر حوالى الفي جندي في اطار هذه القوة في باماكو بحسب قرارات اجتماع عقده الاربعاء رؤساء اركان جيوش دول المجموعة الاقتصادية لافريقيا الغربية. مساء الاربعاء وصل 200 عنصر من القوات الخاصة التشادية من بين الفي رجل وعدت نجامينا بارسالهم الى نيامي حيث ينتظر ان ينضم اليهم جنود من بوركينا فاسو ونيجيريا. واعلن الاتحاد الافريقي في بيان الخميس عن عقد اجتماع المانحين لدعم انتشار القوة الافريقية في مالي في 29 كانون الثاني/يناير في اديس ابابا. في بروكسل اقر وزراء الخارجية الاوروبيون الخميس انشاء بعثة للاتحاد الاوروبي مخصصة لتدريب واعادة تنظيم الجيش المالي على ما افاد مصدر اوروبي. واتخذ هذا القرار في اجتماع وزاري استثنائي مخصص للازمة المالية وهو ينص على نشر حوالى 450 عنصرا اوروبيا من بينهم 200 مدرب اعتبارا من منتصف شباط/فبراير في اطار المهمة. وصرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان الدول الاوروبية "كافة...رحبت بتحرك فرنسا" في مالي". وصرح وزير الخارجية المالي تيامان كوليبالي الخميس في بروكسل ان وجود الاسلاميين في بلاده "خطر عالمي" داعيا الى "تعبئة المجتمع الدولي برمته لمساعدة" بلاده ومنطقتها. وكان مبعوث امم المتحدة الخاص للساحل رومانو برودي اعتبر الا سبيل غير التدخل الفرنسي لمنع "انشاء منطقة حرة ارهابية في قلب افريقيا". من جهة اخرى انتقد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يراسه الداعية السني يوسف القرضاوي الخميس العملية العسكرية التي تقوم بها فرنسا في مالي معربا عن استعداده للوساطة هناك. وقال بيان من الاتحاد الذي يتخذ من العاصمة القطرية مقرا له ان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يتابع ببالغ القلق تطورات الاحداث في مالي، و"ينتقد تسرع فرنسا باشعال نار الحرب قبل استنفاد جميع الوسائل المطلوبة للحل السلمي والمصالحة الوطنية". في الجزائر قتل 34 رهينة و15 من الخاطفين الخميس بعد قصف الجيش الجزائري لمكان احتجازهم في مجمع الغاز شرق الجزائر كما اعلن متحدث باسم المجموعة الاسلامية الخاطفة لوكالة نواكشوط للانباء. وقال المتحدث باسم الخاطفين "قتل نحو 34 رهينة و15 من خاطفيهم " مؤكدا مقتل ابو البراء الذي قاد المجموعة التي خطفت الاربعاء 41 اجنبيا وعشرات الجزائريين. لاحقا اعلن متحدث باسم الخاطفين ان سبعة رهائن غربيين لا يزالون على قيد الحياة مؤكدا "هناك ثلاثة بلجيكيين وأميركيين وياباني وبريطاني نجوا من قصف الطائرات الجزائرية لمجمع احتجازهم" وناشد شركة النفط "التدخل لعلاج المصابين من الرهائن". وهاجم الاسلاميون فجر الاربعاء موقعا لانتاج الغاز تستغله الشركة الوطنية الجزائرية "سونطراك" مع شركتي بريتش بتروليوم البريطانية وستايت اويل النروجية في حقل تغنتورين على بعد 40 كلم من عين امناس غير بعيد من الحدود مع ليبيا. وطالب المهاجمون بانسحاب الجيش الجزائري الذي يحاصر الموقع من اجل بدء مفاوضات، على ما اكد احد الخاطفين لقناة الجزيرة القطرية الخميس. وكان موظف في منشأة طاقة شرق الجزائر اعلن لوكالة فرانس برس الاربعاء ان الخاطفين "بالافراج عن مئة ارهابي معتقلين في الجزائر مقابل اطلاق سراح الرهائن"، مضيفا ان "المهاجمين طالبوا بان يتم اقتياد هؤلاء الاسلاميين الى شمال مالي".