واجهت القوات الفرنسية الاربعاء المتمردين الاسلاميين في مالي فيما تبنى مسلحون مرتبطون بالقاعدة خطف 41 رهينة اجنبية انتقاما من هجوم في الجزائر المجاورة. وبعد ايام من بدء الغارات الجوية على مواقع الاسلاميين في شمال البلاد الذي سيطروا عليه في نيسان/ابريل واجهت القوات الفرنسية والمالية المتمردين في بلدة ديابالي على بعد 400 كلم شمال العاصمة باماكو. وفي تطور درامي في الجزائر، اكد اسلاميون احتجاز 41 رهينة غربيا من بينهم سبعة اميركيين بعد هجوم على حقل غاز في شرق البلاد. واكد وزير الداخلية الجزائري دحو ولد قابلية مقتل بريطاني وجزائري واصابة ستة اخرين في هجوم الاسلاميين فجر الاربعاء على موقع لانتاج الغاز تستغله الشركة الوطنية الجزائرية "سونطراك" مع شركتي بريتش بتروليوم البريطانية وستايت اويل النروجية في حقل تغنتورين على بعد 40 كلم من عين امناس غير بعيد من الحدود مع ليبيا. واعلن موظف في منشأة طاقة شرق الجزائر لوكالة فرانس برس الاربعاء ان الخاطفين يطالبون بالافراج عن مئة اسلامي معتقلين في هذا البلد قبل اطلاق سراح الرهائن. وقال هذا المصدر الذي طلب عدم كشف هويته في اتصال هاتفي ان "الخاطفين يطالبون بالافراج عن مئة ارهابي معتقلين في الجزائر مقابل اطلاق سراح الرهائن"، مضيفا ان "المهاجمين طالبوا بان يتم اقتياد هؤلاء الاسلاميين الى شمال مالي"، مشيرا الى انه تمكن من الاستماع الى حديث بهذا المعنى دار بين جزائريين والخاطفين. واكد ولد قابلية مساء الاربعاء ان السلطات لن تتفاوض مع "الارهابيين". واعلن ناطق باسم كتيبة "الموقعون بالدم" الاسلامية التي يقودها الجزائري مختار بلمختار عن احتجاز 41 غربيا، بينهم 7 اميركيين، رهائن الاربعاء في منشأة غاز شرق الجزائر. وقال الناطق باسم هذه الكتيبة التي تحتجز الرهائن بدون الكشف عن اسمه لوكالة نواكشوط وموقع صحراء ميديا، ان "41 غربيا بينهم 7 اميركيين وفرنسيون وبريطانيون ويابانيون" محتجزون. واوضح ان 5 رهائن احتجزوا في المصنع فيما احتجز 36 "في المجمع السكني". واضاف ان هذه العملية تأتي "انتقاما من الجزائر التي فتحت اجواءها امام الطيران الفرنسي". وكانت الجزائر اعلنت غلق حدودها مع مالي بعد ان عبرت عن دعمها للسلطات المالية في حربها على مجموعات اسلامية متطرفة احتلت منذ اكثر من تسعة اشهر شمال مالي. وسمحت الجزائر لفرنسا باستخدام مجالها الجوي لعبور المقاتلات الفرنسية المشاركة في العمليات العسكرية في مالي. اما المعارك الميدانية في مالي فجرت الاربعاء في ديابالي وكانت مجموعة من الاسلاميين احتلتها الاثنين بقيادة الجزائري ابو زيد احد زعماء تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. واكد مصدر امني مالي رفض الكشف عن اسمه ان "القوات الخاصة وصلت الى ديابالي، واشتبكت مع الاسلاميين وجها لوجه". واضاف ان "الجيش المالي يشترك كذلك في المعركة". ولاحظ مراسل فرانس برس ان القوات الفرنسية كلفت الاربعاء "بضمان امن" جسر استراتيجي على نهر النيجر في مركالا قرب سيغو، غرب مالي، يؤدي نحو الجنوب والعاصمة باماكو لمنع الاسلاميين المسلحين من عبوره. واعتبر وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان "ان الوضع صعب نوعا ما في الغرب حيث لدينا المجموعات الاكثر قوة وتعصبا وتنظيما وتصميما وتسلحا، هناك الامور جارية لكنها صعبه". وقال مسؤول عسكري مالي لم يشأ الكشف عن هويته، ان الاسلاميين المسلحين يستخدمون "استراتيجيتين: السكان دروعا بشرية واطفالا جنودا مقاتلين". وقالت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي انها بدأت تحقيقا حول ارتكاب المتمردين جرائم حرب. وقالت المدعية العامة للمحكمة فاتو بنسودة في بيان ان "جماعات مسلحة مختلفة نشرت الدمار والمعاناة البشرية عبر سلسلة من اعمال العنف القصوى المفترضة". وتابعت "رأيت ان بعض اعمال العنف القاسية والتدمير قد تشكل جرائم حرب". في الجزائر اعلن الاعلام الرسمي مقتل اجنبيين احدهما بريطاني واصابة ستة بجروح في هجوم استهدف فجرا حافلة تقل مهندسين قرب حقل غاز. وقال مقاتل في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان المهاجمين اعضاء في تنظيم القاعدة وقدموا من مالي. وقال المقاتل "نحن اعضاء في كتيبة خالد ابو العباس (...) من القاعدة وجئنا من شمال مالي". وكان مختار بلمختار المعروف بخالد أبو العباس، والمعروف ب"الاعور"، الذي اسس كتيبة جديدة من الفدائيين تحمل اسم "الموقعون بالدم"، وصف العملية الفرنسية ومهاجمة الاسلاميين الذين يحتلون شمال مالي بانها "خطة خبيثة ماكرة وحرب بالوكالة عن الغرب". وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاربعاء انه ليست لديه تاكيدات بوجود مواطنين فرنسيين بين الرهائن "الغربيين". كما اكدت وزارة الخارجية الاميركية الاربعاء وجود اميركيين في عداد الرهائن المحتجزين بدون اعطاء تفاصيل حول عددهم او هوياتهم حفاظا على امنهم. وردا على اسئلة وكالة فرانس برس، قالت وزارة الخارجية البريطانية ان ليس في وسعها تأكيد وفاة احد رعاياها. واكتفت في بيان ب"التاكيد ان بريطانيين خطفوا في الحادث" الحالي "الجاري قرب بلدة عين امناس". واعلنت وزارة الخارجية الايرلندية ان ايرلنديا بين المحتجزين. من جهته اعلن متحدث حكومي في طوكيو للصحافيين "لدينا معلومات تفيد بان عدد من اليابانيين محتجز لكننا نتحقق منها حاليا". واعلنت زوجة موظف نروجي للصحافيين ان زوجها بين الرهائن. واعربت الخارجية التونسية انها "تتفهم" العملية العسكرية الفرنسية في مالي بعد ان كانت رفضت بالامس مبدأ تدخل غير افريقي في البلاد. كما اعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاربعاء انه "لا تاكيد على الاطلاق" لاتهامات نائبة فرنسية شيوعية لقطر بتمويل الجماعات الاسلامية في شمال مالي، مؤكدا ان تحقيقات سلطات بلاده لم تنتج عن اي معلومات من هذا القبيل.