اعلن مسؤول اممي كبير الثلاثاء كما نقل عنه دبلوماسيون ان عشرات الاف العائلات في ولاية جنوب كردفان السودانية التي تشهد نزاعا تعاني المجاعة. وخلال مشاورات مغلقة في مجلس الامن الثلاثاء، اوضح جون غينغ مدير مكتب الاممالمتحدة للمساعدة الانسانية امام الدول ال15 الاعضاء في المجلس ان ثمانين في المئة من العائلات في جنوب كردفان لا تحصل سوى على وجبة غذائية واحدة يوميا او اقل، بحسب دبلوماسيين. ثم تحدث غينغ امام الصحافيين عن شهادات "حول اشخاص اضطروا الى اكل قشور الاشجار واوراقها حتى يتمكنوا من البقاء على قيد الحياة". واضاف "من غير المقبول ابدا ان يعيش عشرات، مئات الاف الاشخاص في هذا الوضع وان لا نتمكن من الوصول اليهم من اجل مساعدتهم". وقال انه وجه "نداء في مجلس الامن للحصول على مساعدة". وتحدث غينغ ايضا عن "ازدياد حدة النزاع" في جنوب كردفان، مع ارتفاع عدد الاشخاص الذين يفرون من المعارك، 12 الفا في كانون الاول/ديسمبر، اي ضعف العدد الذي سجل في تشرين الثاني/نوفمبر. ويطالب مجلس الامن منذ وقت طويل حكومة الخرطوم بتسهيل وصول الطواقم الانسانية لمساعدة السكان في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق. وتنفي الخرطوم من جهتها وجود ازمة انسانية وتؤكد انها قادرة على مساعدة سكانها. وتقول الاممالمتحدة ان اكثر من 900 الف شخص نزحوا او تأثروا في شكل خطير بالنزاع في الولايتين المذكورتين. واثر المشاورات، قالت السفيرة الاميركية سوزان رايس ان الولاياتالمتحدة "ما زالت قلقة جدا حيال التدهور المستمر للوضع الانساني في جنوب كردفان والنيل الازرق". ودعت الخرطوم ومتمردي الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال الى "الاسراع في اجراء مناقشات حول وصول مساعدة انسانية ووقف لاطلاق النار وتسوية سياسية لنزاعهما". واعتبرت ان على المجلس "ممارسة ضغوط للحصول على موافقة لايصال مساعدة انسانية فورية ومن دون عوائق" الى الولايتين، لكن من دون التهديد بفرض عقوبات. وقالت "لا نستبعد اي خيار لكن الحل الافضل هو اتفاق بين الاطراف". ومنذ صيف 2011، تشهد جنوب كردفان والنيل الازرق المحاذيتان للحدود الجديدة مع جنوب السودان معارك بين الجيش السوداني ومتمردين سبق ان قاتلت فئة منهم الى جانب الجنوبيين ابان الحرب الاهلية بين 1983 و2005 والتي افضت الى تقسيم السودان. واكدت رايس ايضا ان على السودان وجنوب السودان "الانتقال الى الافعال من خلال التطبيق الواضح" لاتفاقهما في اديس ابابا.