شددت السلطات الروسية تهديداتها لالكسي نافالني، احد ابرز المعارضين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، باعلانها الاثنين عن تحقيق جنائي ثالث ضده بتهمة اختلاس اموال مما يعرضه للسجن عشر سنوات. وتتهم لجنة التحقيق الروسية هذه المرة الحقوقي والمدون الذي يندد بالفساد، باختلاس 2,5 مليون يورو من حزب سياسي ليبرالي الامر الذي ينفيه نافالتي بشدة. والتحقيق الجديد مرتبط بقضية اخرى تعرف ب"كيروفل" وهو اسم شركة للخشب مقرها كيروف (900 كلم شرق موسكو). وفي هذه القضية التي تعود الى 2009، اتهم نافالني في نهاية تموز/يوليو الماضي "باختلاس اموال على نطاق واسع"، وهي جريمة قد تصل عقوبتها الى السجن عشر سنوات. وقال المحققون ان التحقيقات كشفت "عملية اختلاس اموال تعود الى الحزب السياسي، اتحاد قوى اليمين، وتعود الى 2007". وكانت هذه الحركة السياسية الليبرالية ابرمت عقدا للاعلان مع شركة اليكت التي يديرها نافالني الذي تسلم في هذا الاطار مئة مليون روبل (حوالى 2,5 مليون يورو) كما يقول المحققون. واضافت لجنة التحقيق ان هذه الاموال نقلت بعد ذلك الى حسابات مصرفية اخرى تملكها شركات "تبدو وهمية او انشئت ليوم واحد فقط". وكتب نافالني الذي اصبح منذ عام احد ابرز قادة الحركة الاحجاجية ضد بوتين، على حسابه على موقع تويتر "تحقيق آخر ضدي؟ لكن ماذا فعلت؟ يجب ان تكف لجنة التحقيق عن ذلك". وفي تصريحات لاذاعة صدى موسكو، وصف هذا المعارض الاتهامات الجديدة بانها نوع من "الهذيان" واتهم لجنة التحقيق "بفبركة" ادلة تدينه. ونفى نيكيتا بيليخ الذي كان زعيم اتحاد قوى اليمين حينذاك الوقائع. وبيليخ اصبح في 2009 مؤيدا "لانفتاح سياسي" يجسده ديمتري مدفيديف الذي كان حاكم منطقة كيروف حيث كان نافالني مستشاره. وكانت لجنة التحقيق اعلنت الخميس توجيه تهمة "الاحتيال وتبييض الاموال" الى نافالني في اطار قضية اتهم فيها ايضا شقيقه. وقالت لجنة التحقيق في بيان "تم اتهام الكسي واوليغ نافالني بالاحتيال وتبييض الاموال". بعد ان اعلنت فتح تحقيق مع الشقيقين الاسبوع الفائت. وافاد المحققون ان الكسي نافالني اسس شركة قبل اعوام فيما تمكن شقيقه اوليغ من اقناع شركة اجنبية بان توقع مع الشركة الاولى اتفاقا لنقل طرود باسعار باهظة بوصفها مسؤولة عن البريد الروسي. واوردت لجنة التحقيق ان الشقيقين اختلسا بذلك اكثر من "55 مليون روبل (1,3 مليون يورو)"، ومن اصل هذا المبلغ تم تبييض 19 مليون روبل (472 الف يورو). واكد فاديم كوبزيف محامي الشقيقين لوكالة انترفاكس نفي موكليه لهذه الوقائع. وفي ملف اخر، اتهم الكسي نافالني في نهاية تموز/يوليو ب"الاختلاس على نطاق واسع"، ويواجه في حال ادانته عقوبة السجن حتى عشرة اعوام. وقال المحلل المستقل ديمتري اوريشكين ان التحقيقات التي تستهدف نافالني "تندرج في اطار منطق نظام استبدادي". واوضح هذا الخبير لوكالة فرانس برس "يجب عزل نافالني وتدمير صورة يمكن ان تصبح في المستقبل القريب شخصية سياسية تقدم بديلا" لبوتين. ووصف نافالني بانه "زعيم واضح للمعارضة". واشتهر نافالني (36 عاما) الذي درس الحقوق، بنشاطاته في مكافحة الفساد وكشف عمليات الاختلاس الكبيرة للشركات الروسية العامة مثل مصرف في تي بي او الهيئة الاحتكارية لانابيب النفط ترانسنفت. ولم يتردد الرجل الذي يتمتع بقدرات خطابية ويقيم علاقات واسعة مع الاوساط القومية الروسية، في ترديد هتاف "بوتين لص!" في تظاهرات المعارضة. وقد برز مع زعيم جبهة اليسار سيرغي اودالتسوف كاحد شخصيات الحركة الاحتجاجية التي لا سابق لها ووالتي بدأت قبل عام لادانة عمليات التزوير في الانتخابات التشريعية التي فاز فيها حزب بوتين. وقد اتهم اودالتسوف في تشرين الاول/اكتوبر "بالاعداد لتنظيم اضطرابات واسعة"، الا انه نفى هذا الاتهام بشكل قاطع. وقد يحكم عليه بالسجن عشر سنوات في هذه القضية التي يمثل فيها نافالني امام القضاء بصفة شاهد. وقال الخبير في المؤسسة السياسية اينديم يوري كورغونيوك ان "السلطة تحاول قطع رأس الحركة الاحتجاجية واخراج اخطر الشخصيات من اللعبة".