هافانا (رويترز) - قالت الحكومة الكولومبية ومتمردو القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) ان المحادثات التي جرت بين الجانبين لانهاء صراعهما الدامي الدائر منذ 50 عاما حققت تقدما ولكن مازالت توجد مجالات اختلاف كبيرة. وقال همبرتو دو لا كال رئيس وفد التفاوض الحكومي في ختام الجولة الثانية من الاجتماعات ان الجانبين اتفقا بشأن بعض "الاليات غير المسبوقة" للمساهمة المدنية في عملية السلام. وقال دو لا كال "منذ 19 نوفمبر عندما بدأنا بشكل رسمي عقدنا 21 جلسة واكثر من 100 ساعة من العمل المكثف والتقدم الملموس وكلها مثلما كان متوقعا." ويرجع الصراع الى عام 1964 حين تأسست فارك كحركة شيوعية زراعية لتغيير تاريخ كولومبيا الطويل الذي شابه عدم المساواة الاجتماعية. وقتل عشرات الالاف وشرد الملايين في اخر تمرد مسلح يقوده ماركسيون في امريكا الجنوبية. وقالوا في بيان مشترك يوم الجمعة ان المحادثات عقدت "في مناخ من الاحترام والروح البناءة." وستستأنف المحادثات في هافانا في 14 يناير كانون الثاني. ولكن تصريحات دو لا كال وتصريحات المتمردين في مؤتمر صحفي منفصل اشارت الى الخلافات التي يتعين التغلب عليها. وقال دو لا كال ان الهدف هو تحويل فارك لتنظيم سياسي قانوني مع الحفاظ على النماذج الاقتصادية والاجتماعية للبلاد. واضاف "لا يتعين عليهم التخلي عن ايدلوجيتهم ولا يتعين على الحكومة تغيير نموذج مجتمعها." ولكن ايفان ماركيز كبير مفاوضي فارك قال في وقت لاحق ان تحقيق السلام "يتطلب دون شك تغيير نموذج المجتمع والنظام السياسي المناهض للديمقراطية المسؤول في النهاية عن التفاوت المخزي والاقصاء الذي يميز النظام الكولومبي. "قيام سلام مشيد بطريقة خطأ اسوأ من الحرب ." واخفقت ثلاث محاولات سابقة لاحلال السلام ولكن الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس يأمل بان يكون هجوما بدأ قبل عشر سنوات بدعم امريكي قد اضعف المتمردين بما يكفي لان يسعوا لانهاء القتال بناء على افضل الشروط الممكنة.