مارس الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس الاحد ضغوطا على مفاوضات السلام التي بدأت مع متمردي فارك، مطالبا بالتوصل الى اتفاق في موعد اقصاه تشرين الثاني/نوفمبر 2013 لانهاء اقدم نزاع في اميركا اللاتينية. وقال سانتوس في خطاب القاه في احتفال سياسي بشمال البلاد "هذه العملية لا يمكن ان تستمر اعواما، بل اشهرا. اذا، ينبغي الا تمتد الى ما بعد العام المقبل. تشرين الثاني/نوفمبر من العام المذكور حدا اقصى وحتى قبل ذلك". لكنه اكد ان "من المهم التحلي بالصبر وعدم المطالبة بنتائج فورية"، مذكرا بان المفاوضات مع القوات المسلحة الثورية في كولومبيا "معقدة". وبدأ ممثلون لحكومة الرئيس الكولومبي وللقوات المسلحة الثورية في كولومبيا (فارك) في 18 تشرين الاول/اكتوبر محادثات سلام في اوسلو تهدف الى انهاء نزاع مسلح عمره نصف قرن اسفر عن 600 الف قتيل. وانتقلت المفاوضات في 19 تشرين الثاني/نوفمبر الى هافانا. ويتضمن جدول اعمال المفاوضات خمسة عناوين شائكة: التنمية الريفية ومشاركة المتمردين في الحياة السياسية وانهاء الاعمال الحربية ومكافحة تهريب الكوكايين الذي تتصدر كولومبيا انتاجه عالميا وحقوق الضحايا. ولم تحدد اي مهلة رسمية لهذه المفاوضات فيما اعلن المتمردون الذي يشددون على المسائل الاجتماعية في النزاع، مرارا انهم يرفضون "سلاما متسرعا". وحتى الان، جرت المناقشات المغلقة في هافانا في اجواء يغلب عليها الهدوء رغم المعلومات القليلة التي رشحت عن مضمون التفاوض. وبعد جولة مفاوضات اولى انتهت الخميس، اكد رئيس الوفد الحكومي نائب الرئيس السابق هومبرتو دو لا كال ان العملية "احرزت تقدما كما كان متوقعا". بدوره، ابدى ممثل المتمردين والمسؤول الثاني لديهم ايفان ماركيز "ايمانا قويا" بالحوار، مشيدا خصوصا بالتوافق مع الحكومة على تنظيم منتدى في بوغوتا في كانون الاول/ديسمبر يتناول موضوع التنمية الريفية بمشاركة ممثلين للمجتمع المدني. وقبل استئناف المفاوضات في الخامس من كانون الاول/ديسمبر، حرص الرئيس الكولومبي على توجيه تنبيه الى المتمردين وقال "اذا ما كانوا يريدونه هو استخدام طاولة (الحوار) مجددا للقيام بثورتهم هنا في كوبا وتحويل الدستور والبلاد والسياسات العامة، فلن يحصل سلام". في المقابل، اكد انه "مستعد" لتقديم كل "الضمانات" شرط ان يوافق المتمردون على اللجوء الى الانتخابات بهدف "تحقيق اهدافهم بالسبل الديموقراطية". كذلك، تجلى حزم السلطات الكولومبية على الصعيد العسكري في الايام الاخيرة. ففي حين التزم المتمردون احترام اتفاق احادي لوقف اطلاق النار لشهرين، حتى 20 كانون الثاني/يناير، تلقى الجيش الكولومبي تعليمات بتكثيف تصديه للمتمردين واستبعد سانتوس اي تهدئة قبل بلوغ اتفاق نهائي. وفي هذا السياق، قتل اربعة عناصر في فارك السبت بينهم قائد جبهة اقليمية واعتقل ثلاثة اخرون خلال عمليات عسكرية في وسط كولومبيا.