اطلقت الحكومة الكولومبية وثوار حركة القوات المسلحة الثورية الكولومبية "فارك" الخميس في النروج اول مفاوضات سلام بينهما منذ عشر سنوات بهدف وضع حد للنزاع المسلح المستمر بينهما منذ نصف قرن، من دون تحديد مهلة لابرام اتفاق. وفي اعلان مشترك تلاه ممثل كوبا، التي تشارك مع النروج في رعاية هذه المفاوضات، اعلن الطرفان "الموافقة على اقامة منبر" للحوار يهدف الى ارساء "سلام دائم" لانهاء آخر نزاع مسلح كبير في اميركا اللاتينية. ويفترض ان تبدأ مفاوضات السلام الرابعة بين الطرفين في 30 عاما وتتطرق الى المضمون "اعتبارا من 15 تشرين الثاني/نوفمبر" في هافانا ليطرح ملف التنمية الريفية التي شكلت رأس حربة التمرد الذي انبثق العام 1964 من تمرد للمزارعين. كما اتفق الوفدان على عدم تحديد موعد لابرام اتفاق سلام نهائي ورفضا "الضغط الزمني" للتفاوض. واستبعد المبعوث الرئيسي لبوغوتا مجددا الحديث عن وقف لاطلاق النار بين الطرفين قبل ابرام الاتفاق. وقال هومبرتو ديلا كالي في مؤتمر صحافي "لن يتم تعليق العمليات العسكرية". وبعد فشل محاولة الحوار الاخيرة العام 2002 اتهمت السلطات الكولومبية الفارك بالاستفادة من نزع السلاح في قسم من البلاد لتعزيز صفوفها. كما دعا ديلا كالي المتمردين الى القاء السلاح وخوض حوار سياسي لافتا الى سقوط الاف القتلى ضحية اعمال العنف. وقال "عليهم ان يناضلوا من أجل افكارهم لكن في اطار الديموقراطية". وتابع "الهدف هو تحويل الفارك الى قوة سياسية". وربطت حركة فارك المدرجة على لائحة المنظمات الارهابية لدى الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي السلام بالعدالة الاجتماعية. وصرح رئيس وفد الحركة ايفان ماركيز ان "السلام لا يعني اسكات الاسلحة" فقط مطالبا "باصلاحات اقتصادية واجتماعية جذرية". وادلى المسؤول الماركسي بخطاب طويل وحاد ضد "جرائم الرأسمالية" متهما كبار اصحاب الاراضي والشركات النفطية ومجموعات المناجم بانهم "قراصنة" و"رعاة بقر" وحتى "مصاصو دماء". وقال "لسنا السبب، بل نحن الحل" للمشاكل" متحدثا عن فقر مواطنيه ومؤكدا استحالة هزم التمرد بالقوة. وحركة فارك ضعفت عسكريا اليوم بعد مقتل عدد من قادتها وتقلص عديد قواتها الى النصف بنحو تسعة الاف عنصر انكفأوا الى المناطق الريفية بعد سلسلة نكسات عسكرية. كما دعا ماركيز الى مشاركة سيمون ترينيداد في عملية السلام وهو يمضي حاليا عقوبة السجن 60 عاما في الولاياتالمتحدة لخطفه ثلاثة اميركيين. ورفضت بوغوتا هذا الطلب مؤكدة ان مصيره ليس بين يديها. وبالرغم من عدم طرح جدول زمني شامل للعملية اكدت الحكومة الكولومبية ان المفاوضات لا يمكن ان تستمر الى ما لا نهاية. وقال ديلا كالي "في حال عدم احراز اي تقدم في المفاوضات فلن نبقى رهائن" لعملية السلام، مكررا تأكيد "تفاؤله المعتدل" في عبارة استخدمها قبل مغادرته الى اوسلو. واضافة الى التنمية الريفية يفترض ان تتطرق مفاوضات السلام الى مستقبل المشاركة السياسية لفصائل منبثقة من التمرد ووقف اعمال العنف وتجارة المخدرات وملف الضحايا. كما يتوقع ان تكون مسالة المخدرات التي يعتقد انها اكبر مصدر لتمويل حركة التمرد، ملفا متفجرا في بلد يعتبر اكبر مصدر للكوكايين في العالم.