تفتتح الحكومة الكولومبية مع ثوار حركة القوات المسلحة الثورية الكولومبية "فارك" الخميس في النروج اول مفاوضات سلام بينهما منذ عشر سنوات بهدف وضع حد لاخر نزاع مسلح كبير في اميركا اللاتينية. ويفترض ان يبدا الوفدان رسميا عملية السلام بقراءة بيان وعقد مؤتمر صحافي الساعة 15,00 (13,00 تغ) في فندق ببلدة هردال الصغيرة شمال اوسلو. واجتمع الوفدان الاربعاء وصباح الخميس في مكان لم يكشف عنه ليبحثا بشكل اساسي المسائل التقنية واللوجستية. وصرح مصدر قريب من الوفد الحكومي لفرانس برس انهم يعملون في اجواء "احترام وصداقة". وبعد فشل ثلاث محاولات تفاوض في ثلاثين سنة، احيطت المفاوضات باقصى قدر من التكتم حرصا على ضمان الفعالية والامن. والنروج وكوبا الى حيث ستنتقل المفاوضات بعد ذلك، هما البلدان الضامنان لعلمية سلام تهدف الى وضع حد لنزاع اسفر عن سقوط مئات الاف القتلى. ولم تحدد في الوقت الراهن اي مهلة للتوصل الى اتفاق لكن الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس قال ان المباحثات "تقاس بالاشهر وليس بالسنوات". وقبل اقلاعه من كولومبيا الى اوسلو اعرب الرئيس السابق اومبرتو دي لا كايي رئيس وفد الحكومة عن "تفاؤل معتدل". وفي هذه المرحلة النروجية التي تنطلق بعد عدة عمليات تاجيل، لا يتوقع عقد اي لقاء اخر بين الوفدين بعد المؤتمر الصحافي، على ما افادت مصادر رسمية نروجية وكولومبية. وستدخل سلطات بوغوتا وقوات الفارك في صميم الموضوع الاسبوع المقبل في هافانا. ويتضمن جدول اعمال المباحثات خمس نقاط وهي التنمية الريفية ومشاركة الحركات المقبلة المنبثقة عن التمرد في الحياة السياسية ووضع حد نهائيا للاعمال العدائية وتهريب المخدرات ووضع الضحايا. ويتوقع ان تكون مسالة المخدرات التي يشتبه في انها اكبر مصدر تمويل لحركة التمرد، ملفا متفجرا في بلد يعتبر اكبر مصدر كوكايين في العالم. واعربت الولاياتالمتحدة، اكبر حلفاء بوغوتا في معركتها ضد تهريب المخدرات، عن دعمها المفاوضات. وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند الاربعاء ان الكولومبيين يحظون "بدعمنا الكامل في جهودهم الرامية الى احلال السلام الذي يستحقونه". كما يتوقع ان تكون ملكية الاراضي الزراعية التي كانت السبب الاساسي لتمرد الفارك في انتفاضة مزارعين في 1964، مسالة مركزية في المباحثات. وخلافا لاخر محاولة تفاوض فشلت في 2002 استبعد الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس وقف اطلاق نار محتمل قبل التوصل الى اتفاق سلام. وحركة فارك التي تاسست في 1964 في سياق انتفاضة مزارعين، ضعفت عسكريا اليوم بعد مقتل عدد من قادتها وتقلص عديد قواتها الى النصف بنحو تسعة الاف عنصر انكفأوا الى ا لمناطق الريفية بعد سلسلة من النكسات العسكرية.