بدأت صباح السبت المرحلة الاولى من الاستفتاء على مشروع دستور جديد لمصر احدث انقساما عميقا ومواجهات بين مؤيديه ورافضيه، ليعكس قيمة الرهان الذي ينطوي عليه بين انهاء فترة انتقالية صعبة او بداية فترة انتقالية جديدة باسس جديدة. وفتحت مكاتب التصويت بعيد الساعة 08,00 (06,00 تغ) ومن المقرر ان تغلق ابوابها في السابعة مساء (17,00 ت غ). وتشمل المرحلة الاولى عشر محافظات بينها القاهرةوالاسكندرية. وشهدت الاسابيع التي سبقت الاستفتاء العديد من التظاهرات تخلل بعضها صدامات عنيفة بين معارضي مرسي وانصاره خصوصا من جماعة الاخوان المسلمين الذين قدم منهم الرئيس المصري. وساد الهدوء صباح السبت الاسكندرية بعد اشتباكات بين الفريقين الجمعة، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس. وقال مصدر امني "الوضع هادىء في الاسكندرية بعد تظاهرات الامس، وسنعتقل كل من يعود الى التظاهر". وشهدت الاسابيع الثلاثة الاخيرة تظاهرات حاشدة مع او ضد مشروع الدستور ومواجهات كان بعضها داميا. ويكمن رهان هذا الاستفتاء في انه سيؤدي اما الى نهاية فترة انتقالية صعبة استمرت نحو عامين والمرور الى انتخابات تشريعية، في حال تصويت الأغلبية لصالح الدستور او رفضه، الى بداية فترة انتقالية جديدة على اسس جديدة تنطلق بانتخاب لجنة تاسيسية جديدة لوضع دستور جديد. ففي حين دعا انصار مرسي وخصوصا جماعة الاخوان المسلمين الى التصويت ب "نعم" من اجل "عودة الاستقرار" للبلاد، دعت جبهة الانقاذ الوطني وقوى اخرى للتصويت ب "لا" على مشروع دستور "غير توافقي ويقسم البلاد". وانعكس ذلك تماما في عناوين الصحف الحزبية السبت. فعنونت صحيفة الوفد المعارضة على كامل صفحتيها الاولى والاخيرة "لا لدستور ظالم"، في حين عنونت صحيفة الحرية والعدالة لسان حزب الاخوان المسلمين على كامل صفحتها الاولى "نعم للدستور". وعند مدرسة جابر الصباح الثانوية في المقطم غير بعيد من مقر الاخوان المسلمين، اصطف عشرات الناخبين ينتظرون دورهم. وقال قاسم عبد الله (48 عاما) "انه دستور يحقق الحقوق والاستقرار وساصوت بنعم". لكن الطبيبة جيهان عبد العزيز (35 عاما) فقالت "اصوت بلا (...) الكثير من مواد هذا الدستور غير واضحة وغير مفهومة". وفي حي شبرا الذي يقطنه الكثير من الاقباط لاحظ احد مصوري وكالة فرانس برس ان بعض المنظمين كانوا يسالون ناخبين اميين هل سيصوتون بنعم ام لا. وقالت سالي (28 عاما) "هناك أشياء كثيرة لا يوافق عليها الناس، كما ان الفصول حول الدين ليست عادلة". واضافت سيدة خمسينية طلبت عدم كشف اسمها "لا نريد هذا الدستور، لا نزال نرى عدم الاستقرار في هذا البلد وكل السلطات بايدي الرئيس" القادم من صفوف الاخوان المسلمين. لكن السيدة صباح الثلاثينية المسلمة لا توافقهما الراي وتؤكد "الدستور ممتاز". وفي مكتب اقتراع بمدرسة في حي السيدة زينب الشعبي وسط القاهرة قال عباس عبد العزيز (57 عاما) الذي يعمل محاسبا "اصوت بلا لاني اكره الاخوان المسلمين. ببساطة هم كذابين". والرأي نفسه عبر عنه علي محمد علي (65 عاما) قائلا "صوتت لمرسي (في الرئاسية) وكانت غلطة كبيرة. هذا الدستور سيء ولا يمنع عمل الاطفال ويفتح الباب لزواج القصر". لكن عنايات السيد مصطفى (متقاعدة) اكدت انها "قرأت نص الدستور وما تقوله المعارضة خاطىء. انه دستور جيد". اما محمد حمادة (55 عاما) الذي صوت في المقطم فاكد "انه واحد من اهم ايام تاريخ مصر. رايي احتفظ به لنفسي وارفض التصريح به". ويشمل الاستفتاء في المرحلة الاولى عشر محافظات هي القاهرةوالاسكندرية والدقهلية والغربية والشرقية واسيوط وسوهاج واسوان وشمال سيناء وجنوب سيناء. وتضم هذه المحافظات نحو 26 مليون ناخب مسجل. وتجري المرحلة الثانية من الاستفتاء السبت القادم وتشمل 17 محافظة تضم نحو 25 مليون ناخب مسجل. واستدعي 130 الف شرطي و120 الف جندي لتامين الاستفتاء وحماية مكاتب الاقتراع. وبدا الاقبال جيدا في الصباح في المكاتب التي زارها مراسلو وكالة فرانس برس خصوصا من النساء وكبار السن، رغم ما يعرف عن القاهرة عموما من ضعف الاقبال على التصويت.