اعرب رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي السبت عن ثقته بان المسؤولين السياسيين الايطاليين سيتحلون ب"الحكمة" ولن يدمروا الخطوات التي انجزتها حكومته في مجال النهوض بالمالية العامة. وعلق مونتي على هامش منتدى حول الحوكمة الاقتصادية في كان في جنوب شرق فرنسا بالقول "اني على قناعة بان حكمة السياسيين في ايطاليا من رجال ونساء ستغلب ايا كان لون الحكومة التي ستخلف حكومتي. انا على ثقة بانه لن يكون هناك اي نزعة لتدمير ما تمكنا من تحقيقه في مجال سلامة المالية العامة في ايطاليا". ولفت الى انه يبقى "عمل كثير ينبغي القيام به في مجال النمو" الاقتصادي في بلاده. وحكومة التكنوقراط الايطالية ضعفت بسبب خسارتها الاسبوع الماضي دعم حزب يمين الوسط في البرلمان بزعامة سيلفيو برلوسكوني الذي اعلن بعد ظهر السبت خوضه الانتخابات التشريعية. وقال مونتي "يمكننا ادارة هذا الوضع الذي يندرج في طبيعة الحياة الديموقراطية". وعرض امام مجموعة من المسؤوليين الماليين محصلة ايجابية لعمله على راس الحكومة. وذكر "قبل عام، كانت ايطاليا في وضع دقيق جدا لجهة المالية العامة والوضع المالي عموما". واضاف "عندما توليت السلطة قبل 13 شهرا كان هناك اهتمام اوروبي واميركي وعالمي بالوضع الايطالي لاننا كنا نمثل الحريق المحتمل الذي يمكن ان يشعل منطقة اليورو نهائيا". وقال مونتي ان "غالبية غريبة دفعت الى العمل طوال 13 شهرا ثلاثة احزاب كان يقاطع الواحد منها الاخر في الماضي" و"عرف الشعب والحكومة والبرلمان الايطالي كيف يخرجون من وضع خطير للغاية". واضاف مونتي "لقد اجرينا اصلاحات هيكلية لم يكن في وسع اي من الحزبين في يمين الوسط اجراؤها بشكل منفصل"، مشيرا الى "انتعاش مالي يضع ايطاليا على طريق محصلة متوازنة في مجال البنيات الهيكلية في 2013". وردا على سؤال حول احتمال تنظيم انتخابات مبكرة، اجاب ان تحديد الاستحقاقات الانتخابية يعود للرئيس الايطالي. من جهة اخرى، قال ماريو مونتي ان "الاتحاد الاوروبي (الذي سيتسلم جائزة نوبل للسلام الاثنين) عرف كيف يعيد السلام الى اوروبا عبر دمج الدول التي اعتادت التقاتل". لكن "هذا الخطر لا يزال قائما"، على حد تعبيره، حتى ولو "انه لن ياخذ شكل نزاع مسلح بين ليلة وضحاها". وحذر مونتي "نرى في اوروبا موجة من الشعبوية والقومية ورفض التنوع مخالفة لمفهوم التكامل الاوروبي".