اجج اعلان كوريا الشمالية عزمها على اطلاق صاروخ لوضع قمر اصطناعي في المدار بين 10 و22 كانون الاول/ديسمبر، التوتر القائم اصلا في هذه المنطقة، فسارعت واشنطن الى تحذير بيونغ يانغ من عواقب هذا العمل، وابدت سيول قلقها الشديد منه. فقد اعلنت وكالة الانباء المركزية الكورية السبت ان كوريا الشمالية تعتزم اطلاق صاروخ لوضع قمر اصطناعي في المدار بين 10 و22 كانون الاول/ديسمبر. وقال بيان وزعته وكالة الانباء الرسمية ان اللجنة الكورية للتكنولوجيا الفضائية اكدت انها تريد وضع قمر اصطناعي في المدار بعد التحليل الذي اجراه علماء لاخطاء ارتكبت خلال عملية الاطلاق الفاشلة لصاروخ في نيسان/ابريل. واضاف البيان ان "العلماء في اللجنة حللوا الاخطاء التي ارتكبت خلال عملية الاطلاق التي جرت في نيسان/ابريل وحسنوا دقة القمر والصاروخ الناقل له وانجزوا بذلك الاستعدادات لعملية الاطلاق". وتابعت اللجنة ان الصاروخ سيضع قمرا اصطناعيا للمراقبة الارضية في المدار. وسارعت وزارة الخارجية الاميركية الى تحذير كوريا الشمالية من مغبة اطلاق هذا الصاروخ ، معتبرة ان هذا الامر اذا ما حدث سيعتبر "استفزازا كبيرا". وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند في بيان ان "اطلاق قمر اصطناعي كوري شمالي سيعتبر عملا استفزازيا كبيرا يهدد السلام والامن في المنطقة" مضيفة ان "اي استخدام من قبل كوريا الشمالية لتكنولوجيا الصواريخ البالستية يعتبر خرقا مباشرا لقرارات مجلس الامن" الخاصة بكوريا الشمالية. واضاف بيان الخارجية الاميركية "ندعو كوريا الشمالية الى الالتزام تماما بواجباتها المرتبطة بقرارات مجلس الامن" محذرة ان الولاياتالمتحدة "تتشاور مع حلفائها في الاجراءات التي يمكن ان تتخذ". من جهتها اعربت كوريا الجنوبية عن مخاوفها من هذه الخطوة لجارتها الشمالية. وقالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية في بيان ان "الحكومة تعبر عن قلقها البالغ"، وتدين "عملا استفزازيا جدا" يتحدى قرارات الاممالمتحدة وقد تكون له انعكاسات كبيرة على الشمال المعزول اصلا. واكد بيان اللجنة الكورية الشمالية لتكنولوجيا الفضاء ان مهمة كانون الاول/ديسمبر "ستجري بتطابق كامل" مع المعاهدات الدولية حول اطلاق الاقمار الاصطناعية. من جهتها قررت اليابان التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع كوريا الشمالية، ارجاء محادثات لها مع هذا البلد كانت مقررة في مطلع كانون الاول/ديسمبر الجاري في بكين بين دبلوماسيين كبار من البلدين. ونقلت وكالة كيودو اليابانية للانباء عن رئيس الحكومة يوشيهيدو نودا قوله ان مشروع اطلاق الصاروخ "مؤسف للغاية" وفي حال حصوله فان "المجتمع الدولي ومن ضمنه اليابان سيرد على هذه الخطوة بحزم". وكان مجلس الامن الدولي حذر الخميس بيونغ يانغ من القيام بتجربة اطلاق صاروخ تبدو وشيكة كما تعتقد الاسرة الدولية. وقال رئيس المجلس السفير البرتغالي جوزيه فيليب مورياس كابرال للصحافيين "كلنا متفقون على اننا لا ننصح اطلاقا بالقيام بهذه التجربة". وردا على سؤال عن معلومات محددة حول اختبار اطلاق الصاروخ، صرح كابرال انه لا يرغب في كشف ما يقال داخل مجلس الامن. لكنه اضاف "هناك قلق من ذلك وهذا امر واضح". وكانت مجموعة "ساتلايت اوبيريتر ديجيتال غلوب اينك" نشرت مؤخرا صورا جديدة تشير الى نشاط متزايد في محطة اطلاق الصواريخ في موقع سوهاي في كوريا الشمالية، ما يشير الى احتمال اجراء اختبار جديد في الاسابيع الثلاثة المقبلة. وقالت "ديجيتال غلوب" ان نوع النشاط الذي رصد مطابق لاستعدادات سجلت في كوريا الشمالية قبل تجربتها الفاشلة لاطلاق صاروخ اونها-3 في نيسان/ابريل الماضي. وتحدث مسؤولون عسكريون كوريون جنوبيون ايضا عن تقارير استخباراتية تشير الى احتمال اطلاق صاروخ في كانون الاول/ديسمبر 2012 او كانون الثاني/يناير 2013. من جهتها، ذكرت مجموعة اميركية للدراسات الجمعة ان تحاليل لصور جديدة التقطت بالاقمار الاصطناعية تدل على استعدادات لتجربة اطلاق صاروخ اعتبارا من الاسبوع المقبل. وكتب نيك هانسن الخبير في تحليل الصور التي تلتقط بالاقمار الاصطناعية على موقع المعهد الاميركي الكوري لجامعة جون هوبكينز "اذا لم تكن بيونغ يانغ غيرت ممارساتها في الاستعداد لعملية الاطلاق، فيفترض ان تكون مستعدة لاطلاق صاروخ في نهاية الاسبوع الاول من كانون الاول/ديسمبر". واضاف ان قاطرات تستخدم في نقل الطبقتين الاولى والثانية من صاروخ اونها-3 متوقفة قرب مبنى كبير في موقع سوهاي، موضحا انه "مؤشر واضح على ان طبقات الصاروخ يجري فحصها قبل اقترابها من منصة الاطلاق". وتسعى كوريا الشمالية منذ عقود الى تطوير تقنية الصواريخ، لكن كل تجاربها لم تسفر عن نتائج كبيرة. وقامت في 2006 و2009 بتجربتين نوويتين فرض مجلس الامن الدولي على اثرهما عقوبات قاسية على بيونغ يانغ.