اثار اعلان كوريا الشمالية انها تعتزم اطلاق صاروخ لوضع قمر اصطناعي في المدار بين 10 و22 كانون الاول/ديسمبر، قلق جارتها الجنوبية بعد سبعة اشهر من تجربة فاشلة اعتبرها الغربيون اختبارا خفيا لصاروخ بعيد المدى يمكن تزويده بقدرات نووية. فقد اعلنت وكالة الانباء المركزية الكورية السبت ان كوريا الشمالية تعتزم اطلاق صاروخ لوضع قمر اصطناعي في المدار بين 10 و22 كانون الاول/ديسمبر. وقال بيان وزعته وكالة الانباء الرسمية ان اللجنة الكورية للتكنولوجيا الفضائية اكدت انها تريد وضع قمر اصطناعي في المدار بعد التحليل الذي اجراه علماء لاخطاء ارتكبت خلال عملية الاطلاق الفاشلة لصاروخ في نيسان/ابريل. واضاف البيان ان "العلماء في اللجنة حللوا الاخطاء التي ارتكبت خلال عملية الاطلاق التي جرت في نيسان/ابريل وحسنوا دقة القمر والصاروخ الناقل له وانجزوا بذلك الاستعدادات لعملية الاطلاق". وتابعت اللجنة ان الصاروخ سيضع قمرا اصطناعيا للمراقبة في المدار. واثار الاعلان التوتر مع كوريا الجنوبية التي تنظم انتخابات رئاسية في 19 كانون الاول/ديسمبر. وقالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية في بيان ان "الحكومة تعبر عن قلقها البالغ"، مدينة "عملا استفزازيا جدا" يتحدى قرارات الاممالمتحدة وقد تكون له انعكاسات كبيرة على الشمال المعزول اصلا. واكد بيان اللجنة الكورية الشمالية لتكنولوجيا الفضاء ان مهمة كانون الاول/ديسمبر "ستجري بتطابق كامل" مع المعاهدات الدولية حول اطلاق الاقمار الاصطناعية. لكن يتوقع ان يثير الاعلان قلق دول اخرى في المنطقة بينها اليابان. وكان مجلس الامن الدولي حذر الخميس بيونغ يانغ من القيام بتجربة اطلاق صاروخ تبدو وشيكة كما تعتقد الاسرة الدولية. وقال رئيس المجلس السفير البرتغالي جوزيه فيليب مورياس كابرال للصحافيين "كلنا متفقون على اننا لا ننصح اطلاقا بالقيام بهذه التجربة". وردا على سؤال عن معلومات محددة حول اختبار اطلاق الصاروخ، صرح كابرال انه لا يرغب في كشف ما يقال داخل مجلس الامن. لكنه اضاف "هناك قلق من ذلك وهذا امر واضح". وكانت مجموعة "ساتلايت اوبيريتر ديجيتالغلوب اينك" نشرت مؤخرا صورا جديدة تشير الى نشاط متزايد في محطة اطلاق الصواريخ في موقع سوهاي في كوريا الشمالية، ما يشير الى احتمال اجراء اختبار جديد في الاسابيع الثلاثة المقبلة. وقالت "ديجيتالغلوب" ان نوع النشاط الذي رصد مطابق لاستعدادات سجلت في كوريا الشمالية قبل تجربتها الفاشلة لاطلاق صاروخ اونها-3 في نيسان/ابريل الماضي. وتحدث مسؤولون عسكريون كوريون جنوبيون ايضا عن تقارير استخباراتية تشير الى احتمال اطلاق صاروخ في كانون الاول/ديسمبر او كانون الثاني/يناير. من جهتها، ذكرت مجموعة اميركية للدراسات الجمعة ان تحاليل لصور جديدة التقطت بالاقمار الصناعية تدل على استعدادات لتجربة اطلاق صاروخ اعتبارا من الاسبوع المقبل. وكتب نيك هانسن الخبير في تحليل الصور التي تلتقط بالاقمار الصناعية على موقع المعهد الاميركي الكوري لجامعة جون هوبكينز "اذا لم تكن بيونغ يانغ غيرت ممارساتها في الاستعداد لعملية الاطلاق، فيفترض ان تكون مستعدة لاطلاق صاروخ في نهاية الاسبوع الاول من كانون الاول/ديسمبر". واضاف ان قاطرات تستخدم في نقل الطبقتين الاولى والثانية من صاروخ اونها-3 متوقفة قرب مبنى كبير في موقع سوهاي، موضحا انه "مؤشر واضح على ان طبقات الصاروخ يجري فحصها قبل اقترابها من منصة الاطلاق". وتسعى كوريا الشمالية منذ عقود الى تطوير تقنية الصواريخ، لكن كل تجاربها لم تسفر عن نتائج كبيرة. وقامت في 2006 و2009 بتجربتين نوويتين فرض مجلس الامن الدولي على اثرهما عقوبات قاسية على بيونغ يانغ.