نجا زعيم حرب مهم باكستاني ارسل مقاتلين الى افغانستان المجاورة لمقاتلة القوات الاميركية ودول اخرى في حلف شمال الاطلسي، الخميس من عملية انتحارية اوقعت خمسة قتلى في المنطقة القبلية شمال غرب باكستان. وقالت مصادر امنية لوكالة فرانس برس ان انتحاريا على دراجة نارية فجر نفسه لدى مرور سيارة الملا نذير في وانا كبرى مدن منطقة وزيرستان الجنوبية القبلية التي تعد احد معاقل تنظيم القاعدة وحركة طالبان. وصرح مسؤول امني كبير ان حصيلة الضحايا بلغت حتى الآن "خمسة قتلى واحد عشر جريحا". وكانت حصيلة سابقة تحدثت عن سقوط قتيلين. وذكر مصدر امني ان "معظم القتلى والجرحى من حراس" الملا نذير. وتابع المصدر نفسه ان الملا نذير نجا من الهجوم لانه كان في سوق مجاور ولم يكن في سيارته عند وقوع الانفجار. واضاف مسؤول امني آخر ان التفجير تلاه تبادل لاطلاق النار. وتابع ان "السوق المحلي اغلق ونحاول الحصول على مزيد من المعلومات" حول ما جرى. واكد مسؤولون محليون وسكان في وانا ان عددا من المحلات التجارية تضررت في الانفجار. واصيب زعيم الحرب في الانفجار لكن المسؤولين لم يتفقوا على درجة خطورة اصابته. فقد قال بعضهم انها بالغة في حين نفى آخرون ذلك. وقال مسؤول امني انه "ليس في حالة خطر". والملا نذير هو اهم زعيم حرب مرتبط بحركة طالبان باكستان المتحالفة مع تنظيم القاعدة في وزيرستان الجنوبية، المنطقة الملاصقة لافغانستان والتي تعد معقلا لعدد من المجموعات الجهادية. وقد استهدفته الطائرات الاميركية بدون طيار مرارا وتمكنت من قتل افراد من محيطه. واطلقت طائرة اميركية بدون طيار الخميس صاروخين في حقل كان يتنقل فيه متمردون في جنوب وزيرستان، لكنهما لم يسببا اصابات. والملا نذير البالغ من العمر حوالى ثلاثين عاما حليف لقائد طالبان القوي حفيظ غل بهادور. وقد جعل الرجلان من وزيرستان الشمالية قاعدة خلفية لشن عمليات على قوات التحالف في افغانستان المجاورة. ويقيم الملا نذير علاقات معقدة مع حركة طالبان باكستان الجماعة التي تأسست في 2007 وتشن هجمات باستمرار على قوات الامن الباكستانية. وقد تبنت الشهر الماضي محاولة قتل الناشطة الشابة التي تدعو الى تعليم البنات ملالا يوسفزاي التي تعالج في احد مستشفيات بريطانيا. وقال سيف الله خام محسود مدير مركز الابحاث حول المناطق القبلية في اسلام اباد ان "الملا نذير لم يكن يوما عضوا في حركة طالبان باكستان"، لكنه اقام علاقات ظرفية معها. واكد رحيم الله يوسفزاي الصحافي الباكستاني المعروف المتخصص بالمناطق القبلية ايضا ان "الملا نذير ورجاله لا يقيمون علاقات طيبة مع طالبان باكستان (...) لان الملا نذير ابعد مقاتلين اوزبكيين من وزيرستان الجنوبية". وتابع يوسفزاي ان هؤلاء المقاتلين الاوزبكيين الناشطين في التمرد قاتلوا بعد ذلك قوات حلف شمال الاطلسي في افغانستان ثم لجأوا الى طالبان باكستان في وزيرستان. واشار الى ان رجال الملا نذير وعناصر طالبان باكستان جاؤوا من قبيلتين مختلفتين. ولم تتبن اي جهة الاعتداء على الملا نذير الذي يواجه اعداء كثيرين في معقله. وقال يوسفزاي ان رجال نذير سيحاولون الاقتصاص من مدبري الهجوم ما يمكن ان يؤدي الى معارك جديدة. واضاف "اعتقد ان الامر سيؤدي الى حمام دم".