اخمد رجال الاطفاء الاثنين حريقا جديدا شب في مصنع للنسيج في بنغلادش بينما تظاهر الاف العمال مطالبين بتحسين الظروف الامنية بعد مصرع 110 اشخاص في اسوأ حريق شهده قطاع النسيج في البلاد. ولم يوقع الحريق الجديد ضحايا بعد ان شب صباح الاثنين في دكا في مبنى من 12 طابقا ياوي اربعة شركات نسيج بعد اقل من 48 ساعة عن حريق هائل التهم مصنعا اخر قرب العاصمة. وصرح مساعد مفوض الشرطة في اقليم دكا نشار العريف لفرانس برس ان "اغلبية العمال كسروا شبابيك الطابق الاعلى وتمكنوا من الاحتماء في مكان آمن في البناية المجاورة". واوضح "لم يصب احد وقد اخمدنا الآن الحريق الذي اندلع في الطابق الاول حيث كان هناك ثياب بمادة الاكريليك السريعة الالتهاب". وتظاهر الالاف من عمال النسيج الاثنين مطالبين بتحسين شروط السلامة بعد الحريق الذي نشب مساء السبت لاسباب ما زالت مجهولة في مستودع في الطابق الارضي بمصنع تزرين فاشن على بعد ثلاثين كلم شمال دكا. وحاصرت السنة اللهب اكثر من الف شخص يعملون لشركات غربية مثل مجموع سي اند ايه الهولندية وكارفور الفرنسية وايكيا السويدية. وقضى الضحايا ال110 وبينهم العديد من النساء اختناقا او اثر اضطرارهم الى القفز من النوافذ من طوابق عالية وجرح نحو مئة اخرين. وقال قائد شرطة دكا حبيب الرحمن ان "عمال العديد من المصانع تركوا عملهم وانضموا الى التظاهرة. انهم يطالبون بمعاقبة اصحاب تزرين عقابا نموذجيا". وفتحت الشرطة تحقيقا بتهمة القتل غير العمد وتسعى التحقيقات التي اقترنت بتحقيقين حكوميين اخرين، الى تحديد مسؤوليات اصحاب المصانع. ووعد المسؤول في الشرطة المحلية بدر العالم قائلا "اننا لن نتسامح مع اي كان". ويتوقع ان تعلن رئيسة الوزراء الشيخة حسينة الثلاثاء يوم حداد وطني بينما ظلت عدة مصانع اخرى مغلقة الاثنين. ويفترض تشييع جنازة جماعية ل59 عاملا لم يتم التعرف على هوياتهم بسبب حروقهم، الاثنين في مقبرة عمومية جنوب دكا. وقال مفوض شرطة منطقة دكا يوسف هاروني "اننا نحتفظ بعينات من الحمض النووي للتعرف عن اقاربهم بهدف تعويضهم". وافاد موقع توبا غروب على الانترنت، الشركة الام لتزرين فاشن، ان المصنع يشغل 1630 شخصا وينتج ثيابا وملابس والمبنى يعد ستين جهاز رصد حرائق واكثر من مئتي مطفئة و18 انبوبا لمكافحة الحرائق. ويملك العديد من مصانع النسيج التي يخصص انتاجها الى التصدير، انظمة كهربائية تعاني من اعطال بينما تتهاون الى حد كبير في اجراءات السلامة. واعلنت جمعية الدفاع عن عمال النسيج كلين كلوذس كامباني ومقرها في امستردام ان 600 عامل على الاقل في هذا القطاع لقوا مصرعهم في حرائم في بنغلادش منذ 2003. ونددت اينيكي زلدنراست الناطقة باسم الجمعية بالشركات الاجنبية التي قالت انها "تعلم منذ سنوات ان العديد من المصانع التي تفضل العمل فيها كمائن قاتلة"، مؤكدة ان "عدم تحركها هو اهمال اجرامي". وتعتبر بنغلادش من اكبر بلدان انتاج النسيج في آسيا نظرا لانخفاض رواتب عمالها وكثرتهم. واصبحت البلاد ثاني بلد مصدر ملابس في العالم بمجموع 19 مليار دولار في 2011، ويمثل القطاع 80% من صادرات بنغلادش.