موسكو (رويترز) - انتقد رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف الذي كان يتحدث قبل زيارة لباريس يوم الاثنين دعم فرنسا للمعارضة السورية واتهم زعماء الاتحاد الاوروبي بعدم الحسم في التعامل مع الازمة الاقتصادية في المنطقة. وأصبحت فرنسا أول دولة أوروبية تعترف بائتلاف المعارضة الجديد في سوريا على انه الممثل الوحيد للشعب السوري وقالت يوم 13 نوفمبر تشرين الثاني أنها ستنظر في أمر تسليح المقاتلين المعارضين للرئيس بشار الاسد بمجرد ان يقوموا بتشكيل حكومة. وصرح ميدفيديف الذي ترك رئاسة روسيا في مايو ايار لاخلاء الطريق أمام تولي فلاديمير بوتين المنصب بأن مثل هذا القرار "غير مقبول". وقال ميدفيديف لصحفيين فرنسيين في مقابلة أجيز نشرها يوم الاثنين "الرغبة في تغيير نظام سياسي في دولة أخرى من خلال الاعتراف بقوة سياسية ما على أنها الممثل الرئيسي الوحيد صاحب السيادة لا يبدو لي أنه متحضر تماما." وكرر ميدفيديف تصريحات بوتين بأن روسيا تتخذ موقفا محايدا وأنها لا تسعى الى دعم الاسد وقال ان "روسيا لا تدعم نظام الاسد ولا المعارضة." واضاف "لكن ... المسألة هي مدى صواب ... ان تقرر دعم قوة سياسية أخرى اذا كانت القوة السياسية في مواجهة مباشرة مع الحكومة المعترف بها رسميا لبلد آخر. ومن وجهة نظر القانون الدولي يبدو لي ان هذا الامر غير مقبول تماما." ويوجد خلاف شديد بين روسياوفرنسا بشأن الصراع في سوريا الذي يقول ناشطون أنه قتل أكثر من 38 ألف شخص منذ بدء الاحتجاجات في مارس اذار 2011 . وانتقدت فرنسا ودول غربية اخرى روسيا لعرقلتها صدور ثلاثة قرارات في مجلس الامن التابع للامم المتحدة كانت تهدف الى الضغط على الاسد. ومن المقرر ان يلتقي ميدفيديف مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند ورئيس الوزراء جان مارك إيرو خلال زيارته التي تستمر يومين وهو أول اجتماع للجنة حكومية شكلت بين البلدين منذ تولي بوتين وأولوند الرئاسة في مايو ايار وتولي ميدفيديف وإيرو منصبيهما. وتعقد معظم الاجتماعات يوم الثلاثاء. وقال ميدفيديف ان روسيا التي تحتفظ بواحد وأربعين في المئة من احتياطياتها من الذهب والعملات باليورو تتابع عن كثب ادارة الازمة في الاتحاد الاوروبي الذي تتم معه نصف التجارة الخارجية لروسيا. وقال ميدفيديف "إننا نتابع بقلق لانه في بعض الاوقات يبدو لنا ان الشركاء الاوروبيين يفتقرون للطاقة والارادة في صنع القرار." كما اتهم ميدفيديف فرنسا باقامة حواجز ادارية امام المستثمرين الروس الذين ينظر اليهم عادة في الغرب بريبة بشأن مصدر أموالهم التي جمعت في برامج خصخصة مثيرة للجدل في التسعينات. وقال ميدفيديف "حان الوقت للاسترخاء وادراك ان معظم رجال الاعمال الروس هم أشخاص ملتزمون بالقانون ويحصلون على أموالهم بطريقة أمينة وان هذه الاموال يمكن ان تستثمر في أي أصول بما فيها الفرنسية." من جليب بريانسكي