باماكو (رويترز) - قال مسلحون إسلاميون ومتمردو الطوارق الانفصاليون ان اشتباكات مسلحة دارت بينهما يوم الاثنين للسيطرة على بلدة ميناكا في الصحراء في شمال مالي قرب الحدود مع النيجر. وجاء تجدد القتال في الوقت الذي يضع فيه الزعماء الافارقة اللمسات الاخيرة على خطة دولية للتدخل في مالي لاستعادة شمال البلاد من ايدي جماعات مسلحة. وقال موسى أج المتحدث باسم الحركة الوطنية لتحرير أزواد الساعية للاستقلال والمكونة من الطوارق والمقيم بفرنسا "بدأ القتال في وقت مبكر هذا الصباح وهو مستمر... لم نتخل عن ميناكا." وقال متحدث باسم جماعة اسلامية مرتبطة بالقاعدة تعرف باسم حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا (موجوا) إن مقاتليها سيطروا بالفعل على البلدة التي تبعد حوالي 100 كيلومتر عن حدود النيجر اثناء اشتباكات اسفرت عن سقوط الكثيرين من مقاتلي ازواد "بين قتيل او جريح او أسير." ولم يذكر اي جانب تفاصيل عن القتلى. وأعلنت الحركة الوطنية لتحرير أزواد عن اقامة وطن مستقل للطوارق في ابريل نيسان بعد ان دحر مقاتلوها القوات الحكومية في اعقاب انقلاب في مارس اذار لكنها فقدت السيطرة منذ ذلك الحين على المنطقة لتسقط في أيدي إسلاميين وشبكات للجريمة. ودارت اشتباكات بين المسلحين الاسلاميين ومتمردي الطوارق يوم الجمعة وكانت اول اشتباكات بينهما منذ عدة اشهر منذ ان طردت حركة التوحيد والجهاد مقاتلي الحركة الوطنية لتحرير أزواد من العاصمة الاقليمية جاو في يونيو حزيران. وسيسعى زعماء افارقة هذا الشهر للحصول على تفويض من الاممالمتحدة لارسال قوة من غرب افريقيا قوامها 4000 فرد إلى مالي للقيام بمهمة اعادة بناء الجيش والمساعدة في عمليات لاستعادة المناطق المحتلة في الصحراء. وأعطى وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي موافقتهم الأساسية يوم الاثنين على ارسال 250 مدربا عسكريا للمساعدة في تجهيز قوات مالي لتصبح لديها قدرات العمليات. لكن الاتحاد الاوروبي استبعد القيام باي دور قتالي شأنه في ذلك شأن الولاياتالمتحدةوفرنسا المستعمر السابق لمالي والاكثر حماسة بين الدول الغربية للعمل العسكري. ويتزايد القلق بين الزعماء الاوروبيين من ان تتحول مالي إلى نقطة انطلاق لهجمات يشنها متشددون قد تصل الي اوروبا. وقال مسؤول بالاتحاد الاوروبي ان فرنسا واسبانيا وايطاليا وبلجيكا أشارت إلى استعدادها للمشاركة في البعثة. وقال دبلوماسيون ان بريطانيا وألمانيا قد تشاركان ايضا رغم ان هذا سيعتمد على العثور على عدد كاف من الافراد الذين يتحدثون الفرنسية. وقال المسؤول بالاتحاد الاوروبي ان فنلندا وكندا -وهي دولة ليست عضوا بالاتحاد- ابديتا اهتماما ايضا. وجاء في بيان ان وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي طلبوا ان يتم الموافقة رسميا على الخطة اثناء القمة التي سيعقدها الاتحاد الاوروبي في 13 و14 ديسمبر كانون الأول. ومن المقرر ان يقود جيش مالي العملية العسكرية الدولية لكن العملية لن تكون جاهزة قبل مرور بعض الوقت في العام القادم. وحذرت حركة التوحيد والجهاد من ان أي تدخل من هذا النوع سيؤدي الى مستنقع على غرار المستنقع العراقي في الدولة الواقعة في غرب افريقيا. وتجري بوركينا فاسو -احد وسطاء غرب افريقيا- محادثات مع ممثلين من الحركة الوطنية لتحرير أزواد واعضاء من جماعة انصار الدين وهي جماعة اسلامية اخرى مرتبطة بالقاعدة تحتل اجزاء من شمال مالي في الوقت الذي تسعى فيه لفتح حوار مع بعض المتمردين. (إعداد حسن عمار للنشرة العربية-تحرير وجدي الالفي)