دبى - بدأت موازين القوة الاقتصادية الدولية في عصرنا الحالي ترجح لمصلحة دول الشرق أكثر فأكثر، الأمر الذي دفع بمنتجي البتروكيماويات في منطقة الخليج لاستكشاف الفرص المتاحة لزيادة طاقاتهم الإنتاجية، وتنويع قاعدة منتجاتهم ، بما يضمن تعظيم العوائد الاقتصادية لهذا القطاع ومساهمته المتنامية في الاقتصادات الخليجية ؛ هذا ما قاله الدكتور عبدالوهاب السعدون، الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا)، في حديثٍ له قبيل انطلاق فعاليات منتدى جيبكا السنوي السابع، التي تقام في دبي بين 27 و29 نوفمبر الجاري. وأشار الدكتور السعدون إلى النتائج الاستثنائية التي حققها المنتجون الخليجيون خلال العام 2011، ليس فقط من حيث حجم الإنتاج، الذي تجاوز عتبة ال120 مليون طن ليسجل زيادة بنسبة 13.5% مقارنة بالعام 2010، بل أيضاً من حيث حجم العائدات على المبيعات، التي شهدت نمواً بنسبة 29% من 58.4 مليار دولار للعام 2010 إلى 75.6 مليار دولار للعام 2011. ومع بدء العديد من المشاريع إنتاجها خلال السنوات القليلة القادمة، سيتمكن قطاع البتروكيماويات في دول مجلس التعاون الخليجي بكل تأكيد من ترسيخ مكانته كمركز ثقل في صناعة البتروكيماويات العالمية. واستطرد الأمين العام لجيبكا قائلاً: يعكس شعار ‘الحفاظ على القدرة التنافسية في ضوء تسارع المتغيرات العالمية' الذي يحمله منتدى جيبكا السنوي السابع بوضوح تام حجم التحديات التي يواجهها قطاع البتروكيماويات الإقليمي، الذي يعد المساهم الرئيسي في تحقيق النمو المستدام في منطقة الخليج، والفرص المتاحة أمامه. وأضاف: قد يؤثر الركود الاقتصادي الحالي الناجم عن الأزمة المالية الأوروبية والأوضاع الاقتصادية في الولاياتالمتحدة سلباً على منتجي البتروكيماويات المحليين والعالميين على حدٍ سواء بفعل انخفاض حجم العائدات. وبالرغم من الظروف الجيدة التي يعيشها القطاع في الشرق الأوسط، إلا أن الركود الاقتصادي العالمي مصدر للقلق بالنسبة للجميع دون استثناء، فهو قد يؤدي إلى ضعف الثقة في النمو المستقبلي للاقتصاد العالمي، مما يؤثر بالتالي على الطلب على المنتجات السلعية ومنها النفط والبتروكيماويات وبالتالي يؤدي إلى تراجع في أسعار هذه المنتجات . وتابع الدكتور السعدون حديثه قائلاً: نظراً لأن الطلب التاريخي على النفط والبتروكيماويات يتأثر بالعديد من العوامل المتغيرة متداخلة الأثر، مثل النمو الاقتصادي والسكاني، يأتي طرح شعار الحفاظ على القدرة التنافسية في ضوء تسارع المتغيرات العالمية‘ الذي تنعقد تحته فعاليات منتدى جيبكا السنوي لهذا العام كمحور رئيسي للحدث في الوقت المناسب، فيما تبقى قدرة المنتجين والمصدرين على المنافسة في مواجهة تداعيات ضعف نمو الاقتصاد العالمي الأولوية الأبرز بالنسبة لقطاع الهيدروكربونات في كافة الأوقات. وأردف الدكتور السعدون: لضمان نجاحنا مستقبلاً، يتوجب على جميع المساهمين في القطاع العمل معاً بشكل وثيق لتطوير الاستراتيجيات المبتكرة المتكاملة، التي تقود إلى تعزيز القدرة التنافسية وتوفير فرص العمل الجديدة التي تتطلب مستوىً رفيعاً من المهارات المهنية. وبهذا، يشكل منتدى جيبكا السنوي السابع مناسبة بالغة الأهمية لجميع المعنيين بالقطاع الحريصين على المساهمة في هذا الحوار الحيوي. وإلى جانب التوسع الكبير في القدرة الإنتاجية لقطاع البتروكيماويات المحلي، يعتمد المنتجون الخليجيون، من المملكة العربية السعودية والكويت وقطر وأبوظبي، استراتيجية النمو عبر الاستحواذ على الأصول في الأسواق الرئيسية. وفي هذا السياق، تقوم إمارة أبوظبي باتباع استراتيجية طموحة لتحقيق النمو العضوي من خلال التوسعات المستمرة والكبيرة في أبو ظبي إضافة إلى الإستحواذ على الشركات التي تمتلك تقنيات وأسواق بغية تعزيز مكانة قطاع المواد البلاستيكية من حيث محفظة منتجاته وقدرته على الاستفادة من أحدث التقنيات. ويتجسد هذا التوجه من خلال إستحواذ شركة الاستثمارات البترولية ( آيبك) في العام 2007 على شركة نوفا كيميكال الكندية في خطوة وسعت تواجد الشركة إلى أمريكا الشمالية، وتأتي مكملة لإستحواذها على 64% من أسهم شركة بوريالس الأوروبية الرائدة في صناعة البولي أولفينات. تشير التوقعات إلى مشاركة أكثر من 1,600 موفد من مختلف أرجاء المنطقة والعالم في فعاليات منتدى جيبكا السنوي السابع، الذي تقام فعالياته في مدينة جميرا بدبي.