انقرة/ جيلان بينار (تركيا) (رويترز) - قالت مفوضية الأممالمتحدة العليا لشؤون اللاجئين يوم الجمعة إن نحو تسعة آلاف لاجئ سوري فروا إلى تركيا خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية وذكرت وسائل إعلام تركية أن 26 ضابطا سوريا منشقا عن الجيش وصلوا إلى تركيا. ويعيش أكثر من 120 ألف لاجئ سوري مسجلين حاليا في مخيمات تركية. ويعيش عشرات الآلاف من السوريين غير المسجلين أيضا في بلدات وقرى حدودية تركية. وأثارت الدفعة الأحدث من اللاجئين إنزعاجا في تركيا التي تشعر بالقلق على نحو متزايد بخصوص قدرتها على التكيف مع هذه الأعداد الكبيرة من اللاجئين وتسعى منذ وقت طويل لإقامة منطقة آمنة محمية داخل سوريا لاستيعاب اللاجئين لكن مسعاها لم يكلل بالنجاح حتى الآن. وقد تدفعها هذه الموجة الأخيرة إلى مضاعفة جهودها لإقناع آخرين بالحاجة إلى تلك المنطقة العازلة وقد يشجع أنقرة على تسريع طلب كان من المقرر أن تتقدم به لحلف شمال الأطلسي لنشر صواريخ باتريوت على الحدود لحمايتها من امتداد العنف إلى أراضيها. ويمكن أن تأتي مثل هذه الخطوة في إطار فرض منطقة لحظر الطيران. وانتقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان مجلس الأمن الدولي مجددا يوم الجمعة. وقال خلال زيارة لاندونيسيا "هذا أمر غريب. هناك فظائع ترتكب حاليا في سوريا وهذه الفظائع يديرها زعيم دولة. ومع استمرار هذه الفظائع.. ما زالت الأممالمتحدة تلتزم الصمت تجاهها. "إلى متى سيستمر هذا؟ ومتى ستتحمل الدول دائمة العضوية في مجلس الامن المسؤولية؟ إننا ملزمون بالعمل معا لمواجهة هذا وإلا فلا يمكننا وصف هذا الكيان الدولي بالديمقراطي." ورغم أن تركيا قالت مرارا إنها لا ترغب في أن تتدخل عسكريا في سوريا إلا أنها تستدرج ببطء الى الصراع وتطلق قواتها النار الآن بشكل منتظم على القوات الموالية للرئيس بشار الأسد ردا على قذائف تطلق من سوريا. ووصف مسؤول بوزارة الخارجية التركية الدفعة الأحدث من اللاجئين بأنها تمثل "مبعث قلق" وقال إن تحقيقا أوليا أظهر أن تركيا قد لا يكون لديها قدرة كافية لاستضافة كل الوافدين الجدد ولكنها تحاول استيعابهم جميعا. وقالت مفوضية الأممالمتحدة العليا لشؤون اللاجئين إن ألف سوري فروا أيضا إلى لبنان وفر ألف آخرون إلى الأردن ليرتفع العدد الإجمالي للاجئين المسجلين أو الذين يحصلون على مساعدة في المنطقة إلى 408 آلاف. وذكرت وكالة الأناضول للأنباء أن نحو خمسة آلاف سوري عبروا الحدود إلى إقليم سنليورفا الليلة الماضية هربا من القتال بين المعارضة السورية والحكومة في بلدة راس العين على الجانب الاخر من الحدود. وكان مقاتلون سوريون ومصادر في المعارضة قالوا في وقت متأخر يوم الخميس إن مقاتلي الجيش السوري الحر سيطروا على راس العين وهي بلدة يسكنها مزيج من العرب والأكراد في محافظة الحسكة المنتجة للنفط في شمال شرق سوريا لكن وردت أنباء عن استمرار الاشتباكات في البلدة. وقال مراسل لرويترز من بلدة جيلان بينار التركية الحدودية الواقعة على الجهة الأخرى من الحدود قبالة راس العين إنه كان في مقدوره سماع صوت مستمر لنيران الأسلحة يأتي من البلدة السورية. وكان بالإمكان أيضا سماع صوت مقاتلي المعارضة وهم يكبرون بين وابل وآخر للرصاص. وذكرت وسائل إعلام تركية أن المدارس في جيلان بينار أغلقت لليوم الثاني على التوالي وأصيب مدنيان تركيان في البلدة يوم الخميس برصاصات طائشة أطلقت من راس العين. وأفادت الوكالة التركية بأن 26 ضابطا في الجيش السوري بينهم لواءان انشقوا وفروا إلى تركيا الليلة الماضية في أكبر انشقاق جماعي لعسكريين برتب كبيرة في صفوف الأسد منذ شهور. والضباط هم لواءان و11 عقيدا وضابطان برتبة مقدم واثنان برتبة رائد وأربعة برتبة نقيب وخمسة برتبة ملازم وإنهم عبروا إلى اقليم هاتاي الحدودي مع اسرهم وعدد آخر من الجنود وهو ما شكل اجمالا 71 شخصا. وتم نقل المجموعة إلى مخيم أبايدين بإقليم هاتاي حيث تأوي تركيا ضباطا آخرين انشقوا عن جيش الأسد. وكان انشقاق ضباط كبار وفرارهم إلى تركيا يحدث بشكل شبه يومي خلال شهور الصيف لكنه تباطأ بعد ذلك. والعلاقات بين سوريا وتركيا اللتين كانتا حليفين وثيقين في السابق عند أدنى مستوياتها منذ تفجر الانتفاضة على الأسد العام الماضي. وأكد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو يوم الجمعة مجددا أن صواريخ باتريوت التي تطلب بلاده من حلف الأطلسي أن ينشرها على أراضيها جزء من مباحثات جارية حول خطط طوارئ داخل الحلف لكنه قال إن أنقرة لم تقدم إلى الآن طلبا رسميا للحلف بهذا الشأن. وتشعر تركيا بقلق متزايد على أمنها عند الحدود مع سوريا واستدعت حلف الأطلسي مرتين هذا العام قائلة إن حماية حدودها واجب على حلف الأطلسي. وقالت رئاسة أركان الجيش التركي إن قوات الجيش سترد "بمزيد من القوة" إذا استمر سقوط القذائف على تركيا. (إعداد أشرف راضي للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)