قال الرئيس السوري بشار الأسد في حديث تلفزيوني نشرت مقتطفات منه على الإنترنت يوم الخميس إنه لا يتوقع أن يقدم الغرب على التدخل العسكري في سوريا، محذرا من أن تكلفة تلك الخطوة أكبر من أن يتحملها العالم. وقال الأسد في حديث خاص لقناة (روسيا اليوم) ''أعتقد ان كلفة الغزو الاجنبي لسوريا لو حدث ستكون اكبر من ان يستطيع العالم باسره تحملها لانه اذا كانت هناك مشاكل في سوريا... فان ذلك سيكون له ا ثر الدومينو الذي سيؤثر على العالم من المحيط الاطلسي الى المحيط الهادي.'' وأضاف في الحديث الذي أجري باللغة الانجليزية ونشرت مقتطفات منه بالعربية على موقع القناة على الإنترنت ''لا اعتقد ان الغرب يمضي في هذا الاتجاه لكنه اذا فعل فلن يكون بوسع أحد أن يتنبأ بما سيحدث بعد ذلك.'' ولم يتضح متى اجريت المقابلة مع الاسد لكن المحطة قالت انها ستبثها كاملة يوم الجمعة. وقال الأسد الذي يقاتل لاخماد انتفاضة ضد حكمه منذ 19 شهرا إن عليه أن ''يعيش ويموت في سوريا'' فيما بدا انه رفض لفكرة الخروج الآمن التي يمكن ان تشكل احدى الطرق لإنهاء الصراع في البلاد. وقال ''أنا لست دمية ولم يصنعني الغرب كي أذهب الى الغرب او الى أي بلد آخر . انا سوري انا من صنع سوريا وعلي ان أعيش وأموت في سوريا. تطورات ميدانية وعلى صعيد التطورات الميدانية، قتل 26 عنصرا على الاقل من القوات النظامية السورية والمقاتلين المعارضين الخميس في اشتباكات دارت بين الطرفين قرب مركز حدودي مع تركيا في شمال شرق سوريا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ''قتل على الاقل 10 مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة و16 عنصرا من القوات النظامية جراء اشتباكات في بلدة رأس العين'' ذات الغالبية الكردية في محافظة الحسكة. واشار عبد الرحمن الى ان المئات من المقاتلين المعارضين دخلوا الى البلدة منذ فجر اليوم من محورين، احدهما غرب القرية ''قادمين مباشرة من الاراضي التركية عبر بوابة حدودية غير رسمية''، والجزء الآخر من قرية تحيط بجنوب البلدة. واوضح ان الاشتباكات ما زالت مستمرة في شكل متقطع ''بين المقاتلين المعارضين الموجودين في المناطق الجنوبية والجنوبية الغربية، والقوات النظامية الموجودة في الوسط. من جهة أخرى، افاد التلفزيون الرسمي السوري في شريط عاجل ان ''وحدة من قواتنا المسلحة تقضي على عشرات الارهابيين في منطقة رأس العين في الحسكة، فيما لاذ الآخرون بالفرار خارج الحدود التي قدموا منها''. لجان التنسيق المحلية قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن قوات الأمن والجيش قتلت 40 شخصا أغلبهم في ريف دمشق. وأفاد نشطاء المعارضة بأن اشتباكات عنيفة دارت في حلب بين الجيش السوري النظامي والجيش الحر. وبث النشطاء صورا تظهر الطيران الحربي وهو يقصف أحياء في دير الزور. وأفاد نشطاء المعارضة بأن مروحيات عسكرية ألقت قنابل عنقودية على أحياء في حمص بعد قصفها بالدبابات. بينما قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية، سانا، إن قوات الجيش تقاتل من وصفتهم بالارهابيين المسلحين في عدة مناطق في البلاد. من ناحية أخرى أصيب تركيان بجروح في بلدة جيلان بينار القريبة من الحدود التركية السورية إثر إصابتهما بشظايا رصاص قادم من الجانب السوري الذي يشهد معارك عنيفة بين الجيشين النظامي والوسري الحر. وقال مراسل بي بي سي في اسطنبول، ناصر سنكي، إن أحد الجرحى السوريين الذي نُقلوا إلى جيلان بينار قد توفي متأثرا بجراحه. ويضيف المراسل إن بلدة جيلان بينار التركية تشهد حالة استنفار أمني وقد أُغلقت المدارس فيها، بينما نصحت السلطات المواطنين بالتزام منازلهم. الطائرة الارمنية وعلى صعيد ذي صلة، غادرت طائرة الشحن الأرمينية مطار مدينة أرض روم التركية بعد أن خضعت للتفتيش لمدة خمس ساعات، متوجهة الى سوريا. وقالت مصادر في سلطات أمن المطار إن الطائرة كانت تحمل على متنها 15 طنا من المواد الغذائية وكانت متوجهة إلى مدينة حلب السورية. وأضافت تلك المصادر أن هبوط الطائرة الأرمينية جاء وفق اتفاق مسبق مع السلطات الأرمينية التي كانت قد تقدمت بطلب يوم الثلاثاء للحكومة التركية للسماح لطائرتها بالعبور من أجوائها إلى سوريا. وقد سمح للطائرة الأرمنية بمغادرة تركيا واستكمال رحلتها بعد أن لم يجد المفتشون سوى المواد الغذائية المذكورة في الطلب الأرميني، وكان على متن الطائرة 9 أشخاص هم طاقم الطائرة. وهذه هي المرة الثانية التي تقوم فيها أنقرة بهذا الاجراء خلال شهر لمنع استغلال مجالها الجوي في إمداد الجيش السوري. وكانت تركيا امرت اواسط الشهر الماضي طائرة ارمنية بالهبوط على اراضيها لاشتباهها في انها محملة بذخائر عسكرية، الا انها سمحت لها باستكمال طريقها الى أرمينا بعدما تبين انها تقل مساعدات انسانية الى سورية. وتأتي هذه الاجراءات وسط توتر متنامي في العلاقات بين سوريا وتركيا بسبب الانتفاضة ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد وحكومته. وكانت السطات التركية قد منعت الطائرات السورية من دخول مجالها الجوي في أكتوبر/ تشرين الأول بعدما قالت إنها عثرت على ذخيرة روسية يعتقد أنها كانت في طريقها للجيش السوري على متن طائرة سورية. صواريخ باترويت من جهة أخرى صرح مسؤول رفيع في وزارة الخارجية التركية يوم الأربعاء بأن بلاده ستطلب قريبا من حلف شمال الأطلسي ''ناتو'' نشر بطاريات صواريخ باتريوت على امتداد حدودها مع سوريا. وقال المسؤول التركي لرويترز إن تركيا تواجه خطر التعرض لهجمات صاروخية من سوريا، مؤكدا حق بلاده في اتخاذ الخطوات الضرورية لحماية أراضيها. وأضاف بأن ''نشر هذه الصواريخ كرد على التهديدات الصاروخية هو إجراء روتيني في الناتو''، وأوضح أن ذلك حدث خلال حرب الخليج الثانية، من خلال استخدام الأراضي التركية في نشر صواريخ دول الحلف. وقال متحدث باسم الناتو في بروكسل إن الحلف لم يتلقَ طلبا من تركيا بهذا الخصوص، وأضاف أن الحلفاء سوف يناقشون أي طلب يقدم إليهم في هذا الشأن.