دعا رئيس منطقة كردستان العراق مسعود البرزاني الاكراد في سوريا إلى "عدم فسح المجال أمام اشعال الفتنة" وحثهم على وحدة الصف. ويرى الاكراد السوريون ان المعارك المحتدمة في بلادهم فرصة غير مسبوقة لكسب حريات كتلك التي ينعم بها اكراد العراق في منطقة شبه مستقلة. ويخشى من تفاقم الخلافات بين المجلس الوطني الكردي وجماعة كردية سورية أخرى هي حزب الوحدة الديمقراطي وتحولها لنزاع داخلي بين الاكراد مما يزيد تأجيج الموقف في سوريا. وفي وقت سابق من العام جمع البرزاني بين الفصيلين وشكلا مجلسا مشتركا يمثل جبهة موحدة لمصالح الاكراد ولكن الاتفاق لم يحقق نجاحا على الارض في سوريا حيث الوجود الاقوي لحزب الوحدة الديمقراطي. كما ان الحزب متحالف مع حزب العمال الكردستاني الذي يقاتل الجيش التركي منذ 28 عاما ويثير تواجده القوي في شمال شرق سوريا قلق انقرة بشأن احتمال وجود ملاذ امن للحزب الكردستاني قرب حدودها. وفي الاونة الاخيرة اتهم المجلس الوطني الكردي ميليشيا حزب الوحدة المعروفة بوحدات الحماية الشعبية بخطف عضو بالمكتب السياسي بالمجلس وهو ما نفاه حزب الوحدة. ونقل عن البرزاني قوله في بيان نشر على موقع حكومة كردستان على الانترنت باللغة العربية "نطالبهم باطلاق سراح الموقوفين والمعتقلين لدى جميع الاطراف والحفاظ على وحدة الصف وعدم فسح المجال أمام اشعال الفتنة." وحث البرزاني الاكراد السوريين على التعاون و"الاخذ بعين الاعتبار الاهداف والمصالح العليا للشعب". وشكل المجلس الوطني اكثر من 12 حزبا كرديا صغيرا بمباركة البرزاني وهو يلقى قبولا عاما من التيار السياسي الاساسي على عكس حزب الوحدة الديمقراطي الذي ترى تركيا انه مرتبط بحزب العمال الكردستاني. كما يعتقد المسؤولون الأتراك ان الرئيس السوري بشار الاسد اتاح لحزب الوحدة الاستيلاء على بلدات في المنطقة الكردية ردا على مساندة انقرة للمعارضة المسلحة في البلاد. وثمة انقسام بين الاحزاب الكردية السورية بشأن شكل الحكم الذاتي الذي تريده بعد سقوط الأسد. ووجود دولة كردية على ارض الواقع في سوريا يقوي شوكة الاقلية الكردية في تركيا وإيران كما يعزز موقف كردستان العراق في خلافاتها مع الحكومة المركزية في بغداد بشأن حقوق النفط. (إعداد هالة قنديل للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)