دانت كل من الاممالمتحدة ومنظمة العفو الدولية قيام مقاتلي قوات المعارضة بتنفيذ ما يعتقد انها اعدامات ميدانية لجنود تابعين للقوات الحكومية. واظهر شريط فيديو بث الخميس على موقع يوتيوب الالكتروني قيام مقاتلين معارضين بتصفية جنود نظاميين اسروهم بعد هجمات على ثلاثة حواجز في محيط مدينة سراقب في محافظة إدلب في شمال غرب البلاد. واثارت العملية انتقادات من منظمات حقوقية دولية والاممالمتحدة. وأعتبرت المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة الجمعة أن قتل الجنود بهذه الطريقة جريمة حرب على الارجح . من جهة أخرى، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن حصيلة القتلى جراء الاشتباكات في أنحاء سوريا بلغت 150 شخصا. وكانت وكالة رويترز للانباء قالت إن مسلحي المعارضة قتلوا ثمانية وعشرين جنديا يوم الخميس في هجمات على ثلاث نقاط تفتيش حول بلدة سراقب على بعد اربعين كيلومترا جنوبي حلب وسط انباء عن سقوط البلدة في أيدي مسلحي المعارضة. وبشأن التسجيل الأخير، قال روبرت كولفيل المتحدث باسم مكتب الأممالمتحدة لحقوق الانسان في بيان صحفي على غرار تسجيلات الفيديو الأخرى من هذا النوع فإن من الصعب التحقق من صحة الأمر على الفور على صعيد الموقع ومن هم المتورطون. يجب أن نفحص هذا بعناية. سيتم فحص الأمر بعناية. واستطرد قائلا لكن المزاعم تفيد بأن هؤلاء كانوا جنودا لم يعودوا مقاتلين. وبالتالي فإن في هذه المرحلة يرجح بشدة فيما يبدو أن تكون هذه جريمة حرب أخرى. وأظهرت لقطات الفيديو ان البعض اطلق عليه الرصاص بعد ان استسلم. وعاملهم مقاتلو المعارضة بقسوة وقاموا بسبهم قبل ان يطلقوا عليهم الرصاص مرة تلو الاخرى وهم راقدون على الارض. من جانبه حض المجلس الوطني السوري مقاتلي المعارضة على محاسبة كل من ينتهك حقوق الانسان، غداة اقدام مقاتلين على تنفيذ اعدام ميداني في حق جنود نظاميين اسروهم في شمال البلاد. وقال رئيس لجنة حقوق الانسان في المجلس رديف مصطفى لوكالة فرانس برس ردا على سؤال يتعلق بمقتل جنود على أيدي مقاتلين معارضين نحض الجيش السوري الحر والحراك الثوري على الارض على محاسبة كل من ينتهك حقوق الانسان . واشار مصطفى الى ان المطلوب من المجتمع الدولي والمجلس الوطني والجيش الحر اتخاذ اجراءات لحل ظاهرة ارتكاب الانتهاكات ، مشددا على أن المجلس الوطني هيئة سياسية لذا لا قدرة له على محاسبة أحد، لكنه يدعو الجيش السوري الحر إلى أن يؤسس آليات للمراقبة والمحاسبة . واوضح أن اي قتل خارج القانون هو ممارسة شبيهم بما يرتكبه النظام. وفي غضون ذلك واصلت قوات الحكومة طلعاتها الجوية قرب دمشق وريفها. يذكر أن الجيش السوري النظامي قد كثف من استخدامه الطائرات في الآونة الأخيرة خصوصا عندما تعجز القوات البرية عن إخراج قوات المعارضة من المواقع التي تحتلها. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن حصيلة القتلى جراء الاشتباكات في أنحاء سوريا بلغت بصورة إجمالية 150 شخصا. وأوضح المرصد أن من بين القتلى أكثر من 70 جنديا حكوميا، و43 مدنيا و38 من مسلحي المعارضة. ولم يتسن التحقق من هذه الإحصاءات بصورة مستقلة. وافاد مراسل بي بي سي عربي في دمشق عساف عبود باصابة 8 اشخاص في انفجارين متلاحقين بعبوتين ناسفتين قرب بناء العيادات الشاملة التابعة لوزارة الصحة في حي الزاهرة الجديدة جنوبي دمشق. وادى الانفجارين إلى ايقاع أضرار مادية كبيرة في المبنى وقد هرعت سيارات الاسعاف الاطفاء الى المنطقة. في غضون ذلك انسحبت القوات النظامية السورية فجر الجمعة من محيط بلدة سراقب في شمال غربي البلاد التي يسيطر عليها المسلحون المعارضون والواقعة على تقاطع طريقين رئيسين، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد انسحبت القوات النظامية من حاجز الويس العسكري الواقع شمال غربي بلدة سراقب الذي يعد آخر حاجز للقوات النظامية في محيط البلدة ، مشيرا الى انها تقع في محافظة إدلب ومحيطها يعتبران الان خارج سيطرة النظام بشكل كامل . واوضح مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس، ان نحو 25 كيلومترا في محيط المدينة بات خاليا من اي وجود للقوات النظامية التي انسحبت فجر اليوم من دون ان تعرف وجهتها . واشار عبد الرحمن الى ان هذه المدينة الواقعة على الطريق بين دمشق وحلب، من جهة، وحلب ومدينة اللاذقية الساحلية باتت الوحيدة في شمال البلاد التي لا وجود نهائيا للقوات النظامية في داخلها او محيطها . من جهة أخرى، قالت المعارضة السورية أنها استطاعت توثيق مقتل قرابة مئة وخمسين شخصا برصاص القوات الحكومية يوم الخميس في مناطق عدة في سوريا. على الصعيد السياسي أعلنت جامعة الدول العربية، أن لقاء ثلاثياً يضم الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربى، ووزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف والأخضر الإبراهيمى المبعوث الأممى العربى المشترك الخاص بسوريا، سيعقد مساء الأحد المقبل لبحث مستجدات الأوضاع على الساحة السورية. يأتى عقد اللقاء فى أعقاب فشل الهدنة بين الجيش السورى والجيش الحر خلال أيام عيد الأضحى المبارك، وعلى خلفية التطورات الخطيرة الجارية على الأرض حالياً فى سوريا. وكان السفير أحمد بن حلى، نائب الأمين العام للجامعة العربية، أكد فى وقت سابق، استمرار الجهد والتحركات الدبلوماسية التى تجريها الجامعة العربية للتعامل مع الوضع فى سوريا. ووصف ابن حلى الأوضاع الحالية فى سوريا بأنها غير مقبولة وأنها دخلت مرحلة النفق المظلم ونسعى إلى إيجاد مخرج من هذا النفق.