تعاني المباني والمساجد الأثرية في مقديشو، التي يرجع تاريخ بناء بعضها إلي اكثر من ثمانية قرون، إهمالا شديدا يهدد بانهيارها. وتضم هذه المباني مساجد قصور لسلاطين وملوك حكموا مقديشو خلال القرون الماضية. وكان الرحالة العربي ابن بطوطة الذي زار مقديشو في بداية القرن الثالث عشر الميلادي واعجب بمبانيها آنذاك ، قد وصف مقديشو بانها حاضرة الساحل الإفريقي. ويختلف المؤرخون في تاريخ إنشاء مدينة مقديشو، لكن الروايات التاريخية تشير الي أنها أصبحت مركزا سياسيا وتجاريا في شرق أفريقيا، منذ عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان في منتصف القرن السابع الميلادي. ويعد جامع حمروين الذي بناه الشيرازيون المنحدرون من بلاد فارس خلال فترة حكمهم لمقديشو في القرن الثالث عشر الميلادي، المعلم الأبرز في العاصمة الذي احتفظ بهيئته الأصلية، بالرغم مما عاناه من اهمال وشهده من احداث مرت بها مقديشو طوال القرون الماضية ويقول أويس علي بولاي المشرف على جامع حمروين إن الجامع التارخي يحتاج الي عملية ترميم كبيرة. وتقول الكتابات المنقوشة على لوحة المئذنة بأنها بنيت في محرم سنة ستمائة وست وثلاثين للهجرة اي في العام الف ومائتين واثنين وثلاثين الميلادي، لكن المشرف علي الجامع يقول إن المسجد بني قبل ذلك بكثير. ويقول محمد خيرو مدير عام وزارة الأوقاف الصومالية المعنية بالحفاظ علي الآثار الإسلامية في مقديشو بأنها وضعت خططا لترميم هذه المعالم لكنها لا تزال تفتقر الى التمويل المناسب، ويضيف خيرو إن وزارة الأوقاف الصومالية ، كانت منذ عهد قريب وهي تحاول إعادة الحياة الى هذه المساجد بترميمها وتجديدها، والحفاظ على عمارتها القديمة، وذلك بالتعاون مع بعض الدول الشقيقة والمنظمات المهتمة فهذا تاريخنا ويجب أن نحفظه كما وصل إلينا. وتضم المنطقة التي يقع بها جامع حمروين، مساجد ومنازل وقصورا تعود للسلاطين والملوك الذين حكموا مقديشو في القرون الماضية، تعرضت هي الأخرى للتدمير بسبب الإهمال أو بسبب الحرب، ويحدثنا عنها حاج بوبي ابّا علي أحد المعمرين الذي يقطن الحي القديم في مقديشو قائلا لا يوجد اهتمام بالآثار والحفاظ عليها منذ سقوط الحكومة المركزية قبل عشرين عاما، الناس هنا مشغولة بهمومها اليومية، والحرب دمرت الكثير. الرحالة العربي ابن بطوطة الذي زار مقديشو في بداية القرن الثالث عشر الميلادي، وصف العاصمة الصومالية بأنها مدينة متناهية في الكبر، وتحدث عن سلاطينها وفقهائها وعمارتها. حضارة، يتحّسر البعض هنا على اندثارها مع مرور العصور. ويقول علماء الآثار بأن مقديشو القديمة تواجه خطر الاندثار، محذرين بأن معالم تاريخية كثيرة في المدينة تندثر شيئا فشيئا. بعضها طمرت تحت الأض، وبعضها الاخر لا تجد من ينقذها من عوامل الزمن.