اقتحمت القوات النظامية السورية الثلاثاء حي الخالدية في حمص (وسط)، بحسب ما ذكر التلفزيون السوري الرسمي، بينما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن سيطرة المقاتلين المعارضين على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في ادلب (شمال غرب). وكان المرصد ذكر ان العشرات قتلوا في هجوم انتحاري مزدوج استهدف ليل الاثنين الفرع الرئيسي للمخابرات الجوية في حرستا في ريف دمشق، بينما ارتفعت حصيلة اعمال العنف في مناطق سورية مختلفة الثلاثاء الى 72 قتيلا. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان القوات النظامية "انسحبت من كل الحواجز الواقعة في مدينة معرة النعمان التي سيطر عليها الثوار، باستثناء حاجز واحد عند احد المداخل"، مشيرا الى الاهمية الاستراتيجية للمدينة التي تمر بها حكما "كل تعزيزات النظام في طريقها الى حلب". وجاء ذلك بعد معارك استمرت 48 ساعة. وقال التلفزيون السوري ان القوات السورية المسلحة "الباسلة بسطت الامن في اجزاء كبيرة من حي الخالدية في حمص وتلاحق فلول الارهابيين في ما تبقى منه". ويعد هذا الحي احد ابرز معاقل المقاتلين المعارضين. من جهته افاد المرصد ان القوات النظامية تتقدم في الحي الذي تدور حوله معارك منذ اشهر طويلة، "لكنها لم تتمكن من الوصول الى وسطه". وقال الناشط ابو بلال الحمصي الموجود في حمص القديمة، عبر سكايب لوكالة فرانس برس ان الجيش النظامي "اقتحم جزءا من حي الخالدية ولم يقتحم الحي بشكل كامل".اضاف "هناك 800 عائلة محاصرة في حمص وسوف تحدث مجزرة لم تشهدها الثورة ان تم الاقتحام الكامل". وكان الحي تعرض للقصف بالطيران الحربي للمرة الاولى الجمعة. وابلغ مصدر عسكري سوري فرانس برس الاحد ان القوات النظامية بدأت حملة للسيطرة على معاقل المقاتلين المعارضين في حمص وريفها، وتأمل في انهائها قبل نهاية الاسبوع الجاري. وادت اعمال العنف الى مقتل 72 شخصا الثلاثاء هم 20 مدنيا و24 مقاتلا معارضا و28 جنديا نظاميا. في حلب، كبرى مدن الشمال، افاد المرصد عن تعرض حيي طريق الباب والشعار في شرق المدينة للقصف من القوات النظامية. كما تدور اشتباكات بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية في محيط حي الصاخور (شرق) والحمدانية (جنوب غرب). ونقل مراسل فرانس برس عن ابو محمد، احد سكان حي الشيخ مقصود (شمال)، قوله ان قذيفتين سقطتا على شركة خاصة لجمع القمامة "وادتا الى قتل عاملين وجرح اربعة اسعفهم أهل الحي بسياراتهم الخاصة وهم في حالة خطرة". وتسيطر اللجان الشعبية الكردية على الحي ذات الغالبية الكردية في ظل غياب للقوات النظامية او المقاتلين المعارضين. لكن ابو محمد اشار الى انه "منذ محاولة الجيش الحر دخول الحي وصدهم من قبل اللجان الشعبية، يشهد الحي سقوط قذائف بشكل شبه يومي". في ريف دمشق، افاد المرصد عن مقتل "عشرات الاشخاص في الهجوم الذي استهدف فرع المخابرات الجوية في مدينة حرستا" الاثنين، مشيرا الى ان "مصير مئات السجناء المعتقلين في اقبية الفرع ما زال مجهولا". واوضح ان الفرع المذكور "هو اكبر مركز اعتقال في ريف دمشق"، مبديا خشيته على مصير المعتقلين. وكان المرصد افاد ان انفجارين استهدفا ليل الاثنين "الرحبة 411 (وهي مركز صيانة للآليات العسكرية) وفرع المخابرات الجوية الواقع على اطراف مدينة دمشق ومداخل مدينة حرستا"، تلتهما "اشتباكات استمرت حتى الساعة الاولى بعد منتصف الليل". وتبنت "جبهة النصرة" الاسلامية المتطرفة الهجوم الذي نفذه انتحاريان بسيارتين مفخختين احداهما سيارة اسعاف، وتلاه قصف الفرع بقذائف الهاون، بحسب بيان نشر على صفحتها على موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي. لكن مصدرا في اجهزة الامن السورية نفى لفرانس برس هذه الرواية، موضحا ان الحراس اطلقوا النار على السيارة الاولى التي انفجرت قبل ان تدخل المحيط المحصن للفرع، اما الثانية فاعترضت واوقف سائقها. واعتبر المصدر ان ما جرى "كان اشارة الى هجوم كبير الحجم من قبل الارهابيين الذين كانوا يريدون السيطرة على الفرع، لكن بعد خمس ساعات من الاشتباكات تم صدهم". وسبق للجبهة ان تبنت عددا من الهجمات التي استهدفت في مجملها مراكز امنية وتجمعات للقوات النظامية، آخرها تفجيرات الاربعاء في حلب اودت بحياة 48 شخصا غالبيتهم من هذه القوات.