قال وزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك إنه ينبغي على اسرائيل الانسحاب من جانب واحد من معظم اراضي الضفة الغربية في حال فشل مفاوضات السلام مع الفلسطينيين. وقال باراك في مقابلة صحفية اجرتها معه صحيفة اسرائيل هايوم إن من شأن تنفيذ هذا الانسحاب ازالة العشرات من المستوطنات اليهودية التي شيدت في الاراضي المحتلة، ولكنه اكد ان الكتل الاستيطانية الرئيسية ستضم الى اسرائيل، كما ستحتفظ الدولة العبرية بوجود عسكري في غور الاردن لفصل المناطق الفلسطينية عن الاردن. وكانت مفاوضات السلام بين الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني قد تعطلت عام 2010، حيث يرفض الفلسطينيون التفاوض ما لم توقف اسرائيل نشاطاتها الاستيطانية في الضفة الغربيةالمحتلة. ويقيم اكثر من نصف مليون يهودي في اكثر من 100 مستوطنة اقيمت منذ احتلال الضفة الغربية والقدس الشرقية في حرب حزيران / يونيو 1967. وتعتبر هذه المستوطانت غير شرعية من وجهة نظر القانون الدولي، ولكن اسرائيل تطعن في ذلك وتقول إن الاراضي المحتلة هي اراض متنازع عليها ينبغي التوصل الى حل بموجبها بالتفاوض. وقال باراك إنه بينما يعتبر التوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين الحل الامثل، فإن على اسرائيل اتخاذ الخطوات العملية الكفيلة ببدء عملية للفصل بين الطرفين بعد ان اخفق الطرفان في استئناف التفاوض. وقال وزير الدفاع الاسرائيلي إن الخطة التي طرحها والهادفة الى الانسحاب الاحادي الجانب من الضفة الغربية تتضمن ازالة العشرات من المستوطنات المعزولة والبؤر الاستيطانية، ولكنها تتضمن ايضا ضم مستوطنات اتزيون ومعاله ادوميم واريل التي يقيم فيها 80 الى 90 بالمئة من المستوطنين. وقال سيكون انجازا عظيما لو تمكننا من الاحتفاظ بهذه المستوطنات وضمها الى اسرائيل. اما بقية المستوطنين، فسيمنحون حوافز مادية لتشجيعهم على الرحيل او سيسمح لهم بالبقاء في مستوطناتهم تحت السيطرة الفلسطينية لفترة اختبارية قد تمتد الى خمس سنوات. كما ستحتفظ اسرائيل بموجب مقترح باراك بالمناطق الحساسة من الناحية العسكرية، كالتلال المشرفة على مطار بن غوريون بتل ابيب وغور الاردن. وقال لقد حان الوقت للتوصل الى قرارات مبنية ليس على الايديولوجيا والغرائز بل على قراءة واقعية للحقائق كما هي على الارض. الا ان احد مستشارا للرئيس الفلسطيني محمود عباس رفض مقترحات باراك، وقال إنها ستقضي على فكرة اقامة دولة فلسطينية مستقلة. وقال هذه المستوطنات ليست مجموعات سكانية منفصلة عن بعضها البعض، بل هي مجموعات متصلة تشق الارض الفلسطينية وتقضي على التواصل الجغرافي الضروري لانشاء دولة فلسطينية. ويقول محللون إن المقترحات التي طرحها باراك لا تعدو كونها محاولة منه للابتعاد بحزبه حزب العمل عن حزب ليكود في الانتخابات العامة المقبلة المقرر اجراؤها قبل اكتوبر / تشرين الاول من العام المقبل. وكان رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو قد استقال من حكومة اسرائيلية سابقة احتجاجا على قرار رئيسها ارئيل شارون الانسحاب احاديا من قطاع غزة عام 2005، وهو الانسحاب الذي ينظر اليه الكثير من الاسرائيليين على انه كان فاشلا خصوصا بعد ان سيطرت حركة حماس على مقاليد الامور في غزة عام 2007. وفي خطو منفصلة، اعلنت الحكومة الاسرائيلية الاثنين انها قررت اصدار اجازات عمل داخل اسرائيل لخمسة آلاف فلسطينيا اضافيا من سكان الضفة الغربية. وقال وزراء اسرائيليون إن الخطوة من شأنها مساعدة السلطة الوطنية الفلسطينية التي تواجه خطر الانهيار بفعل الضغوط المالية التي تتعرض لها حيث تعاني ميزانيتها من عجز يبلغ 1,5 مليار دولار. وكان الآلاف من الفلسطينيين قد شاركوا في الاسابيع الاخيرة في احتجاجات في الضفة الغربية ضد الغلاء، ويقول الكثير من الفلسطينيين إن العقبة الرئيسية التي تقف في طريق الاقتصاد تمثل في الاحتلال الاسرائيلي.