بدء الانتخابات التشريعية في بيلاروسيا

بدأ الناخبون في بيلاروسيا الادلاء باصواتهم الاحد في انتخابات تشريعية تقاطعها الاحزاب الكبرى في المعارضة في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة منددة بانتهاكات عديدة للاجراءات الانتخابية.
وقد دعي حوالى سبعة ملايين ناخب الى صناديق الاقتراع التي فتحت في الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (الخامسة بتوقيت غرينتش) على ان تغلق في الساعة 20,00 (17,00 ت غ) لاختيار 110 نواب في برلمان هذا البلد الصغير الذي يعد 9,5 ملايين نسمة، والاكثر انغلاقا في اوروبا ويواجه عقوبات غربية بسبب قمع المحتجين.
وقال نيكولاي وهو متقاعد من مينسك لوكالة فرانس برس "اذهب للتصويت لانه واجبي"، لكنه قال انه لا يعرف احدا من مرشحي منطقته.
وتأتي هذه الانتخابات بعد نحو سنتين من اعادة انتخاب الرئيس الكسندر لوكاشنكو المثير للجدل لولاية من اربع سنوات، بعد نزول عشرات الاف المتظاهرين الى الشارع في مينسك للتنديد بعمليات تزوير كثيفة.
وتبع تلك التظاهرات حملة اعتقالات وادانات عديدة ولا يزال مرشح سابق الى الانتخابات الرئاسية وكذلك حوالى عشرة ناشطين من المعارضة والمدافعين عن حقوق الانسان في الحبس.
ويقاطع حزبا المعارضة الرئيسيان --الحزب المدني الموحد والجبهة الشعبية البيلاروسية-- الاقتراع احتجاجا على الخروقات العديدة للاجراءات الانتخابية وطلبا من الناخبين الذهاب "الى بيوتهم الريفية" او "الى الصيد" بدلا من الذهاب للتصويت.
وفي خلال السنوات الاربع الاخيرة اقتصر دور نواب البرلمان المنتهية ولايته في الاساس على المصادقة على خيارات الرئاسة البيلاروسية بحسب المعارضة والمراقبين.
وفي الانتخابات التشريعية في 2008 لم ينتخب اي نائب انتقد السلطة، ومن المرجح ان يتكرر هذا السيناريو اليوم الاحد.
ويتوقع ان تخلو نتائج الاقتراع من اي مفاجأة مع احتمال فوز غالبية واسعة من المرشحين الموالين للرئيس لوكاشينكو. اما العنصر المجهول الوحيد فيكمن في قدرة المعارضة على التعبئة بعد القمع المتزايد للمحتجين عقب الانتخابات الرئاسية في 2010.
وفي مطلع العام شدد الاتحاد الاوروبي العقوبات المفروضة على نحو 250 مسؤولا بيلاروسيا للاحتجاجا على القمع الذي يتعرض له المعارضون مما حمل بيلاروسيا المعزولة على الساحة الدولية والتي تمر بازمة اقتصادية خطيرة للتوجه الى روسيا بحثا عن الدعم والمساعدة المالية.
ويرى الزعيم المعارض فلاديمير نكلاييف الذي ترشح سابقا الى الانتخابات الرئاسية في كانون الاول/ديسمبر 2010 واوقف في يوم الاقتراع، ان المعارضة لم يعد لديها اوهام بشأن فرص انزال الهزيمة بالرئيس لوكاشنكو المستبد وامله هو ان تتخلى روسيا يوما عن هذا النظام.