هونج كونج (رويترز) - يتخذ النزاع بين الصين واليابان على مجموعة من الجزر الصغيرة المعزولة في بحر الصين الشرقي منحى مألوفا مع نشر بكين اسطولا من سفن الدورية ردت عليه اليابان بنشر أسطول مماثل. ومثلما حدث في نزاعات سابقة على جزر ومناطق صيد في بحر الصين الجنوبي تعتمد بكين على هذه السفن اكثر من السفن الحربية لتأكيد سيادتها على الجزر المتنازع عليها التي تعرف باسم دياويو بالصينية وسينكاكو باليابانية. ويقول خبراء بحريون ان وجود سفن خفيفة التسليح يحد من خطر دخول الجانبين في صراع في حين يحتفظان بخيار نشر المزيد من قوة النيران اذا اشتد النزاع. غير انه خلافا لنزاع الصين الاخير مع الفلبين على منطقة سكاربورو شوال فإن هذا الخلاف يضع اكبر قوتين بحريتين في اسيا في مواجهة محملة بمخاطر بحرية. ويحذر الخبراء من انه اذا اندلعت مصادمات فقد يكون من الصعب ان تقتصر على المنطقة المتنازع عليها ومن المحتمل ان تجر الولاياتالمتحدة وهي الشريك الامني لليابان الى المشاركة في اعمال قتالية مع الصين. وقال كيرت كامبل مساعد وزيرة الخارجية الامريكية يوم الخميس ان الجزر المتنازع عليها تشملها "بوضوح" اتفاقية ترجع لعام 1960 وتلزم الولاياتالمتحدة بأن تهب لمساعدة اليابان اذا تعرضت للهجوم. وقال سون يون وهو خبير في السياسة الامنية الصينية بمركز ستيمسون بواشنطن "لا اعتقد حقا ان الجانبين يعتزمان خوض حرب على الجزر في هذا التوقيت. "لكن اعتقد انها اكثر خطورة لان الجولة الحالية من التوتر اكثر انفعالية من مواجهات سابقة في بحر الصين الجنوبي." وربما تبقي السياسة الخلاف ناشبا في الشهور التي تسبق الانتخابات اليابانية المتوقع اجراؤها بنهاية العام الحالي واستعداد الصين لانتقال في القيادة. وفي حين استولى الصعود البحري للصين على الاهتمام العالمي كانت اليابان ايضا تبني بهدوء وتكتم قوات بحرية قوية تضم بعضا من اكثر التقنيات البحرية تطورا. واذا ادى التوتر بشأن الجزر المتنازع عليها الى تفجر صراع عسكري فمن غير الواضح ما اذا كانت البحرية الصينية ستتغلب على القوات اليابانية بسهولة مثلما هو متوقع مع منافسين اضعف عسكريا في بحر الصين الجنوبي. وبالنسبة لكلا الجيش فإن الاشتباك البحري سيكون خطوة الى المجهول. ويمنع الدستور السلمي لليابان قواتها البحرية من القتال بعدما دمرت في المراحل النهائية من الحرب العالمية الثانية. ولا تزال البحرية الصينية الحديثة في مراحلها الاولى وليس لديها خبرة في القتال. وخلال عملية بناء عسكري استمرت ثلاثة عقود من الزمن حولت بكين ما كان قوة دفاعية عتيقة ومهملة تعمل على الساحل فقط الى بحرية تزداد قدرة على الانتشار والقيام بعمليات معقدة بعيدا عن البر الرئيسي للصين. وبالارقام المجردة فإن الصين الان ثاني اكبر قوة بحرية في العالم بعد الولاياتالمتحدة بأسطول يضم نحو 80 سفينة حربية ضخمة و 53 غواصة و 50 سفينة انزال و 86 زوارق دورية حاملة للصواريخ. ونشرت البحرية الصينية التي تضم عتادا روسيا ومحلي الصنع اسطولا متعدد السفن عبر سلسلة الجزر اليابانية ومنها الى المحيط الهادي من اجل المناورات والتدريب. وشاركت سفنها في عمليات دولية لمكافحة القرصنة في المحيط الهندي. ولديها اسطول من الغواصات التقليدية المتطورة. واقوى السفن الحرية والغواصات الصينية مسلحة بصواريخ روسية الصنع اسرع من الصوت ومضادة للسفن ويمكنها ايقاع قتلى. غير ان الخبراء البحريين يقولون ان البحرية الصينية تفتقر الى التدريب على العمليات والخبرة. وقوة الدفاع الذاتي البحرية اليابانية اصغر حجما بوضوح اذ تشتمل على نحو 48 سفينة حربية كبيرة و 16 غواصة لكنها لا تزال قوة هائلة مقارنة بالقوى البحرية التقليدية الاخرى. ولديها ضعف ما لدى البحرية البريطانية من سفن حربية وضعف ما لدى البحرية الفرنسية من غواصات. وبعض من سفنها الحربية الرئيسية مزود بنظام ايجيس القتالي الامريكي المتطور الذي يضم اجهزة كمبيوتر ورادارات ومعلومات من سفن اخرى واقمار صناعية او طائرة لرصد الاهداف المتعددة وتوجيه الصواريخ المهاجمة. كما تعتبر الغواصات التقليدية اليابانية من اكثر الغواصات تطورا واكثرها سرية في العالم. ويقول خبراء بحريون ان البحرية اليابانية تمثل ايضا قوة احترافية عالية التدريب وشاركت على مدى عقود في حماية الممرات البحرية والحرب المضادة للغواصات. وتتدرب ايضا بانتظام مع القوات الامريكية. واذا وقع اشتباك في منطقة الجزر المتنازع عليها بين جزيرة اوكيناوا اليابانية وتايوان فبوسع الصين واليابان نشر طائرات هجومية متمركزة على الارض لدعم قواتهما. غير ان خبراء امن يقولون انه من غير المرجح بدرجة كبيرة ان يقتصر اي قتال على الوحدات البحرية والجوية في المنطقة المتنازع عليها. وربما تميل بكين الى استخدام ترسانتها الضخمة التي تضم 1200 من الصواريخ الباليستية الموجهة نحو تايوان لمهاجمة القوات والقواعد اليابانية. ويقول الخبراء ان الولاياتالمتحدة ستدعم اليابان بالتأكيد اذا كانت الصين هي المعتدي. وقال روس باباج المحلل الامني والمسؤول الدفاعي الاسترالي السابق "لا اعتقد ان الولاياتالمتحدة يمكن ان تنتحي جانبا. ستكون هذه ازمة دولية كبيرة وانا لا اتوقع ذلك... وانا لا اعتقد ان ايهما يريدها حقا." غير انه يوجد دائما خطر اساءة الحسابات والحوادث مع تمركز اسطولين كبيرين من سفن الدورية وقيام محتجين مدنيين من الجانبين بالنزول على الجزر غير المأهولة. ويرجح محللون امن بحريون ان تستمر هذه المخاطر حتى اذا تراجعت هذه الموجة من التوتر. ويعني وصول الصين كقوة بحرية ان بكين اصبحت تمتلك الان سبل تحدي السيطرة البحرية اليابانية على الاراضي المتنازع عليها في بحر الصين الشرقي واحتياطيات النفط والغاز التي يعتقد انها كامنة تحتها. من ديفيد ليج