ندد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو برفض ايران التعاون في ملفها النووي معربا عن "خيبة امل" لعدم احراز تقدم وداعيا طهران للسماح بتفتيش موقع عسكري مشتبه به "دون مزيد من التاخير". وقال امانو في مستهل اجتماع لمجلس حكام الوكالة انه "على الرغم من تكثيف الحوار" بين الوكالة وايران منذ كانون الثاني/يناير 2012 فانه "لم يتم الوصول الى اي نتيجة ملموسة حتى الان". واضاف ان هذا الامر "مخيب للامال لانه من دون تعاون ايران التام لن يكون بوسعنا البدء بحل المسائل العالقة بما في ذلك تلك المتعلقة باحتمال وجود بعد عسكري" للبرنامج النووي الايراني. وتابع بحسب نص خطابه امام المجلس المنعقد في جلسة مغلقة "نحن نعتبر انه من الاساسي لايران ان تتعاون معنا، من دون مزيد من التأخير، في جوهر مخاوفنا". ووردت كلمة "جوهر" في النص بحرف مختلف. وعقدت الوكالة هذا العام جولات محادثات عدة مع ايران لم تصل لنتيجة للضغط من اجل دخول مواقع والتحدث الى خبراء يعملون في ما تشتبه الوكالة انه برنامج للسلاح النووي بدأ قبل 2003 وربما منذ ذلك الحين. لكن طهران تنفي اجراء مثل تلك الابحاث وتقول ان الوثائق التي تقف وراء اتهامات الوكالة والتي نشرت في تقرير في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، مزورة. وقال امانو ايضا ان النشاطات في موقع بارتشين العسكري قرب طهران حيث يعتقد ان ايران تقوم بابحاث متعلقة بالاسلحة وبانها ازالت ادلة في الاشهر القليلة الماضية "سيكون لها تاثير عكسي على قدرتنا اجراء عمليات تحقق فعالة هناك". واضاف ان النشاطات التي رصدتها الاقمار الاصطناعية في بارتشين "تعزز اكثر موقفنا من ضرورة الوصول الى الموقع في بارتشين دون مزيد من التاخير للحصول على الايضاحات المطلوبة". وياتي هذا في اعقاب تقرير الوكالة الاخير حول ايران الشهر الماضي الذي اكد ايضا وجود تقدم في نشاط اخر يثير قلق المجتمع الدولي وهو تخصيب اليورانيوم. ويستخدم اليورانيوم المخصب لانتاج الطاقة او النظائر الطبية التي تستخدم لتشخيص بعض انواع السرطان لكن اذا تمت تنقيته بنسبة 90 بالمئة، فيمكن ان يدخل في صنع السلاح النووي. وفي تقريرها الاخير، كررت الوكالة الدولية للطاقة الذرية القول انها لا تستطيع ان تؤكد ما اذا كان البرنامج النووي الايراني سلميا بالكامل، كما تقول طهران، بسبب عدم تعاون ايران الكافي. ويؤكد تقرير الوكالة ايضا انه على الرغم من العقوبات الدولية غير المسبوقة ومنها تلك التي فرضت هذا الصيف على الصادرات النفطية، ضاعفت ايران قدرتها على تخصيب اليورانيوم في موقع فوردو (وسط) المخفي في جبل والوحيد الذي يعتبر آمنا من الضربات العسكرية. ومع ان وفود 35 بلدا اعضاء في المجلس ستناقش خلال اجتماعات تستمر اسبوعا في فيينا مواضيع اخرى كتدابير السلامة والانشطة النووية لكوريا الجنوبية، فان المشكلة النووية الايرانية ستكون في صلب مناقشات الاجتماع. وقال احد الموفدين الغربيين لفرانس برس انه "متفائل نوعا ما" في انه حتى روسيا والصين، اللتين تتخذان مواقف غير متشددة حيال ايران ستوافقان على نوع من القرار هو الثاني عشر في تسع سنوات. وسيناقش مجلس الوكالة ملف ايران الاربعاء. ومن بين المواضيع الاخرى التي ستناقش التقدم في الامن النووي بعد كارثة فوكوشيما في اليابان في آذار/مارس 2011 اضافة الى كوريا الشمالية وسوريا. وتقود بريطانيا وفرنسا والمانيا الجهود في فيينا بعد اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في قبرص في اليومين الماضيين ناقش فرض عقوبات احادية عل ايران. ودعا وزير الخارجية الايراني غيدو فسترفيلي في اسرائيل الاحد، ايران للدخول في "مفاوضات بناءة".