نيو اورلينز (الولاياتالمتحدة) (ا ف ب) - ضرب اعصار اسحق ولاية نيو اورلينز الاربعاء ترافقه رياح عاتية وامطار غزيرة، الا ان الحواجز المخصصة لمنع الفيضانات والبالغة كلفتها مليارات الدولارات والتي تم بناؤها عقب اعصار كاترينا قبل سبع سنوات، صمدت في وجه الاعصار، بحسب مسؤولين. الا ان مسؤولين حذروا من ان هطول الامطار الغزيرة سيستمر طوال اليوم. ورغم التقييمات المتفائلة من فرقة المهندسين التابعة للجيش، الا ان المياه غمرت العديد من المنازل وادت الى انقطاع الكهرباء واضطرت السكان الى الصعود الى الاسطح بحثا عن الانقاذ. واندفعت المياه متجاوزة احد السدود الواقية من الماء على منطقة سكنية تمتد في خليج المكسيك. ومع اختباء السكان في منازلهم، اجتاح الاعصار ببطء لويزيانا ترافقه كميات كبيرة من الامطار التي هطلت على المدينة المعروفة بعشقها للجاز والطعام وحب الترفيه. وتسبب الاعصار بانقطاع الكهرباء عن اكثر من نصف مليون شخص، بسبب الرياح التي رافقته وبلغت سرعتها 130 كلم في الساعة ما ادى الى سقوط اعمدة الكهرباء وتقطع اسلاك الكهرباء. وقال مركز الاعاصير القومي ان الاعصار وهو من الدرجة الاولى تسبب بزيادة كبيرة في مستويات المياه التي بلغ ارتفاعها ثلاثة امتار في لويزيانا. ورغم ذلك فان الدفاعات التي تم بناؤها حول نيو اورلينز عقب اعصار كاترينا صمدت امام اعصار اسحق، بحسب ما اكدت فرقة مهندسي الجيش. وقالت فرقة المهندسين في بيان ان نظام السيطرة على الفيضانات "يعمل كما هو مصمم له. ونحن واثقون بهذا النظام". وكانت وحدة مهندسي الجيش الاميركي اعادت بناء نظام بطول 133 ميل من السدود ومحطات الضخ والجدران المانعة للفيضانات وحواجز الفيضانات التي تحيط بنيو اورلينز بعد ان انهارت السدود المانعة للفيضانات خلال اعصار كاترينا الذي تصادف ذكراه السابعة الاربعاء، والذي اغرق الولاية. ولا تزال تجري عملية صيانة واعادة اعمار بقيمة 14,4 مليار دولار، لهذا النظام. الا ان مياه تسبب بها الاعصار فاضت عن احد السدود جنوب اورلينز واغرقت منطقة بلاكامين باريش السكنية كان قد صدر لسكانها امر باخلاء منازلهم، بحسب مسؤول محلي. وحتى منطقة مرتفعة نسبيا لم تشهد اي فيضان في اي اعصار مطلقا، اصبحت غارقة تحت 1,5 متر من المياه، بحسب ما افاد بيلي نانغيسر رئيس منطقة بلاكامين باريش للاذاعة المحلية. وقال نانغيسر ان الضرر الذي الحقه الاعصار اسحق ببعض المناطق اسوأ من ذلك الذي احدثه اعصار كاترينا. وضرب مثلا على ذلك منزله. واضاف "ذهبت الى منزلي في وقت سابق لكي ابدل ملابسي. فوجدت جزءا من سقف منزلي وقد اختفى. وانهار الجدار الخلفي واندفعت المياه الى المنزل". وتابع "لا اعلم من الذي صنف الاعصار على انه من الدرجة الاولى، ولكنه ليس كذلك". وذكر مسؤولون ان نحو 65 شخصا علقوا في بلاكامين باريش، وهي جزء من لسان ممتد داخل خليج المكسيك. وذكرت محطة "دبليو دبليو ال" التلفزيونية المحلية ان بعض الاشخاص نقلوا الى اماكن جافة بالقوارب. وقالت انه بدت عليهم علامات الصدمة والارهاب. وقالت شيرلل هيكين اثناء صعودها الى القارب "الامر فظيع. لقد اختفت منازل الجميع. لم يبق لاحد منزل في بريثويت". وقالت شارون سلفيا انها امضت الليلة عالقة فوق سطح منزلها تطلب المساعدة التي لم تصل حتى الصباح. واضافت "وصل الماء الى السقف .. وكان علينا ان نخرج من السقف الى العلية. الامر في غاية السوء". وفي مناطق اخرى من المدينة، ادت الرياح العاتية الى اقتلاع الاشجار وقطع اسلاك الكهرباء ما ادى الى انقطاع الكهرباء عن نحو 512 الف شخص، طبقا لشركة كهرباء لويزيانا. وتم نشر اكثر من 4000 عنصر من حرس لويزيانا القومي، و48 فريق قوارب في انحاء نيو اورلينز، طبقا لمكتب الحاكم بوبي جيندال الذي حذر السكان وطلب منهم الاستعداد وتحضير انفسهم لظروف صعبة. وقال البيت الابيض ان الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي يتوجه الى كولورادو، يتلقى تقارير منتظمة حول الاعصار الا انه لا يعتزم تغيير جدول اعماله. وابتداء من الساعة 15,00 تغ الاربعاء، اصبح الاعصار على بعد نحو 78 كلم جنوب غرب نيو اورلينز متحركا الى اراضي الولاية، بحسب المركز.