اشتدت العاصفة الاستوائية اسحق وتحولت الثلاثاء الى اعصار يتجه نحو نيو اورلينز حيث ينتظر وصولها بعد سبعة اعوام تقريبا على الاعصار كاترينا الذي ضرب المدينة. وقد وصل الاعصار الى السواحل الاميركية عند اقصى جنوب شرق لويزيانا مساء الثلاثاء كما اعلن مركز مراقبة الاعاصير الاميركي.
وتوقع المركز هبوب "رياح قوية وارتفاع خطير في مستوى المياه على طول الساحل الشمالي في خليج" المكسيك.
وقال المركز انه عند الساعة 3,00 ت.غ. كان الاعصار على مسافة 120 كلم جنوب جنوب-شرق نيو اورلينز.
وفي تقرير عند الساعة 23,00 ت غ، قبل ساعة من وصول الاعصار الى السواحل، اشار المركز الى ارتفاع مستوى المياه الى 2,40 مترا على سواحل ولايات لويزيانا وميسيسيبي وفلوريدا.
وفي نيو اورلينز كانت الشوارع مقفرة تقريبا. وقام السكان بتدعيم نوافذ منازلهم وبتخزين المواد الغذائية.
وكان حوالى 130 الف شخص محرومين من الكهرباء حوالى الساعة 00,30 ت.غ. بحسب الشركة التي تزود المدينة بالطاقة.
وقالت ميلودي باركوم (56 عاما) التي امضت عدة ايام عالقة على احد السطوح في انتظار اجهزة الانقاذ عند مرور الاعصار كاترينا "هذا يعيد الذكريات". واضاف "لكنني لست خائفة، لانه اذا نجوت من كاترينا، فيمكنني النجاة الان".
وبحسب المركز الاميركي فان اسحق اصبح الان اعصارا من الفئة 1 على مقياس سافير-سمبسون المؤلف من خمس درجات تصاعدية.
وبلغت سرعة الرياح 130 كلم في الساعة وكان الاعصار عن الساعة 22,00 ت.غ. على بعد 150 كلم من نيو اورلينز. ويتجه ناحية الشمال الغربي بسرعة 13 كلم في الساعة.
وبالتالي فانه قد يضرب المدينة بعد سبعة اعوام تماما على مرور الاعصار كاترينا في 29 آب/اغسطس 2005 والذي تسبب انذاك باحدى اسوأ الكوارث الطبيعية في التاريخ الاميركي وادى الى مقتل 1800 شخص في انحاء الولاية.
واعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء حالة الطوارئ في مسيسيبي، كما فعل الاثنين في لويزيانا بهدف افساح المجال امام تجهيز موارد الدولة الفدرالية لمساعدة السلطات المحلية.
وكانت ولايات الاباما، لويزيانا وميسيسيبي اعلنت حالة الطوارئ الاحد.
وأكد رئيس بلدية نيو اورلينز ميتش لاندريو للصحافيين ان اسحق يملك خاصية التقدم "ببطء" في حين تخشى السلطات فيضانات قوية مع تساقط 25 الى 40 سنتمتر من الامطار "وحتى اكثر".
واضاف ان اعصار اسحق ليس من الدرجة الثالثة كما كان اعصار كاترينا لكن "اعصارا من الدرجة الاولى بهذه القوة مع رياح بسرعة تتراوح بين 135 و160 كلم في الساعة ويمكن ان تصل الى 200 كلم في الساعة، هو ضخم كفاية لضربنا بقسوة اذا لم نتخذ احتياطاتنا".
والغيت الرحلات الثلاثاء والاربعاء في مطار نيو اورلينز.
وهناك اكثر من 33500 عنصر من الحرس الوطني وحوالى مئة طائرة ومروحية على اهبة الاستعداد للتدخل في الولايات الاربع المهددة: فلوريدا والاباما ومسيسيبي ولويزيانا.
وقال الرئيس الاميركي الثلاثاء "هذا ليس الوقت المناسب للمجازفة (...) يجب اخذ هذا الامر على محمل الجد".
واعلنت السلطة الاميركية لضبط الطاقة النووية من جهتها انها ارسلت اربعة مفتشين الى محطتين في لويزيانا، الاولى في ووترفورد (غرب نيو اورلينز) والثانية في ريفر بند (شمال غرب باتون-روج) للتاكد من سلامة هذه المواقع.
وكان مرور العاصفة اسحق في هايتي السبت ادى الى ارجاء مؤتمر الحزب الجمهوري ليوم واحد من الاثنين الى الثلاثاء في تامبا بولاية فلوريدا حيث نصب ميت رومني رسميا مرشحا للحزب لخوض الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 6 تشرين الثاني/نوفمبر في مواجهة الرئيس المنتهية ولايته باراك اوباما.