ضغطت الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الجمعة على إيران من أجل تبديد الشكوك المحيطة بأبحاثها النووية وذلك في إطار مساع دبلوماسية لتسوية الأزمة قبل أن تشن إسرائيل أو الولاياتالمتحدة أي عمل عسكري. وأججت تصريحات ساسة إسرائيليين هذا الشهر التكهنات بأن إسرائيل قد تضرب مواقع نووية إيرانية قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر تشرين الثاني القادم. وقالت مصادر دبلوماسية لرويترز يوم الخميس قبل بدء محادثات بين إيران ووكالة الطاقة يوم الجمعة إن طهران ركبت مزيدا من أجهزة الطرد المركزي في منشأة فودرو تحت الأرض. والأجهزة الجديدة لم تعمل بعد لكن الخطوة في حد ذاتها تنم عن تحدي إيران المطالب الدولية بوقف التخصيب وقد ترسخ الاعتقاد الإسرائيلي بأن تشديد العقوبات لم يفلح في إثنائها عن مواصلة طريقها. وذكرت المصادر أيضا أن هناك صورا بالأقمار الصناعية تظهر أن إيران استخدمت هيكلا أشبه بالخيمة ذا لون زاه ربما كان ورديا لتغطية مبنى في موقع عسكري تريد الوكالة تفتيشه مما يثير مخاوف جديدة بشأن عملية تطهير محتملة لإزالة ما يشير إلى حدوث أي نشاط نووي غير مشروع هناك. ومن جانبه توقع علي أصغر سلطانية مندوب ايران لدى وكالة الطاقة الذرية إحراز تقدم في الاجتماع المقرر يوم الجمعة وقال للصحفيين في بعثة إيران في فيينا "كلا الطرفين يحاولان تجاوز الخلاف." وقال هيرمان ناكيرتس كبير مفتشي الوكالة الذرية إن الهدف من هذه المباحثات هو التوصل لاتفاق مع ايران بشأن كيفية الرد على اسئلة الوكالة المتعلقة بالابعاد العسكرية المحتملة للبرنامج النووي الايراني الذي تقول طهران إن أغراضه سلمية بحتة. وقال ناكيرتس الذي يرأس وفد الوكالة في المباحثات إنه سيطلب مجددا دخول منشأة بارشين العسكرية حيث يعتقد أن إيران أجرت اختبارات تفجيرية متصلة بتطوير سلاح نووي. والاجتماع منفصل عن مفاوضات طهران مع القوى العالمية والتي لم تحقق تقدما يذكر منذ استئنافها في أبريل نيسان بعد توقف دام 15 شهرا غير أن تركيزه على نقاط الشك إزاء مطامح إيران النووية يعني وجود صلة وثيقة بين الأمرين. وتقول واشنطن إنه لا يزال هناك وقت قبل أن تؤتي الضغوط الدبلوماسية ثمارها وتدفع إيران لتقييد برنامجها لتخصيب اليورانيوم. ولا يتوقع الدبلوماسيون الغربيون انفراجة كبرى في محادثات يوم الجمعة لكنهم يقولون إن إيران قد تقدم تنازلا لمفتشي الأممالمتحدة الذين يسعون لدخول مواقع والاتصال بمسؤولين والاطلاع على وثائق وذلك في محاولة منها لتخفيف حدة تقريرهم الفصلي القادم المتوقع الأسبوع القادم. وقال مبعوث إن المقصود بهذه الخطوة فيما يبدو تقويض مسعى غربي لتوبيخ إيران في اجتماع يعقده مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الشهر القادم للنظر في عزوفها عن التعاون مع الوكالة في تحقيقاتها. من فريدريك دال (إعداد أمل أبو السعود للنشرة العربية - تحرير محمد هميمي)