تقوم القوات النظامية الاحد بقصف حي صلاح الدين الذي يتحصن فيه المقاتلون المعارضون في حلب حيث تتواصل الاشتباكات في احياء اخرى قبل بدء معركة حاسمة لاستعادة السيطرة على المدينة الواقعة شمال سوريا وتحولت الى محور اساسي في النزاع. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان ان حي صلاح الدين الذي يحاصره الجيش "يتعرض للقصف من قبل القوات النظامية السورية التي تشتبك مع مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة فيه". واشار المرصد الذي يستقي معلوماته من شبكة من الناشطين والشهود العيان الى "اشتباكات في احياء الحمدانية السكري والانصاري" في المدينة التي تعد الرئة الاقتصادية لسوريا وتقع على بعد 355 كلم شمال دمشق. وبعد ارسال تعزيزات من آلاف الجنود، بدأ الجيش السوري في 28 تموز/يوليو هجومه على حلب حيث تحصن المعارضون المسلحون قبل ثمانية ايام وخصوصا في حي صلاح الدين الذي اخلي جزئيا من سكانه البالغ عددهم مئات الآلاف. لكن صحيفة "الوطن" السورية الخاصة القريبة من النظام نقلت عن "مصادر مطلعة داخل مدينة حلب" ان "معركة الجيش لم تبدأ بعد"، موضحة ان "مهمته حاليا تنحسر في توجيه ضربات موجعة للارهابيين واوكارهم ومحاصرة المدينة من جميع جهاتها منعا لهروب اي من الارهابيين". واوضحت هذه المصادر ان ضربات الجيش النظامي في حلب "خلفت حتى الآن مئات القتلى والجرحى في صفوف الارهابيين"، مقدرا عدد المقاتلين المعارضين في المدنية ب"ما بين ستة وثمانية آلاف". واشارت الصحيفة نقلا عن المصادر نفسها ان "الاهالي خصوصا المنحدرين من اصول عشائرية في بعض الاحياء الشعبية شرق المدينة، دخلوا على خط المقاومة الشعبية في وجه المسلحين، معتبرة ان ذلك "قد يحسن ويغير في مجريات المعركة التي يستعد الجيش لخوضها". وتابعت "صار واضحا ان الجيش السوري انجز القراءة الميدانية لطبيعة المعركة وظروفها التي تستدعي المزيد من التعزيزات لاحكام الطوق على مداخل المدينة وضرب الحصار على الاحياء السكنية التي يتمركز فيها المسلحون". وكان مسؤول امني سوري رفيع صرح لوكالة فرانس برس السبت ان معركة حلب لم تبدأ بعد والقصف الجاري ليس الا تمهيدا. واشار الى ان التعزيزات العسكرية الموجودة حاليا لا تقل عن عشرين الف جندي وهي في ازدياد، موضحا ان "الطرف الاخر كذلك يرسل تعزيزات" في اشارة الى المعارضين المسلحين. ويؤكد المعارضون المسلحون انهم يسيطرون على نصف المدينة ويشددون على ان الجنود لا يتقدمون في الاحياء على الرغم من عمليات القصف. وذكر صحافي من فرانس برس ان الوضع يراوح في مكانه. فاشتباكات عنيفة تدور بين الجيش النظامي ومقاتلي الجيش السوري الحر الذي يتألف من فارين من القوات النظامية ومدنيين حملوا السلاح. لكن كلا من الطرفين ينتظر الهجوم الكبير الذي وعد به الجيش. وللتخفيف عن حلب، يهاجم المتمردون كل ليلة تقريبا مطار منغ العسكري حيث تتمركز المروحيات. اما الطائرات الحربية فتأتي من ادلب غربا او من مناطق اخرى، ولا شىء يمكنه وقفها الآن على ما يبدو. واتهم المجلس الوطني السوري المعارض القوات النظامية السورية بقصف المباني الحكومية وبعضها ذات قيمة تاريخية واثرية في حلب، معتبرا ان ما تقوم به هذه القوات يشبه "تصرف المحتلين والغزاة". واعلن المجلس اكبر فصائل المعارضة السورية في الخارج، في بيان ان "عصابات النظام السوري بدأت باستهداف المؤسسات والمباني الحكومية التي بنيت بعرق ودم السوريين (...) وبعض هذه المباني "يحمل قيمة تاريخية واثرية مثل مبنى مديرية الاوقاف". وحلب واحدة من اقدم المدن في العالم. وقد اعتبرت منظمة الاممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) ان الحي القديم يتمتع "بقيمة عالمية لا تقدر بثمن". وناشد المجلس السوريين "العمل على فك الحصار المفروض على حمص" وسط سوريا، موضحا انه يهدد "800 عائلة بالفناء" اما بسبب "القصف الهمجي" او "الجوع والعطش ونقص الدواء وتوقف الرعاية الصحية". كما طالب المجتمع الدولي ودول الجوار ب"التعامل بجدية مع تهديد النظام لوجود سوريا والامن والسلام الدوليين" من خلال "تمكين الشعب السوري من الدفاع عن نفسه". وفي اللاذقية (غرب)، قال المرصد ان "خمسة من قادة الكتائب الثائرة المقاتلة اصيبوا بجروح اثر قصف تعرض له مبنى في جبل الاكراد فجر الاحد". واعلن الجيش السوري السبت انه سيطر بشكل كامل على العاصمة دمشق بعدما استعاد حي التضامن من المعارضين المسلحين. من جهة اخرى، طلبت ايران من تركيا وقطر اللتين تدعمان التمرد في سوريا، التدخل للافراج عن 48 من زوارها خطفوا السبت بينما كانوا متوجهين الى مطار دمشق، كما ذكر القنصل الايراني مجيد كامجو. وقد عرضت قناة العربية الاحد شريطا مصورا يظهر هؤلاء الايرانيين في قبضة الجيش السوري الحر الذي اكد ان الرهائن "شبيحة" وبينهم ضباط في الحرس الثوري الايراني. وقال احد ضباط الجيش الحر في الشريط ان "كتيبة" من القوات المنشقة "قامت بالقبض على 48 من شبيحة ايران" كانوا في مهمة "استطلاع ميدانية" في دمشق. واضاف "اثناء التحقيق معهم تبين وجود ضباط ايرانيين عاملين في الحرس الثوري الايراني". وقال موقع القناة العامة للتلفزيون الايراني ان "وزير الخارجية علي اكبر صالحي طلب خلال محادثات هاتفية مع (نظيره التركي) احمد داود اوغلو تدخل تركيا فورا للافراج عن زوار ايرانيين اخذوا رهينة في سوريا". واضافت ان صالحي اتصل ايضا مساء السبت بوزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني طالبا مساعدة قطر. وحصدت اعمال العنف السبت 205 قتلى، بينهم 115 مدنيا و38 مقاتلا معارضا و52 من القوات النظامية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.