اعتبر وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي مساء الاثنين ان هناك "فرصا قوية" لايجاد حل سياسي لأزمة مالي حيث تسيطر جماعات مسلحة خاصة اسلامية على شمال البلاد. وقال مدلسي "بعد دراسة الوضع السائد في هذا البلد (مالي) خلال الاسابيع الاخيرة وصلنا الى نتيجة ان هناك فرصا قوية لايجاد حل سياسي لهذه الازمة"، كما افادت وكالة الانباء الجزائرية. واضاف الوزير في مؤتمر صحفي مشترك مع نظرائه في دول المغرب العربي ان الحل السياسي "يشكل قناعة مغاربية مشتركة". واكد ان "الحوار ضروري بين الحكومة والاطراف المالية الاخرى". وعقد وزراء الخارجية في دول المغرب العربي (الجزائر والمغرب وتونس وليبيا وموريتانيا) الاثنين اجتماعا بالجزائر خصص لدراسة الوضع الامني في المنطقة. ومن جهته قال وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني ان قضية مالي أخذت "حيزا إضافيا من النقاش في هذا الاجتماع". واكد العثماني في تصريح للصحفيين على هامش اجتماع الاثنين، وجود "اتفاق بين الدول الخمس على ضرورة التعبئة والتعاون لدعم جمهورية مالي وأمنها واستقرارها ووحدتها مع التأكيد على ضرورة ان يكون هناك حل سياسي للأزمة التي يعيشها هذا البلد". وكان الوزير الجزائري المنتدب للشؤون الافريقية والمغاربية عبد القادر مساهل اكد لفرانس برس "للمرة الاولى، يجتمع وزراء خارجية لتصور استراتيجية مشتركة في مسألة الامن". واشار وزير الخارجية المغربي الى اهمية الاجتماع في ظل تواجد "الجماعات الارهابية والجريمة المنظمة وتهريب الأسلحة والمتاجرة بالمخدرات". ويبدو ان المسألة الامنية في منطقة المغرب العربي والوضع في منطقة الساحل، خصوصا في مالي، اعادت اطلاق اتحاد المغرب العربي، حيث من المزمع عقد عدد من الاجتماعات الوزارية خلال العام الجاري. ومن المقرر ان يلتقي وزراء داخلية هذه المنطقة في المغرب، ووزراء العدل في ليبيا ووزراء الشباب والرياضة في تونس، كما سيعقد اجتماع لوزراء الشؤون الاسلامية في موريتانيا لابراز قيم الاسلام السني بحسب البيان الختامي. وتسبق هذه الاجتماعات الوزارية المغاربية قمة لرؤساء المغرب العربي في تونس قبل نهاية العام. وتأسس اتحاد المغرب العربي في 1989 وهو يضم الجزائر والمغرب وتونس وليبيا وموريتانيا، لكنه ظل معطلا بسبب الخلافات الجزائرية المغربية حول النزاع في الصحراء الغربية. من جهة اخرى، اعلن الوزير العاجي آلي كوليبالي لوكالة فرانس برس مساء الاثنين ان الرئيس المالي الانتقالي ديونكوندا تراوري هو الان "في حالة جيدة" و"مصمم على الاضطلاع بمهامه"، وذلك بعد مقابلته في باريس في اطار وساطة دول غرب افريقيا في الازمة المالية. وقال وزير الاندماج الافريقي الي كوليبالي في مقابلة هاتفية مع وكالة فرانس برس "لقد اجرينا مع وزير خارجية بوركينا جبريل باسولي محادثات دامت قرابة ساعتين مع الرئيس تراوري في فندقه" الباريسي. والتقى وزيران من وفد الوساطة في ازمة مالي الاثنين في باريس الرئيس المالي بالوكالة ديوكوندا تراوري الذي يتلقى العلاج في فرنسا منذ ستة اسابيع، كما افاد مقربون منهما لوكالة فرنس برس. وبحث وزير خارجية بوركينا فاسو جبريل باسولي ووزير ساحل العاج للاندماج الافريقي آلي كوليبالي مع تراوري المرحلة الانتقالية في بلاده. واكد كوليبالي "لقد تعافى جيدا من الاعتداء الذي وقع ضحيته (في ايار/مايو)، وجدناه في صحة جيدة ولدينا امل كبير في انه سيعود الى باماكو في اسرع وقت. لم يتحدد اي موعد بشان عودته لكن معنوياته مرتفعة وهو مصمم على الاضطلاع بمهامه". وتقود بوركينا فاسو الوساطة باسم المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا التي تتراسها حاليا ساحل العاج. والرئيس المالي بالوكالة موجود في باريس منذ 23 ايار/مايو للعلاج من جروح خطرة اصيب بها في 21 ايار/مايو عندما هاجم محتجون غاضبون مكتبه قرب باماكو.