ارتفع اليورو في مقابل الدولار والين بينما شهدت الأسواق رد فعل إيجابيا على الاتفاقية الاسبانية لمساعدة البنوك. وقد ارتفعت قيمة اليورو لتبلغ 1.2671 دولار (من 1.2514) و 100.73 ين (من 99.49 ين) في أسواق نيويورك الجمعة. وارتفعت مؤشرات أسواق اليابان وهونغ كونغ وكوريا الجنوبية بنسبة 2 في المئة. وكان رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي قد حيا الاتفاقية وقال إنها ساهمت في تقوية اليورو في الأسواق. ويقول المراقبون أن الأسواق تشهد ردود فعل إيجابية مع اتضاح قيمة القرض الذي كان أكبر من المتوقع، وساعدت على تبديد الشكوك المتعلقة بالأزمة. وقد يمنح الوضع الجديد زعماء الاتحاد الأوروبي وقتا للتعامل مع بعض الاقتصادات الضعيفة الأخرى، كما يقول محللون. لكن بعض المحللين يرون أنها ايضا تبين درجة التوتر التي تعيشها أوروبا. وكان وزراء مالية دول منطقة اليورو قد وافقوا السبت على إقراض مدريد ما يربو على 100 مليار يورو للمساهة في انقاذ البنوك التي تعاني من أزمة بسبب القروض العقارية. ورحبت الولاياتالمتحدة وصندوق النقد الدولي أيضا بالخطوة. وقال راخوي في مؤتمر صحفي في مدريد إن الجهود التي تبذلها حكومة يمين الوسط التي يترأسها قد مكنتها من تجنب وقوع البلاد في أزمة أكبر. وأضاف لو لم نقم بالخطوات التي قمنا بها في الشهور الخمسة الماضية لكان مطلوبا الآن إنقاذ إسبانيا كلها . وقال ان القرض الذي ستحصل عليه البنوك سيمكنها بدورها من إقراض للعائلات والشركات الصغيرة والمتوسطة وأصحاب المشاريع الخاصة. ولكن راخوي حذر من أن المستقبل القريب يبدو قاتما، وانه يتوقع أن ينكمش الاقتصاد خلال السنة القادمة بنسبة 1.7 في المئة. ويصل القرض الذي حصلت عليه إسبانيا الى 2100 يورو لكل شخص. وتهدف القروض التي قدمتها دول منطقة اليورو بفوائد تفضيلية إلى إعطاء دفعة للبنوك الاسبانية المأزومة التي تقع تحت أعباء ديون عقارية متعثرة بقيمة مليارات الدولارات بسبب الركود الاقتصادي الذي تعاني منه البلاد. وسيحدد المبلغ الذي ستحصل عليه البنوك بدقة بعد خضوعها لتدقيقين قال وزير الاقتصاد الاسباني لويز دوغيندوس انها ستنجز خلال الأيام القليلة القادمة. وستأتي المساعدات من مصدرين صندوق الاستقرار المالي الأوروبي و آلية الاستقرار الأوروبية . وكان المستثمرون قد طالبوا بعوائد أكبر من أجل إقراض إسبانيا مما جعل الاقتراض من السوق لانقاذ البنوك صعبا. وقال المفوض الاقتصادي للاتحاد الأوروبي أولي رين ان الاتفاقية مع إسبانيا ستهدئ مخاوف المستثمرين. وورد في بيان اصدرته المفوضية الأوربية أنها ستضع اسبانيا على طريق التعافي. ورحب وزير الخارجية البريطالني ويليام هيغ بالاتفاقية بينما شكك بعض الخبراء البريطانيين بجدواها. وقال وزير الخزانة الأمريكي تيموثي غيتنر ان الخطوة مهمة من أجل تعافي الاقتصاد الاسباني وكخطوة مهمة في طريق الاتحاد المالي الذي هو مشروع حيوي لمنطقة اليورو .