قال مسؤول حكومي بورمي ان الشرطة البورمية اطلقت الجمعة النار في مدينة واقعة غرب البلاد يشكل المسلمون الروهينجياس غالبية سكانها، بعد تصاعد التوتر الديني فجأة في هذه المنطقة. وقال هذا المسؤول لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته ان "الشرطة فتحت النار في ماونغداو في ولاية راخين (...) والسلطات تحاول السيطرة على الوضع"، موضحا انه لم يسقط ضحايا "حتى الآن". من جهته، قال ابو طاهر احد قادة الحزب الوطني للتنمية الديموقراطية ان "قوات الامن اطلقت النار" على افراد من الروهينجاس كانوا يسيرون "في مجموعة" وقت الصلاة في هذه المدينة الواقعة على الحدود مع بنغلادش. واضاف ان اطلاق النار ادى الى سقوط قتيل واحد او اثنين. ويمثل هذا الحزب غير الممثل في البرلمان 750 الف شخص من هذه المجموعة لا يحملون اي جنسية ويقيمون في شمال الولاية. وتعتبر الاممالمتحدة هؤلاء واحدة من الاقليات الاكثر تعرضا للاضطهاد في العالم. من جهته، تحدث الموقع الالكتروني لصحيفة ويكلي ايليفين الذي تملكه مجموعة خاصة عن وقوع حوادث خطيرة. وقال ان "آلافا من الروهينجياس بدأوا اضرام النار في منازل قرب البلدية بعد ظهر اليوم (...) ومعظم السكان يهربون". وصرح مسؤول في المكتب الرئاسي لفرانس برس ان "حوالى 300 شخص عائدين من مسجد بدأوا يرشقون مكتبا حكوميا ومركز شرطة ماوغنداو بالحجارة"، مؤكدا ان السلطات سيطرت على الوضع بعد الظهر. وتحدث عن رشق حجارة في سيتوي عاصمة الولاية. وتأتي هذه الحوادث بعدما قتلت جموع غاضبة في غرب بورما عشرة مسلمين في اعمال عنف شكلت مؤشرا الى التوتر الطائفي في البلاد، كما ذكرت الصحافة الحكومية. فقد هاجم مئات من اقلية الراخين الاثنية التي يشكل البوذيون القسم الاكبر من افرادها، الاحد حافلة كانوا يعتقدون ان المسؤولين عن اغتصاب وقتل امرأة في تونغوت بولاية راخين موجودون فيها. وادى الهجوم الى مقتل عشرة مسلمين. وافاد بيان نشر على الصفحة الاولى من صحيفة "نيو لايت اوف ميانمار" الرسمية الناطقة باسم السلطة، "وقعت في ايار/مايو وحزيران/يونيو احداث منظمة، خارجة على القانون وفوضوية قد تعرض للخطر السلام والاستقرار ودولة القانون في ولاية راخين". ويشكل المسلمون حسب الاحصاءات الرسمية 4% من الشعب البورمي والبوذيون 89%. وادى توتر حاد الى اندلاع سلسلة من الاضطرابات ضد المسلمين في البلاد في السنوات الخمس عشرة الاخيرة، خصوصا في هذه الولاية القريبة من بنغلادش وتسكنها مجموعة كبيرة من المسلمين. وفي 2001 خصوصا، دفعت اضطرابات دينية السلطات الى فرض حظر للتجول في سيتوي، عاصمة الولاية.